أصبح مجتمعنا في حالة إحتياج حقيقي إلي حوار جاد ومُثمر بين جميع أطراف المجتمع للوصول إلي أرضية مشتركة للتوافق وإيجاد حلول وسطية ونقاط إلتقاء فكري والتفرقة بين الحرية في التعبير عن الرأي والذي هو حق مكفول للجميع وبين الشطط والتجاوز في الآداء فللأسف الشديد أصبح لدينا إلتباس في معظم الأمور وبتنا نعيش أوقاتاً عصيبة إختلط فيها الحابل بالنابل والصالح بالطالح وإستبد كلُ برأيه وفي مقولة للأمام/علي رافع إن كنت مختلفاً مع الآخر فلا يحق لك أن تسخر منه ولا يحق له أن يسخر منك وإنما الأساس أن يحترم كل إنسانٍ أخاه ويقدره وأن يكون الذي يجمعهم هو أنهم يريدون أن يعيشوا معاً في مجتمعٍ أفضل وفي حالٍ أفضل يكون شاغلهم أن يتواصوا بالحق والصبرأن يكونوا أمةً تدعو إلى الخير وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكروتؤمن بالله فإذا كان اختلافهم في قضيةٍ دنيوية فإن معايير حسم هذه القضية هو ما فيه صلاح وخير الناس إننا نريد أن نتعلم ذلك وأن يتعلم مجتمعنا ذلك إذا لم نفعل ذلك فسنظل دائماً متناحرين متصارعين متحاربين يهدم بعضنا بعضا ويُسَفِّه بعضنا بعضا فلا تقوم لنا قائمة ويصبح المجتمع في خلافٍ وصراعٍ دائم لقد تعودنا في مجتمعاتنا بكل أسف أن نتلقى الأفكارالجاهزة دون مناقشتها أو الاعتراض عليها ولعل أحد معوقات التقدم في مجتمعاتنا هو غياب الرأي الآخر علي مختلف الأصعدة وإلصاق التُهم والتّشكيك في أي رأي جديد أو فكرة حديثة بإعتبارها خارجة عن السياق العام إن التعود على الاستماع إلى الرأي الآخر هو صفة حضارية غاية في الأهمية وضرورة من ضرورات التقدم والتطور لأن وجودها يفتح المجال أمام الإبداع في طرح الرؤي والأفكار المتنوعة والمختلفة وبطبيعة الحال يتطلب ذلك توافر بيئة إجتماعية وثقافية وسياسية مناسبة تتميز بالمرونة والإيجابية والتفاعلية تجاه الرأي الآخر وتعتمد على إحترام الأفكار الجديدة والمختلفة كما تستلزم أيضا التربية على مفاهيم ثقافة إحترام الآخر وإحترام الحق في التعبير عن الرأي والفصل بين الفكرة وصاحبها كي تكون المناقشة موضوعية بعيداً عن التصنيفات وازدراء الأشخاص فعندما ترى في مجتمع ما حالة من التجديد في طرح الرؤي والأفكار والتوجهات المختلفة بصورة مستمرة وفي أجواء من الحرية والإحترام فذلك مؤشر على نضج وتحضر هذا المجتمع وتوفر وعيّ لديه وقدرةعلى التقدم وهذا ما نأمل ونتمني أن نراه يتحقق في مجتمعنا علي أرض الواقع .