الإنسان قلق، وهذه طبيعته أن يقلق، يلتفت يسارا بعقله، ويمينا بقلبه، وفي كل الاتجاهات بحواسه، وهذا ليس اضطرابا، وإنما رغبة في تحقيق شيء، وكل رغبة معها خوف من شيء، وحياتنا رغبات ومخاوف، ولا شيء يحدث بلا دافع، وأحيانا يكون القلق دافعا. يمكنك أن تعيش قلقا، أو تعيش هادئا، الاختيار لك، لكن لا طموح بلا قلق، ولا نجاح بلا اضطراب، القلق يدفع للأمام، وأيضا إلى الخلف، وهو القاتل الصامت، حين يزيد على حده يدمر، معظم أمراضنا سببها القلق، ونحن نقلق بسبب ودون سبب، لأن كل شيء يدعو للقلق. المشكلة أن القلق معد، ونحن نتأثر بمن حولنا..وما حولنا، ونفكر بشكل زائد، يغضبنا الماضي، ويزعجنا الحاضر، ونقلق على المستقبل، لا شيء يرضينا، ولا نرضى عن شيء، ليست لدينا قناعة ولا حتى اقتناع، نتطلع لما لا نملك، ونتمنى ما في أيدي الغير، وهذا سبب آخر للقلق. الحلم مشروع، من حقك أن تحلم، بدون طموح لا مبرر للحياة، لكن المشكلة ليست في الرغبة، وإنما في القدرة، والتحدي أن تحقق حلمك بأقل خسارة، وهذا فعلا مستحيل، فلكل شيء ثمن، ودوما هناك خسائر، للنجاح ثمن، وللفشل أيضا ، ودوما هناك ثمن. الناجح يخشى ألا يدوم نجاحه، والفاشل يريد أن يعوض فشله، والقلق يحدث عندما لا يتحقق الهدف، والإنسان طموح بطبعه، والطموح أشبه بالطمع، ولكل منا أطماعه، وكلما تحقق هدف سعينا وراء آخر، ولا مشكلة، فالطموح دافع للحياة، بدونه نصبح أمواتا، لكن من الطموح ما قتل. لكل إنسان هدف، والهدف البعيد غير الهدف القريب، وحياة بلا هدف لا تساوي شيئا، وهي ليست حياة، المهم أن تعرف هدفك، وتحققه بدون ثمن فادح. لمزيد من مقالات عبد العزيز محمود