فتيات أفغانيات ارتدين خوذاتهن واستقللن دراجاتهن وخرجن فى الشوارع الأفغانية متحديات الصورة النمطية والمضايقات التى يتعرضن لها والتهديدات التى قد تفتك بهن لكنهن قررن التحرر من القيود التى فرضت عليهن، فهن لسن مجرد فتيات أو نساء بل قائدات ثورة على الخرافات التى تمنعهن من ممارسة الرياضات المختلفة .. . هؤلاء الفتيات أعضاء بالمنتخب النسائى لرياضة الدراجات الهوائية، اللاتى قررن بذل كل ما فى وسعهن لحصد النجاحات وجذب الأعين لهن وتمثيل بلدهن فى دورة الألعاب الأوليمبية لعام 2020، كما نجحن فى نيل احترام وإعجاب وتشجيع الجميع حيث تم ترشيح المنتخب من قبل مجلس البرلمان الإيطالي، وذلك بعد توقيع 118 نائبا لإعطاء الفريق فرصة للحصول على جائزة نوبل لهذا العام بإدراجه بين المرشحين. وذلك لدعم تلك الخطوة الهامة فى طريق الأفغانيات للحرية فى بلد قطعت الحرب أوصاله وفرض التطرف عليه مئات القيود على الحريات. لكن ثمة مشكلة قد تؤثر على الفريق وتهدر الكثير من جهوده المضنية بعدما بدأ الفساد ينخر به،فقد ذكرت صحيفة «نيو يورك تايمز» الأمريكية مؤخرا أن السيدة شانون جالبين صاحبة منظمة «ماونتين تو ماونتين» فى كولورادو، والتى تولت الدعم المادى للفريق، كتبت على الموقع الخاص بها أنها لن تستمر فى دعم الاتحاد الأفغانى للدراجات، وذلك للفساد وتربح رئيس الاتحاد ومدرب الفريق عبد الصديق صديقي، حيث أعربت جالبين عن غضبها إزاء حصول الفريق على 40 دراجة ومساعدات تقدر ب 100 الف دولار قام بسرقتهم. وقد ذكر محمد زاهر أخبار، رئيس اللجنة الأوليمبية المحلية الأفغانية، ما هو أدهى حيث تزوج صديقى ثلاث فتيات من الفريق وطلقهن وقد اشتكين الثلاث من خداعه لهن. وقد علق صديقي، 62 عاما، بأنه متزوج حاليا من سيدة تبلغ من العمر 25 عاما، وأنه بالفعل تزوج ثلاث مرات من قبل ولكن نفى أن تكون زوجته الحالية أو السابقات أعضاء فى الفريق. وليس الفساد فقط هو من يهدد أحلام فتيات أفغانستان بل التمييز ضدهن أيضا، فقد ذكر بيتر أندرسون، المدرب الأسترالى الذى تولى تدريب فريق الكريكيت النسائى الأفغانى منذ عدة سنوات، أن المجلس يتظاهر بدعم وتشجيع الفريق النسائى ولكنه فى الواقع يحرمهن من أبسط حقوقهن ويفرض عليهن العديد من القيود والتمييز. وتقول روبينا جلالي، العداءة الأفغانية الشهيرة، التى شاركت فى أوليمبيات أثينا عام 2004 وحصلت على المركز الثاني، والمسئولة عن الفرق النسائية باللجنة الأوليمبية الوطنية، إن السفارات الأجنبية التى كانت تدعم الأنشطة الرياضية النسائية عقب سقوط طالبان أصبحت لا تعير الاهتمام بها وذلك لشعورها بأن دعمها المسبق لم يثمر شيئا، وأنه لاتزال المعوقات تحيط باللاعبات وتعيق نجاحهن، وأضافت جلالى « أنه من بين المشكلات التى تواجه الفتيات انعدام الأمن والمضايقات والاعتداءات اللاتى يتعرضن لها، فقد تعرضت أحدى عضوات فريق الدراجات لإصابات بالغة بعدما قام شاب يستقل دراجة بخارية بجذبها وطرحها أرضا». ومن ناحية أخرى فقد أصبحت ظاهرة فرار الشباب والفتيات خارج البلاد مع أول فرصة تأتى لهن تزيد من خوف الآباء والأمهات على بناتهن من المشاركة فى الفرق النسائية، وذلك لأنه من المفترض أن تشارك تلك الفرق فى بطولات دولية، والتى قد يظنها البعض فرصا لهن للفرار، فعلى سبيل المثال قصة شاميلا كوهيستاني، التى كانت كابتن فريق كرة القدم النسائى الأفغانى فى عام 2007، والتى حصلت على منحة دراسية فى جامعة دريو بولاية نيو جيرسى الأمريكية، والتى كان من المفترض بعد إنهائها دراستها أن تقوم بتدريب فريق كرة القدم النسائي، ولكنها رفضت العودة مرة أخرى لأفغانستان. وتقول فروزان تاجالي، 22 عاما، كابتن الفريق النسائي، إنه من بين المعوقات التى تواجه الفريق ضرورة توفير سبل الأمن لهم والضغوط الأسرية على الفتيات لمنعهن من المشاركة، كما أن الفريق قد خسر عددا من عضواته عقب زواجهن، فمن بين التقاليد المتبعة فى أفغانستان ضرورة زواج الفتاة قبل سن ال 20، وبالطبع يكون أول قرار للزوج هو امتناع زوجته عن المشاركة فى الفريق. فبعدما عاشت نساء أفغانستان حقبة صعبة حظرت خلالها حركة طالبان، التى تولت الحكم فى التسعينيات من القرن الماضي، عليهن المشاركة فى الحياة العامة، والحصول على حقهن فى التعليم أو الخروج من منازلهن دون محرم، فقد اكتسبن الكثير من حقوقهن بعد سقوط الحركة عام 2001، إلا أن المراقبين ما زالوا يشعرون بالقلق من أن التقدم الذى أحرز معرض للخطر مع تزايد العنف والتمييز الذى مازال يتبع ضدهن.