يغلب علي مراحل التحول الديمُقراطي عقب الثورات الشعبية الهائلة أن تمر الأوطان بأزمات إقتصادية وسياسية وإجتماعية قاسية علي الجميع حتي نصل إلي مرحلة الإصلاح المجتمعي الواسع والحُكم الرشيد .. عندها فقط يشعر الإنسان الثائر بأهمية كفاحه وقيمة عمله وثمرته وما قدمه من تضحيات غالية. وحيث أن الصحافة والإعلام تعد تعبيرا صادقا وأمين عن المجتمع بأكمله لذلك يجب علي صاحب الكلمة في بلاط صاحبة الجلالة أن يكون راجح العقل وقوي الفكر وذو ثقافة وعفيفاً وطاهر اليد والنفس لايغريه الطمع عن آداء رسالته السامية في التوعيه والتوجيه وآداء واجبه نحو وطنه بشرف وتجرد وحيادية فالكلمة أمانة ومسئولية وإلتزام والصحافة ليست تنفيذاً لمُخططات شيطانية ولم تُخلق للترويج لأحد أو لتبني أجندات خارجية هدّامة .. ومن المسلمات أن تساهم الصحافة الوطنية بالكلمة الصادقة والفكر الُمستنير وتساعد في إيجاد حلول ناجزة لمشكلات المجتمع المختلفة وتساهم في تحسين أحوال المواطنين المعيشية وأن تسلط الضوء علي إستفحال الأزمات الإقتصادية والإجتماعية الخطيرة وتزايد الفساد التي تعتصر غالبية المجتمع وحريّ بها أن تُروج لسياسات تنمية وتحقيق برامج إقتصادية واعدة لزيادة الإنتاج الحقيقي من السلع والخدمات وترشيد الإنفاق والإستهلاك وخفض النفقات الحكومية والتصّدي للإحتكار والإستغلال ورفع الأسعار. ولكن تبقى هناك أسئلة تبحث عن إجابات.. هل يدرك كل الإعلاميين، أو حتى بعضهم، تلك الحقائق ويؤمنون بها حقا؟ وهل يعملون فعلا وبصدق لصالح الوطن والمواطن؟ إم يفكرون في مصالحهم فقط وما تحققه برامجهم الفضائية وصحفهم من إعلانات وزيادة في التوزيع حتى ولو كان الثمن نشر الشائعات وبث الفتن؟ حقيقة لا أملك إجابات واضحة ولكن ربما لديكم أنت الإجابات الصحيحة.