بثت إذاعة الجيش الصهيوني مقاطع من مقابلة إذاعية أجريت في دمشق مع الجاسوس الشهير إيلي كوهين بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين لمحاكمته وإعدامه. وتضمنت التسجيلات آراء كوهين وتعليقاته بشأن المجتمع العربي والموسيقى العربية عندما كان يعيش ويعمل بدمشق تحت غطاء شخصية مهاجر سوري عائد من الأرجنتين واسمه كامل أمين ثابت.
وينظر إلى كوهين في الدولة الصهيونية كجاسوس موهوب تمكن من اختراق الحكومة والمجتمع السورييْن لتزويد تل أبيب بمعلومات سياسية وعسكرية مهمة كان يرسلها عبر جهاز لاسكي.
وتمكن كوهين، عبر اختراقه للمجتمع السوري، من الاستفادة من علاقته بضباط كبار في الاستخبارات العسكرية قاموا بتنظيم جولة له في مرتفعات الجولان التي تطل على شمالي الكيان.
وزود الجاسوس الصهيوني تل أبيب بمعلومات تفصيلية حول مواقع انتشار الجيش كان لها أثر حاسم في احتلال الصهاينة لهذه الهضبة الإستراتيجية خلال حرب يونيو عام 1967.
كما زود كوهين تل أبيب بمعلومات حول خطط مزعومة لسوريا لتحويل مجرى نهر الأردن، وهو ما سهل مهاجمة هذه المنشآت جوا وإفشال المشروع عام 1964.
وكان كوهين قد وصل إلى سوريا عام 1962 ومارس عمليات التجسس حتى تاريخ إلقاء القبض عليه وإعدامه في ساحة عامة بدمشق في 18 مايو عام 1965.
وتواصل تل أبيب منذ ذلك الحين مطالبتها برفات الجاسوس الذي ولد في مصر لأبوين من يهود سوريا.
وفي المقابلة يقدم كوهين نفسه كرجل أعمال سوري عاش في المهجر الأرجنتيني ويجري الاستفسار منه عن أسباب عودته إلى وطنه من أميركا الجنوبية.
ويقول كوهين في المقابلة "سئلت مرارا عن أسباب عودتي إلى وطني ولم أكن أعرف ما يجب علي أن أقوله"، ويضيف "لكني أعود وأقول في نفسي إنني عائد لرؤية أرضي ولمعاينة كيف تتطور الحياة عليها".
وقالت ناديا أرملة كوهين للتلفزيون الصهيوني إنها "لم تتمكن من تمييز صوت زوجها بوضوح بسبب لهجته ولعدم وضوح الصوت"، لكنها أكدت أن الاستماع إلى صوته أثر فيها بقوة