لعلنا نتذكر ما حدث عقب هزيمة يونيو 1967 عندما نشرت الاستخبارات الإسرائيلية عددا من الكتب وجندت عددا من الكتاب وأمدتهم ببعض الروايات حول نشاط الاستخبارات ليتولوا صياغتها بالأسلوب الذي تهدف إليه وهو إظهار التفوق العسكري الإسرائيلي ومقدرة وهيمنة جهاز الموساد... ومن هذه الكتب تحطمت الطائرات عند الفجر والميراج ضد الميج وعين تل أبيب وحرب الظلام وايخمان في القدس. بل إننا نتذكر أيضا ما حدث عشية حرب يونيو 1967 مباشرة عندما حاولت إسرائيل أن تحول فضيحة ضبط جاسوسها الشهير في دمشق إيلي كوهين عام 1966 الذي كان يحمل اسم كامل أمين ثابت ومحاكمته وإعدامه إلي أسطورة وذلك بإصدار عدة كتب أبرزها كتاب رجلنا في دمشق. وقبل أن تبدأ الطلقة الأولي في حرب يونيو 1967 في إطار تداعيات مرسومة انطلقت من ترويج خبيث لحشود إسرائيلية علي طول الجبهة السورية كانت المخابرات الإسرائيلية قد كثفت جهدها عبر شبكة عملائها لتنمية هذا الخوف بالإحساس من انتشار جواسيسها في كل مكان واعتبرت قضية إيلي كوهين بمثابة النابالم الفكري, والسلاح التكنولوجي الفعال لإقناع العالم العربي بأن الجواسيس الإسرائيليين منتشرون ويعرفون عن أسرار أقطارهم أكثر مما يعرفون هم عنها! وقصة العميلة الإسرائيلية بولاند هامر التي جندها الإسرائيليون عام 1948 في مصر لترصد كل المعلومات المتعلقة بالتناقضات السياسية والحزبية والاجتماعية في مصر ليست بعيدة وقابلة للتكرار... فقط كانت بولاند التي غيرت اسمها بعد ذلك إلي اسم عبري هو هومر فاتنة شقراء استغلت جمالها في اللهو بعدد من العشاق منهم بعض أثرياء مصر, وبعض كبار الصحفيين وعدد من أعضاء السلك الدبلوماسي وتحت غطاء العمل كصحفية تراسل عددا من الصحف الفرنسية سجلت اسمها كواحدة من أشهر جواسيس الموساد حيث أمدت المخابرات الإسرائيلية بمعلومات وتحليلات حصلت عليها من فراش عشاقها! باختصار أقول أن الجاسوس البشري لم ينته دوره في عصر الأقمار الصناعية. خير الكلام: من يجهل ما حوله لا يشك فيه أحد! [email protected]