انخفاض كبير في سعر الذهب اليوم الخميس 21-8-2025 عالميًا    أسعار اللحوم اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 في شمال سيناء    خلال قمة «التيكاد» باليابان.. الأمين العام للأمم المتحدة يدعو لوقف فوري لإطلاق النار في غزة    اليوم.. وزير خارجية أمريكا يُجري محادثات مع مستشاري الأمن القومي بأوكرانيا وأوروبا    بدء دخول 20 شاحنة مساعدات إلى معبر كرم أبو سالم لدخولها لقطاع غزة    موعد مباراة الزمالك ومودرن سبورت في الدوري المصري    "بالعين المجردة".. أول تعليق من شوبير على هدف الإسماعيلي الملغى أمام الاتحاد    "كانت مظاهرة حب".. شوبير يعلق على مشهد جنازة والد محمد الشناوي    اليوم.. أولى جلسات محاكمة تشكيل عصابي متهم بسرقة المساكن في الأميرية    أغسطس "خارج التوقعات"، انخفاض بدرجات الحرارة، أمطار ورياح مثيرة للرمال بهذه المناطق، وارتفاع الأمواج يعكر صفو المصطافين    اشتباه إصابة محمود نبيل بتمزق في العضلة الخلفية.. وبسام وليد يواصل التأهيل لعلاج التهاب أوتار الساق اليمنى    عاجل.. مايكروسوفت تراجع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها بسبب حرب غزة    فصل رأس عن جسده.. تنفيذ حكم الإعدام بحق "سفاح الإسماعيلية" في قضية قتل صديقه    وداعا القاضى الأمريكى الرحيم فرانك كابريو فى كاريكاتير اليوم السابع    محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    حقيقة ظهور سيدة تعقر الأطفال في كفر الشيخ    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    رجل الدولة ورجل السياسة    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    وداعا لمكالمات المبيعات والتسويق.. القومي للاتصالات: الإيقاف للخطوط والهواتف غير الملتزمة بالتسجيل    حين يصل المثقف إلى السلطة    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    «عنده 28 سنة ومش قادر يجري».. أحمد بلال يفتح النار على رمضان صبحي    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى قبل بداية تعاملات الخميس 21 أغسطس 2025    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    «هاتوا الفلوس اللي عليكو».. تفاعل جمهور الأهلي مع صفحة كولومبوس كرو بعد ضم وسام أبو علي    «لجنة الأمومة الآمنة بالمنوفية» تناقش أسباب وفيات الأمهات| صور    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    علاء عز: معارض «أهلا مدارس» الأقوى هذا العام بمشاركة 2500 عارض وخصومات حتى %50    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى    نيويورك تايمز: هجوم غزة يستهدف منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
سري للغاية: رجال الصمت والمهام الصعبة!
نشر في الأخبار يوم 23 - 01 - 2011

كيف ولماذا أنشأ الرئيس عبدالناصر جهاز المخابرات العامة وما هي المهام الصعبة له؟
وكيف قام عمر سليمان بتطوير الأداء لمكافحة نشاط التجسس للموساد ضد مصر؟
لماذا فكر جمال عبدالناصر في إنشاء جهاز المخابرات العامة بعد عامين من الثورة؟ وكيف اختار زكريا محيي الدين للقيام بهذه المهمة الخطيرة التي تحمي الأمن القومي من المؤامرات الخارجية؟ وكيف تم اختيار الضباط والعناصر اللازمة للجهاز الوليد الذي كان جديدا علي مصر والمنطقة العربية؟ وكيف قام الجهاز بزرع أول عميل للمخابرات المصرية داخل إسرائيل، وكان ضابطا في الجيش الاسرائيلي، وبعدها تم زرع رفعت الجمال، وكيف نفذ رجاله عمليات سرية وخطيرة في المنطقة وفي العالم ضد جهاز الموساد والإيقاع بعملاء وشبكات التجسس؟
لم يكن في مصر قبل الثورة سوي الأمن السياسي، وكان يختص بالأمن الداخلي والمخابرات الحربية التي لم تكن مؤهلة للتعامل في الخارج وكشف الجواسيس والمؤامرات الخارجية، وكانت مصر ساحة مفتوحة لنشاط أجهزة المخابرات البريطانية والألمانية اثناء سنوات الحرب العالمية الثانية.. وكان عبدالناصر أول من أدرك ضرورة وجود جهاز مخابرات مصري متخصص لمواجهة المؤامرات التي تحاك من أجهزة مخابرات أجنبية ضد مصر.. وكذا حماية الأمن القومي بعد عمليات التخريب التي قامت بها شبكة تجسس يهودية في القاهرة والاسكندرية لحساب اسرائيل، وحدثت »فضيحة لافون« عندما انكشفت الشبكة والمخطط لتخريب العلاقات المصرية الأمريكية وزرع المتفجرات في منشآت أمريكية ولم يكن ذلك متاحا إلا من خلال »الطابور الخامس« من اليهود المقيمين في مصر وقتها..
وكان عبدالناصر بعد الأيام الأولي للثورة قد عهد بمسئولية المخابرات الحربية إلي زكريا محيي الدين - باعتبار أنه هو الذي وضع خطة تحريك القوات المشاركة في حركة الجيش يوم 32 يوليو والقوات التي توجهت إلي الاسكندرية لمحاصرة الملك فاروق وإجباره علي التنازل عن العرش ومغادرة مصر- وكانت شخصيته الهادئة والكتومة تؤهله لهذه المهمة لحماية النظام من الانقلابات.. ولذلك قام عبدالناصر بتكليف زكريا محيي الدين بتكوين جهاز المخابرات العامة وكذا اختيار العناصر المناسبة من ضباط المخابرات الحربية، وآخرين من القوات المسلحة وأجهزة الأمن وتولي زكريا محيي الدين تلك المهمة التي لم تكن معروفة من قبل في مصر، إلا أنه بالصمت والعمل المتواصل تمكن خلال فترة وجيزة من وضع الأساس للمخابرات العامة بمعاونة عشرة ضباط ذوي خبرة في العمل المخابراتي.. واطلع عبدالناصر وزكريا محيي الدين علي أحدث النظم في أجهزة المخابرات العالمية مثل سي. آي. إيه وإم 6 وغيرها، وكانت عين عبدالناصر علي جهاز الموساد الذي أنشأه ديفيد بن جوريون مؤسس اسرائيل في عام 2591 لتنفيذ المهام المخابراتية خارج اسرائيل، وكان يوجه نشاطه السري ضد مصر بعد قيام الثورة باعتبار أن النظام الجديد صار يمثل خطرا علي أمن اسرائيل!
وقد ذكر مؤرخ المخابرات العالمي راكوف كاروز: أن براعة زكريا محيي الدين وكفاءة رجال المخابرات العامة في بداية عملها أدت إلي احباط الأنشطة السرية البريطانية في مصر، وتمكنت المخابرات المصرية من كشف العديد من الجواسيس وعمليات التجسس التي كانت تستهدف نظام 32 يوليو!
وكان من أخطر العمليات المخابراتية في تلك الفترة والتي قام بها الجهاز في بدايته عملية زرع أول عميل للمخابرات المصرية في اسرائيل وكان ضابطا سابقا في الجيش الاسرائيلي- وتم طرده من الخدمة بعد فضيحة أخلاقية مع إحدي المجندات وسافر إلي زيورخ بعد طلاقه وطلب من السفارة السوفيتية مساعدته علي العودة إلي روسيا ولكن الحكومة السوفيتية رفضت ذلك، ولم يكن أمامه غير أن يعرض خدماته علي السفارة المصرية في سويسرا، وعندما وصلت المعلومات إلي زكريا محيي الدين وجد أنها فرصة سانحة لزرع أول عميل للمخابرات العامة داخل إسرائيل، وسافر سرا إلي اثينا حيث تم ترتيب لقاء مع الصيد الثمين وجري استجوابه بصفة مبدأية وجري ترتيب احضاره إلي القاهرة لإجراء مزيد من الاستجواب والاختبارات معه، وتم اقناعه بالعودة إلي إسرائيل والتخابر لحساب المخابرات المصرية بعد أن تدرب علي إرسال تقاريره السرية بالشفرة في خطابات يرسلها إلي صندوق بريدي في اثينا باللغتين الألمانية والروسية وحصلت المخابرات علي معلومات هامة، ومنها صفقات الأسلحة الجديدة للجيش الاسرائيلي!
وبعدها تم زرع رفعت الجمال داخل اسرائيل وتمكن من تجنيد شبكة تجسس علي مدي سنوات وتحت غطاء شركة سياحة في تل أبيب وكانت من أنجح عمليات المخابرات المصرية في اختراق الأمن الاسرائيلي واتخذ لنفسه اسما يهوديا للخداع حتي وفاته!
نشاط خارج الحدود
ورأي جمال عبدالناصر أن يتفرغ زكريا محيي الدين لمسئولية وزارة الداخلية بعدما تركها وتولي رئاسة مجلس الوزراء قبل انتخابه رئيسا للجمهورية، وقرر ان يتولي علي صبري مسئولية جهاز المخابرات العامة- وكان مديرا لمكتبه- ولكنه لم يستمر أكثر من عام بعدما حدثت خلافات بينه وبين ضباط الجهاز بما يشكل خطورة علي ادائه.. وطلب عبدالناصر من عبدالحكيم عامر القائد العام أن يرشح له ضابطا كفؤا من مكتبه لتولي العمل، فاقترح اسم صلاح نصر »النجومي« ولكنه اعتذر وقال انه لا يصلح لهذه المهمة.. وقال له عبدالحكيم عامر: إما أنت أو عباس رضوان.. ولكن عبدالناصر اختار صلاح نصر واستدعاه إلي مكتبه وكلفه برئاسة المخابرات وقال له: انني وجدت بعد الدراسة أنك الوحيد الذي يصلح لهذا المكان ومسئولياته!.
واقتربت من رجال ذلك الجهاز الوليد بحكم عملي محررا عسكريا وتعرفت علي نخبة منهم، واتخذ صلاح نصر مقر الجهاز في مبني ملحق بمجلس الوزراء - في شارع قصر العيني- قبل إقامة المبني الكبير في كوبري القبة!
وضع صلاح نصر خطة متكاملة لتدعيم جهاز المخابرات العامة والأمن القومي وتخطيط أنشطته وتدعيم أقسامه بعدما درس نظام المخابرات المركزية الأمريكية ووجد أنه الذي يناسب مصر وكان يري أنها النموذج القوي لجهاز مخابرات يعمل علي المستوي العالمي، وسافرت عناصر من الجهاز في بعثات ودورات مخابراتية في أمريكا وكان صلاح نصر يحرص علي تطوير أداء الجهاز لكي يكون مؤهلا للقيام بمسئوليته في حماية الأمن القومي المصري والعربي وكانت له رؤية نافذة في التعامل مع الأحداث في المنطقة والمتغيرات الجارية فيها، وكان الرجل يتفهم دور الجهاز والمهام المطلوبة منه.. وفوجئت إسرائيل بذلك النشاط الواسع الذي تقوم به المخابرات المصرية.. فقد كان رجالها يؤدون عملهم في صمت وتكتم وخاضوا الحرب السرية ضد الموساد علي امتداد الوطن العربي وعلي اتساع العالم..
واكتشفت المخابرات المصرية الجاسوس إيلي كوهين الذي زرعته اسرائيل في دمشق وتقرب من رئيس الجمهورية وقتها »أمين الحافظ« وصار علي إطلاع بأسرار الدولة وكانت أخطر عملية اختراق اسرائيلية، وتمكن الجاسوس كوهين- الذي مارس نشاطه في سوريا تحت غطاء أعماله التجارية - من خداع شخصيات سياسية وعسكرية وزيارة الجبهة السورية وكان قد ذهب إلي دمشق علي أنه رجل أعمال سوري من المهجر في أمريكا الجنوبية وتوثقت علاقته مع الرئيس الحافظ، واكتشفت المخابرات المصرية حقيقة ذلك الجاسوس بعدما تتبعت خطواته وابلغت القيادة السورية وخضع للمراقبة وتبين حقيقة دوره السري وتم القبض عليه وإعدامه.. وكانت ضربة قاسية لجهاز الموساد الذي كان يعتبر إيلي كوهين من أهم الجواسيس بعد تدريبه لعدة سنوات!
وهناك عملية »رجل الصندوق« في روما التي تكشف عن براعة رجال المخابرات في العمل في الخارج وكذلك عملية القبض علي العميلة »هبة سليم«!
مواجهة الاختراق والتجسس
أكثر من خمسين عاما مضت علي إنشاء جهاز المخابرات العامة الذي يحمي الأمن القومي المصري في الداخل وفي الخارج ويتحمل رجاله أعباء المهام الصعبة التي يكلفون بها ويرصد عمليات التجسس ومحاولات الاختراق من أي اتجاه.. وبرزت نماذج متميزة في العمل المخابراتي مثل: محمد نسيم والطودي وأبوالفضل وبغدادي وعبدالسلام المحجوب وغيرهم، وكان لكل منهم دوره الهام في العمليات التي جرت في صمت وظلت في الملفات السرية، وقد أزيح الستار عن عملية »رفعت الجمال« وعملية »الحفار« التي نفذت في أبيدجان »ساحل العاج« وكان متوجها إلي سيناء بعد الاحتلال الاسرائيلي للتنقيب عن البترول، وهناك عمليات عديدة مازالت في طي الكتمان وقام بها رجال مجهولون في ذلك الجهاز وفي ملفات »سري للغاية«!
مهما قيل عن شخصية صلاح نصر رئيس المخابرات الأسبق وبعض الممارسات المرفوضة التي جرت وقتها إلا أن أحدا لا يمكنه إنكار أنه حقق طفرة في الجهاز بالعمليات التي تمت في عهده وقلبت الحسابات في جهاز الموساد الاسرائيلي بالذات، وعندما حدثت هزيمة يونيو 76 وقطعت مصر العلاقات مع الولايات المتحدة، طلب الرئيس عبدالناصر من صلاح نصر فتح قناة اتصال سرية مع المخابرات المركزية الأمريكية لتبادل الرسائل وكان ذلك ضروريا.. وبعد ذلك لعب أمين هويدي دورا هاما - بعد صلاح نصر- في إعادة تنظيم المخابرات العامة وتطوير العمل في الجهاز.. وقد تعاقب بعده في تولي المسئولية: حافظ إسماعيل في عهد الرئيس السادات، وفي فترة ما قبل حرب أكتوبر وفي سنوات بالغة الحساسية والتعقيد حيث تم الحصول علي المعلومات اللازمة للخطة العسكرية.. وهناك كمال حسن علي الذي استطاع استخدام رجال المخابرات في ظروف المواجهة مع اسرائيل.. وتولي »المشير« أحمد إسماعيل مسئولية الجهاز قبل اختيار الرئيس السادات له قائدا عاما للقوات المسلحة في حرب أكتوبر.. وهناك ايضا محمد سعيد الماحي وإبراهيم فؤاد نصار ومحمد نور عفيفي وأمين نمر.. وبعد ذلك تولي الوزير عمر محمود سليمان هذه المسئولية..
وليس سرا أن عمر سليمان رجل مخابرات محترف وقد اكتسب خبرة خاصة حينما تولي رئاسة المخابرات الحربية لسنوات وقام بتطوير أداء الجهاز بما يتلاءم مع مرحلة ما بعد حرب أكتوبر وعملية السلام ونجح في مهمته إلي غير ما حد.. ورغم انه خرج إلي العلن بعدما تم تكليفه بملفات أخري- إلي جانب المخابرات العامة- وأبرزها الملف الفلسطيني،، إلا انه لم يخرج عن طبيعته وشخصيته كضابط مخابرات محترف يرفض الحديث ولا يفتح فمه بأي تصريح.. وهكذا يعتبر عمر سليمان نموذجا لرجال المخابرات الذين يفضلون العمل في الظل، ولولا هذه الملفات والمهام التي يكلفه بها الرئيس مبارك لما ظهرت صورته ونشر اسمه..! وما يحسب له ذلك النجاح الذي سجلته المخابرات المصرية في عهده فيما يتعلق بمكافحة نشاط التجسس الذي يقوم به الموساد ضد مصر.. ووصفه روبرت سبرنجبورج مدير معهد الشرق الاوسط في لندن: أنه الجسر بين العسكرية المصرية والأجهزة الأمنية ولا يستطيع أحد غيره أن يقوم بهذا الدور! وهو لا يميل إلي الكلام والأحاديث الصحفية ويتحدث بصوت هادئ ومنضبط وكلماته متزنة- كما وصفته صحيفة هآارتس الاسرائيلية- وبات حامل الرسائل الأمين من الرئيس مبارك إلي مختلف الزعماء في الأزمات الطارئة وتتميز ملامح وجهه بالجدية والصرامة.. فإنه الرجل الذي يدير أقوي وأهم جهاز مخابرات في العالم العربي!
كلنا مسلمون وأقباط
الأحد:
لم أشعر يوما طوال سنوات العمر التي قضيتها في بيتي -دار أخبار اليوم- بالتفرقة بين مسلم ومسيحي ولا بالتعصب الديني.. وانما عشنا كأسرة واحدة متحابة ومترابطة وكان مصطفي أمين وعلي أمين صاحبا الدار يحرصان علي التعامل مع الجميع -محررين وعمالا- من هذا المنظور الوطني المتسامح.. وحينما دخلت أخبار اليوم رحب بي كمال الملاخ وكان يجلس في غرفة واحدة مع أنيس منصور وكان البعض يخطئ في الأسماء ويتصورون ان كمال هو المسلم وأنيس هو القبطي ويرسلون لهما التهاني بالاعياد، ومع ذلك لم يحاول أنيس وكمال تصحيح هذا الخطأ وكان مثار المقالب بينهما..
وكنت أجلس في صالة التحرير وبجواري الكاتب سلامة موسي وبيننا كان موسي صبري نائب رئيس التحرير اللامع -وقتها- وكذلك سعيد سنبل المحرر الاقتصادي، وكنت أقضي أوقاتا ضاحكة مع حمدي فؤاد المحرر الدبلوماسي وهو يطلق تشنيعاته الساخرة.. وكان كامل الشناوي يحتضن الجميع بقلبه الدافئ ويدعونا آخر الليل للعشاء في كافيتيريا فندق سميراميس ونلتف من حوله قبل ان نفترق في الفجر.. وهكذا عشنا سنوات الذكريات الجميلة والحب والتسامح! وكنا أسرة صحفية واحدة ومازالت أخبار اليوم كذلك!
وفي بداية عملي الصحفي في مجلة آخر ساعة -حينما كان محمد حسنين هيكل رئيس التحرير- عملت سكرتيرا للتحرير مسئولا عن المواد التحريرية وكان مكتبي في غرفة واحدة مع سليم زبال السكرتير الفني ومساعده أوسكار متري المصور في نفس الوقت، وبعد فترة لحقت بنا ايفلين رياض وجاءت ايضا ايريس نظمي المحررة الفنية وكان رأفت بطرس هو محرر الحوادث والذي عرفني علي البابا شنودة بعد ذلك وامتدت صداقتي معه بالمودة..!
وأتذكر ان موسي صبري -عندما كان رئيس مجلس الإدارة- هو الذي رشحني رئيس تحرير آخر ساعة للرئيس السادات -رغم المنافسة الحامية مع كتاب آخرين- واخبره انني أتولي هذه المسئولية علي مدي عام كامل بعد وفاة رشدي صالح رئيس التحرير الذي ظل اسمه في الترويسة طوال تلك الفترة وبالفعل وافق السادات لانني رفعت ارقام التوزيع.. ووقف إلي جانبي زملائي من المحررين الأقباط وأيدوا ترشيحي لرئاسة التحرير وتعاونوا معي بكل الجهد والمحبة..
وعندما كان رؤساء التحرير يصحبون الرئيس مبارك بعد توليه في رحلاته الخارجية كانوا يعاملون موسي صبري رئيس تحرير الأخبار علي انه »العميد« وكان بدوره يطمئن علي اقامتنا.. وتصادف ان اصابتني أزمة قلبية أثناء رحلة في واشنطن وتولي موسي نقلي إلي مستشفي واشنطن سنتر وظل بجواري حتي اطمأن علي حالتي واتصل بالسفير أشرف غربال لكي تدفع السفارة تكاليف العلاج في المستشفي حتي يتم التحويل من أخبار اليوم في القاهرة.. ولا أنسي صداقتي الحميمة مع سعيد سنبل وكان لا يفترق عني في الرحلات الخارجية، وحينما تولي رئيسا لمجلس الإدارة حرص علي عدم التدخل في مسئولياتي..!
انها ذكريات المحبة التي جمعتنا مسلمين ومسيحيين في أسرة أخبار اليوم وتركت بصماتها علي علاقتنا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.