أصابع اليد ليست مثل بعضها.. مثل شعبى نقوله عندما نختلف فى الرأى ويغلق النقاش بعد ذكره بابتسامة رقيقة من الطرفين، كانت هذه سمة المصريين، لكن للأسف الخلاف أصبح مشكلة، ويولد التباغض والانقسام وغياب ثقافة احترام كل وجهة نظر ورأي واختيار مخالف لآرائنا وأفكارنا وسماعه ومناقشته في أجواء يسود فيها الاحترام والهدوء وسعة الصدر. لا أحد منّا يحترم الآخر، أو يعترف بحقه في الاختلاف، وإذا اختلف معنا أحد نتجنبه أو حتى نقاطعه ونلجأ سريعا إلى مبدأ "من ليس معي فهو ضدي".. هذا ما يحدث الآن، ليس على المستوى السياسى فقط بل فى المجتمع كله، حتى انقسمنا على أنفسنا وتجاهل كل منّا الآخر لاختلاف فى الرأى، ووصل الأمر إلى حد الاحتراب، وهو ما استغله السياسيون فى شحن فريق ضد الآخر، فدخلنا فى دوامة الإقصاء والتجاهل، بل والدعوة إلى القتل باختلاق تهم بشعة نرمى بها بعضنا أقلها أن يقول المختلف معك (انت عميل.. أو خائن).. هل يجوز هذا؟! ثقافة الاختلاف في الرأي واحترام الرأي الآخر لا توجد في كثير من قيادتنا السياسية، فتجد ان كل شخص يتعصب لرأيه أيا كان، ولا يقبل أي آراء اخرى ولا يحترمها ويرفضها مسبقا قبل أن يفكر فيها، بل يصل الامر أحيانا إلى الهجوم الشخصي علي أصحاب الرأي المخالف لمجرد أن لهم رأيا آخر، بل وفي بعض الأحيان تجد أن مجرد الخلاف في الرأي يصل في الكثير من الأحيان الي درجة العداء الشخصي بين أصحاب الآراء المختلفة، وبدلا من أن يكون الاختلاف فى الرأى نعمة أصبح بالنسبة لنا نقمة! هذا الخطأ بعينه وهو فرض الرأي بالقوة، وإجبار الجميع على أن يتحولوا إلى قطيع بلا رأى أو رؤية، وللأسف هى سمة أصبحت تسيطر على عقول كثير من أصحاب العقد والحل فى مجتمعنا، وكأنهم أوصياء علينا والأفهم والأقدر على معرفة ما فى صالح القطيع، برغم ترديد الماركة المسجلة فى أحاديثهم دائما (الحرية للجميع.. ونحترم كل الأراء)، لكنهم يفعلون العكس تماما عملا بمبدأ (قولوا ما تشاءون وسنفعل ما نشاء). لحظة: الاختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء.. (غاندي). [email protected] لمزيد من مقالات على جاد