تعهد صديق خان عمدة لندن الجديد بأن يكون عمدة لكل اللندنيين بعد فوزه الكبير على منافسة مرشح حزب المحافظين زاك جولدسميث. وحصل خان على 56،8٪ من الأصوات، مقابل 43،2٪لجولد سميث. وهذه أعلى نسبة من الأصوات يحصل عليها سياسى منتخب فى بريطانيا. وبأنتخاب خان عمدة للندن، العاصمة المالية لأوروبا، يصبح خان أهم سياسى مسلم منتخب فى القارة. وتحدث خان إثر إعلان فوزه، بعد منتصف الليل بسبب أخطاء فنية فى أجهزة إحصاء الأصوات، عن أصوله المتواضعة، حيث كان يعيش مع والديه وأشقائه السبعة فى شقة فى المناطق الشعبية التى تبنى للفقراء فى لندن، قائلا:"لم أتخيل أبدا أن شخصا مثلى يمكن أن ينتخب رئيسا لبلدية لندن". وتابع: "والدى الراحل كان سيكون فخورا أن المدينة التى أختارها لتكون وطنه، اختارت أحد أبنائه ليكون عمدتها...أنا فخور جدا أن لندن اختارت الأمل على الخوف، واختارت الوحدة على الأنقسام". وشكر اللندنيين على "جعل المستحيل ممكنا اليوم". وأضاف أن "سياسات التخويف ليس مرحبا بها فى مدينتنا"، وذلك فى إشارة إلى حملة منافسة التى قامت فى جانب كبير منها على التخويف من كون خان مسلما. وتوالت التهانى لخان على انتخابه. وقال زعيم حزب العمال جيرمى كوربن، الذى ينتمى إليه خان:"أتطلع للعمل معه لخلق لندن أكثر عدالة لكل اللندنيين". كما بعث عمدة لندن المنتهية ولايته بوريس جونسون تهنئة لخان على الفوز الكبير وتمنى له النجاح فى مهمته. وهنأ ساجد جاويد العضو فى البرلمان والوزير فى حكومة المحافظين ، العمدة الجديد قائلا:"صديق خان... من ابن سائق أتوبيس لابن سائق أتوبيس... مبروك". وجاويد مثل خان من أصول أسيوية مهاجرة متواضعة. كما تلقى خان التهانى من رئيس بلدية نيويورك بيل دى بلاسيو ورئيسة بلدية باريس آن هيدالجو والزعيم العمالى السابق إد مليباند. وبدأت "لعبة اللوم" داخل حزب المحافظين على الفشل الكبير لحملة جولدسميث الذى بدأ التنافس على منصب العمدة كالمرشح الأوفر حظا. وعبر جولدسميث عن خيبة أمله بعد إعلان النتائج، إلا أنه هنأ خان. واتهم هيلتون ديفيد مدير الاستراتيجية الانتخابية السابق لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، جولد سميث ب"إعادة سمعة الحزب البغيض" لحزب المحافظين، قائلا إن اللعب بالورقة العرقية والدينية "يمكن أن يكون له أثار سيئة بعيدة المدى" على حزب المحافظين. وربطت حملة جولدسميث بين خان والتطرف الاسلامى، ما أثار انتقادات وردود فعل عكسية حتى داخل حزب الحافظين. وعلى عكس التوقعات بنسب مشاركة ضئيلة فى التصويت، كانت نسبة التصويت فى انتخابات بلدية لندن أعلى نسبة تصويت فى تاريخ المدينة، إذ صوت 45،6٪ ممن لهم حق التصويت. ويبدو أن الجدال حول "الاسلاموفوبيا" و"معاداة السامية" دفع الكثيرين للمشاركة فى التصويت. ويبلغ عدد سكان لندن 8،6 مليون نسمة، بينهم مليون مسلم. وسيكون أمام خان الكثير من التحديات على رأسها الأسكان فى لندن وهى القضية الأكثر إثارة للقلق بسبب الأرتفاع الكبير فى أسعار العقارات وتحسين المواصلات وتوفير المزيد من فرص العمل والحد من الفقر فى لندن والذى تزايد بعد الأزمة المالية، حيث يوجد نحو نصف مليون لندنى يعيشون عند حد الفقر، الغالبية منهم من أصول مهاجرة. وسيساهم فوز خان فى تخفيف الضغوط على زعيم حزب العمال جيرمى كوربن الذى يحاول تيار داخل الحزب إطاحته من الزعامة.