جواسيس يرتدون ثياب الوطنية(6) مع بروز وبزوغ نجم اللواء أمين حافظ في سوريا كقائد للانقلاب العسكري ثم توليه زمام السلطة زادت أهمية إيلي كوهين لدي إسرائيل حيث كان يتردد في أروقة الاستخبارات الإسرائيلية أن سوريا أصبحت من اليوم ليس فقط مجرد كتاب مفتوح يمكن التعرف علي كل محتواه وإنما باتت كتابا مفهوما يمكن استنباط كل ما بين السطور بسهولة ويسر!. وفي عام 1964 حدث تطور مهم داخل إسرائيل بقرار ضم جهاز الاستخبارات العسكرية أمان إلي جهاز المخابرات العامة الموساد ومع حدوث هذا التطور زادت نوعية التكليفات المطلوبة من كوهين في دمشق حيث زود كوهين إسرائيل بتفصيلات دقيقة حول الخطط الدفاعية السورية في منطقة القنيطرة وكذلك حجم صفقة دبابات "تي 54" السوفيتية وأماكن توزيعها.. فضلا عن إرسال صورة لكروكي الخطة السورية التي أعدت بمعرفة الخبراء السوفيت لاجتياح الجزء الشمالي من إسرائيل في حالة نشوب أي حرب بين البلدين. ولكن رغم كل هذه النجاحات التي حققها كوهين بسبب الغفلة السورية كانت هناك علامة سوداء تتحرك في برج كوهين وتنذر بالشر ممثلة في العقيد أحمد سويدان رئيس المخابرات العسكرية السورية الذي كان علي عكس زملائه يبدي نفورا شديدا وواضحا من رجل الأعمال السوري كامل أمين ثابت إيلي كوهين. ورغم أن كوهين التقط مرارا نظرات الشك والارتياب من جانب العقيد سويدان إلي حد أنه اعترف بذلك لقادته في الموساد عندما زار إسرائيل سرا لآخر مرة في حياته خلال شهر نوفمبر 1964 إلا أن ذلك لم يمنعه من مواصلة إرسال تقاريره نصف الأسبوعية بانتظام عن طريق جهاز إرسال حديث كان يخفيه بين كتب المكتبة... بل إن معدل الرسائل زاد وبشكل ملحوظ لدرجة أنه أرسل31 برقية إلي الموساد خلال الفترة من 2 ديسمبر 1964 إلي 18 يناير 1965 وبمعدل لا يقل عن 9 دقائق للبرقية الواحدة دون أن يخل أبدا بالموعد المتفق عليه وهو الساعة الثامنة والنصف صباحا. وغدا نواصل الحديث خير الكلام: من يعشق الحية لن يسلم من سمومها! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله