أعلنت الحكومة أنها ستقوم بتعويض أصحاب المدابغ بمنطقة «مجرى العيون» الذين يرغبون فى الانتقال إلى مدينة الجلود (الروبيكي) بواقع الفين وثلاثمائة وعشرة جنيهات كحد اقصى لكل متر مربع من المبانى ولم يتطرق الأمر لأهم عنصر من عناصر التعويض لأى عقار وهو عنصر الأرض فليس من المنطق أن أعوض المالك عن المبنى ولا أعوضه عن أرضه التى يمتلكها ولم يفطن المسئولون عن عملية التعويض إلى أن أرض مدابغ مصر القديمة تنقسم إلى مايلي: أ أرض حكر (وهو ما يعرف حاليا بحق الانتفاع) أى أرض أملاك دولة وتمتلكها محافظة القاهرة وتقام عليها النسبة العظمى من مبانى مدابغ مصر القديمة. ب أرض ملكية خاصة يمتلكها أصحابها وأقاموا عليها عددا محدودا من المدابغ والتى تمتلكها الأسر العريقة من مؤسسى صناعة الجلود فى مصر وتوجد نسبة كبيرة منها بشارع الجباس وهى مدابغ مصر القديمة ذات الملكية الخاصة ويحميها ويصونها الشرع والدستور والقانون ويستحق عنها أصحابها تعويضا ماليا عادلا بالإضافة إلى التعويض المالى عن المبانى المقام عليها لذلك فأمام محافظة القاهرة ثلاثة خيارات للتعامل مع أصحاب هذه الأرض. أولا: ترك الأرض الملكية الخاصة لأصحابها ليقيموا عليها مشروعات سكنية أو أى أنشطة أخرى طبقا للتخطيط العمرانى المقترح من المحافظة لهذه المنطقة مستقبلا. ثانيا: تعويض مالكى الأرض طبقا لقيمتها السوقية الحالية باعتبار أن هذا المعيار هو الثابت للتقييم ويرضى جميع الأطراف. ثالثا: إصدار قرار نزع ملكية للمنفعة العامة والذى حدده القانون على سبيل الحصر بالحالات الملحة فى حالة عدم وجود بديل لها واشتراط تعويض أصحاب وملاك الأرض بثمن مماثل بسعر السوق فى تاريخ صدور القرار، وتأكيدا للشفافية أرجو أن تتمسك المحافظة بالحصر الفعلى للمدابغ والتى قامت به على الطبيعة سنة 2009 دون إضافات وذلك لسد الثغرات والذرائع. محاسب محمود الجباس مدير عام بالمعاش