تصريحات غريبة صدرت على لسان نائب مساعد الرئيس الأمريكى لشئون الأمن القومي، بن رودس، قبل يوم من زيارة الرئيس أوباما للسعودية قال فيها إن تنظيم «القاعدة» تأسس بأموال من السعودية. وتصريحات بن رودس جاءت بالتزامن مع بدء مناقشة الكونجرس الأمريكى لمشروع قانون يٌحمل السعودية مسئولية اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وهو ما يتيح لعائلات ضحايا تلك الاعتداءات أن تلاحق الحكومة السعودية أمام القضاء الأمريكى لمطالبتها بتعويضات. ولأن وزير الخارجية السعودى عادل الجبير هدد، كما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأسبوع الماضي، بأن بلاده ستقوم ببيع ما قيمته نحو 750 مليار دولار من سندات الخزانة الأمريكية فى حال المصادقة على مشروع القانون، فقد سارع الرئيس الأمريكى باراك أوباما، ليؤكد معارضته لمشروع القانون. وقال أوباما إنه على ثقة من أن السعوديين لن ينفذوا تهديدهم ببيع كل أصولهم المالية الموجودة فى الولاياتالمتحدة مؤكدا أنه لن يتوانى عن استخدام الفيتو ضد القانون المقترح. أما المتحدث باسم الرئاسة الأمريكية جوش إرنست فقد أعلن أن بلاده تفضل أن تحل الدول خلافاتها عبر الطرق الدبلوماسية وليس عن طريق المحاكم. تصريحات إرنست يمكن فهمها على أن الولاياتالمتحدة تريد تعويضات سعودية لعائلات ضحايا 11 سبتمبر ولكن بوسائل دبلوماسية، وربما يطرح الرئيس الأمريكى ذلك خلال لقائه خادم الحرمين الشريفين. ولكن الأمر برمته يؤكد أن الصديق والحليف الأمريكى لم يعد صديقا حقيقيا كما كان الأمر لعقود طويلة، خاصة أن واشنطن تدرك أن القاعدة فى حقيقة الأمر صناعة أمريكية. الخلاصة أنه لا بديل عن التعاون العربى الوثيق خاصة بين مصر والسعودية للحفاظ على الأمن القومى للدول العربية. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله