إنتشرت فى الآونة الأخيرة ظاهرة فجة بكل المقاييس على بعض شاشات الفضائيات ، حيث تقوم القناة بإستضافة أحد الأفراد المشاغبين أو من لديه خصومة فى محل عمله أو أى فرد يجد فى نفسه الرغبة فى إلقاء التهم الجزافية على غيره ، فهنا يجد ملاذه لديهم ، رافعين شعار اذا استطعت التواصل معنا والإتفاق على الظهور فى برامجنا .. فأنت حر فيما تقول او تفعل ، ودائما أنت على حق ، ومساحة الكلام متاحة والوقت مفتوح و"الكلام معليهوش جمرك " ! وفوجئت مؤخراً بإستضافة قناة فضائية لأحد المنتمين للجماعة الصحفية ، من أجل أن يعرض مواقف وتحليلات وفقا لظنونه ، ويطرح ممارسات يحمل مضمونها هواجس غير مبررة ، ولا أساس لها من الصحة ولا تحمل ظلا من الحقيقة ، وما يغضبنى بحق ان يضرب عرض الحائط بمبادئ وأصول الأخلاقيات الصحفية والتى اقسمنا جميعا على احترامها ، والتى تعلمناها على أيدى شيوخ المهنة وعلماؤها ، فتعلمنا منهم ان نرفض التعامل والرد على المغالطات ، وننأى بأنفسنا ونترفع عن أساليب المزايدة وافتعال المعارك بغية توصيل رسائل بعينها أو تسجيل مواقف على حساب المؤسسات الإعلامية العريقة ، وفى ظنى أن من يفعل ذلك لديه رؤية أحادية البعد ، ولا يستمع إلا لصوت نفسه ، ويفتقر الى فن وآداب الاستماع لرأى الغير ، ولذا فلديه عدم تقدير لقيمة مخاطبة الرأى العام ، الذى يعد أحد المبادئ الحاكمة الواجب ترسيخها فى تلك المرحلة الفاصلة من تاريخ الأمة ، تجنبا لمعارك صغيرة لا قبل لنا بها ولا يجب أن ننجرف إليها ، خاصة والوطن الآن لا يحتمل إضاعة مزيد من الوقت والفرص . وأنصح نفسى وزملائى وكل من يقرأ كلماتى أن نتعود على الإستماع إلى الرأى الآخر، فهو صفة حضارية غاية فى الأهمية وضرورة من ضرورات التقدم والتطور ، لأن وجودها يفتح المجال أمام الإبداع فى طرح الرؤى المختلفة والأفكار المتنوعة ؛ فعندما ترى فى مجتمع ما حالة من التجديد في طرح الرؤى والأفكار والتوجهات المختلفة بصورة مستمرة وفى أجواء من الحرية والإحترام .. فذلك مؤشر على نضج وتحضر هذا المجتمع وتوافر الوعىّ لديه والقدرة على التقدم وهذا ما نأمل ونتمنى أن نراه يتحقق فى مجتمعنا على أرض الواقع . [email protected] لمزيد من مقالات راندا يحيى يوسف