كما هى عاداتها وصفت الواشنطن بوست السيسى بالديكتاتور، وهنا أتوجه لها بسؤال أن تدلنا، أين هذا الفاشى الذى يقبل أن يسب من قبل بعض مواطنيه جهارا نهارا بالأم قبل الأب ومع هذا لا يحرك ساكنا أو أن يتقدم خطوة واحدة يدافع بها عن نفسه أمام سيول من الألفاظ المخجلة، وأن يصفه نقابى يفترض أنه صاحب قلم بانه «بلطجى ومجنون» ومرة ثانية لا يكلف نفسه أن يخاطب محاميه لرفع دعوى سب وقذف أمام المحاكم مطالبا مثل غيره بالتعويض للأضرار الأدبية التى لحقته. أنا لست فى معرض لنقاش للحاصل بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية والأخيرة لا شك تتحمل الوزر الأكبر فيه، ولكن أتوقف عند البذاءات المرعبة التى سمعناها وشاهدناها ببرامج التوك شو، لو كان مطلقوها من السفهاء لفهمنا، ولكن أن تنطلق من أفواه اناس ينتسبون زورا مع الأسف للنخبة المثقفة فتلك هى الكارثة. الغريب أنه إذا تصدى أحد، فردا كان أو مؤسسة، لهذا الفحش البين على الفور يصبح هؤلاء الشتامون بقدرة قادر المناضلين الثوريين ثم يخرج المتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكية جون كيرى معربا عن قلقه، أما المنظمات الحقوقية فحدث ولا حرج فسرعان ما تصدر البيانات والنداءات العاجلة وفيها تزعق أنقذوا مهنة البحث عن المتاعب من قبضة الأجهزة الأمنية القمعية. انظروا إلى أحد الرؤساء الفاشيين بجد قولا وفعلا، والذى وئد الديمقراطية ببلاده، أقام أكثر من 2000 قضية متهما كتابا وصحفيين واكاديميين وشخصيات بارزة مسئولة وحتى الاطفال لم ينجوا من جبروته فى حين أنهم جميعا انتقدوه دون أن يوجهوا له لفظا نابيا يخدش الحياء أو يحط من كرامته، ولم يشفع لهم كل ذلك بيد أن احكاما بالسجن صدرت بحقهم إضافة إلى الجزاءات المالية التى تنوء عنها كواهلهم. غير أن المفارقة التى كشفتها أزمة نقابة الصحفيين هذا التحالف المقيت بين الاستبداد الناصرى وانتهازية الإخوان المسلمين على أية حال كلاهما فى الجحيم. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد