ناهد السباعي فتاة خجولة فى الحياة، بسيطة، هادئة، تلقائية، لكنها تتعامل مع الفن الذى ورثته أبا عن جد بحب وجرأة، ومع موهبتها بحماسة، اختياراتها السينمائية تمنحها تأشيرة دخول لمنطقة التميز، وملامحها المصرية تعطيها مسوغات الإقامة داخل قلوب المشاهدين، سر نجاحها فى حضورها الذى حققته خلال فترة قصيرة، فأحلامها صاروخ تطير به لتصنع اسما له بريق، وأداء له خصوصية. خلال أيام سيعرض فيلمها الجديد حرام الجسدس الذى أثار «التيللر» الخاص به جدلا خلال الفترة الماضية، ومن المتوقع أن يزداد حجم الجدل عند عرض الفيلم بعد أيام قليلة، وعن الفيلم كان هذا الحوار. فى البداية أعربت ناهد السباعي عن سعادتها بالتعاون لأول مرة مع المخرج المتميز خالد الحجرس الذى رشحها للدور وما شجعها على قبول الدور أنه مركب وجديد عليها، ومكتوب بشكل رائع، وموضوع الفيلم جرىء وشائك ولا يقدم كل يوم في السينما المصرية، فضلًا عن أن الدور من النادر أن يتم تقديمه وسيكون بمثابة إضافة جديدة بالنسبة لها، فالفيلم يعد تجربة مختلفة وصعبة جدًا لدرجة أن صعوبة الدور وجرأته من أهم العوامل التي جعلتها في تحد كبير أمام نفسها للمشاركة في الفيلم. وأضافت أنها لم تأخذ الوقت الكافي لكي تستعد لشخصية «فاطمة» التي جسدتها ضمن السياق الدرامي للفيلم، إذ جاءت بديلة لممثلة قامت بتأدية بعض المشاهد من الدور قبلها، وهذا ما جعل جهة الإنتاج تستعجلها في بدء التصوير بعد يومين فقط من توقيعها العقد!، ولكن الحمد الله كل شيء تم على ما يرام، وكانت «قرفة» الفيلم حلوة وممتعة وسريعة، حيث لم يستغرق التصوير أكثر من سوى 17 يوما. ونفت أن تكون ترددت للقيام ببطولة الفيلم، نظرا لعرض الفيلم على خمس نجمات قبلها ومنهن الفنانة زحورية فرغليس التى بدأت بالفعل تصوير بعض المشاهد، قبل أن تعلن اعتذارها عن استكمال التصويرلخلافها مع جهة الإنتاج، وقالت: مسألة أن يعرض الدور على فنانة قبلي أو تبدأ فنانة التصوير ثم تنسحب فهذا لا يشغل تفكيري إطلاقا مادمت قرأت الدور وأعجبني، فالدور الجيد هو الذى يحكم اختياراتي الفنية، وما حدث في فيلم ا حرام الجسد شيء عادي جدًا، ويحدث مثله في كثير من الأفلام والمسلسلات، وكثير من النجوم رفضوا أدوار وقام بها نجوم آخرين، وكانت هذه الأدوار سبب نجوميتهم، أو سبب ميلادهم من جديد وهكذا. وعن حقيقة تشابه الفيلم مع فيلم «امرأة فى الطريق» الذى قامت ببطولته جدتها النجمة الكبيرة هدى سلطان، وشاركها البطولة رشدي أباظة وشكري سرحان، قالت: هذا التشابه حقيقي وعندما قرأت الفيلم شعرت بهذا التشابه، وكثير من العاملين في الشركة المنتجة لاحظوا هذا التشابه، حتى المخرج خالد الحجر كان يعلم بهذا التشابه، لكن الرؤية فى «حرام الجسد» مختلفة، وعموما التيمات السينمائية كثيرا ما تتشابه، لكن يبقى الأداء التمثيلي، والإخراج والرؤية الدرامية المختلفة التى يتناولها الفيلم الجديد. وأكدت النجمة الشابة أن الفيلم ككل نال إعجابها، وما أعجبها في شخصية «فاطمة» هو أنها كانت مجبرة على ما قامت به، من أخطاء، فقد تزوجت من رجل عاجز جنسيا، وهي شابة تتدفق بالأنوثة والرغبة، وفجأة يظهر أمامها حبها القديم وهو ابن عم زوجها، وفي لحظة ضعف تستسلم له!، فالبنت هنا ليست منحرفة ولكن ظروفها دفعتها لتقع في الخطأ!. وعن حقيقة ما تم تداوله فى بعض الصحف والمواقع الإلكترونية من اعتراض الرقابة على مشاهد جنسية صريحة يتضمنها العمل قالت: كل ما تم تداوله فى الفترة الماضية من أخبار عن وجود اعتراض من قبل الرقابة على بعض المشاهد الجنسية غير صحيح، فالفيلم أجازته الرقابة بدون إبداء أي ملاحظات، وأتمنى من الجمهور ألا يحكم على الفيلم من «التيللر» الخاص به، فيجب عليه أن يشاهد الفيلم أولا، ولا يصدر أحاكما مسبقة!. وصرحت ناهد بأنها تحب الجرأة ولا تخشى أن يقال عنها إنها نجمة جريئة أو إنها تقبل أدوارا مثيرة، فهى تحب أن تكون مثيرة وجريئة في أفلامها مادام هذا ضمن سياق درامي، وليس مقحما على الأحداث، وأضافت ضاحكة: «أهلا بالجرأة والإثارة» طالما فى الفن، فالفن قائم على الجدل، وفن بلا جدل يفقد حرارته وتوهجه. وعما ما إذا كان تعاونها مع مخرجين كبار يحملون ثقافة وفكرا وأسلوبا سينمائيا مختلفا عن السائد مثل محمد خان ويسري نصر الله وخالد الحجر، وكاملة أبو ذكري وأخيرا شريف البنداري مقصودا أم جاء بمحض المصادفة قالت ناهد: العمل مع هؤلاء جاء عن عمد، ولا أنكر طبعا دور الحظ والمصادفة أيضا فىما حدث، لكنني أعشق العمل مع الكبار لأن لديهم تاريخا فنيا وسينمائيا حافلا، والعمل معهم يكون متعة حقيقية، فضلا عن أنهم يستطعيون إخراج أفضل ما عندي، لأن المخرج هو الموجه لي وأهم «حاجة» في أدائي، لهذا أتمنى العمل مع العظيم دواد عبدالسيد، والمبدع شريف عرفة، أو أي مخرج يضيف لي. وأبدت سعادتها بكون أفلامها تعرض فى المهرجانات الدولية، لأن هذا يحقق جزءا من حلمها بالوصول للعالمية، كما أن وجودها في هذه المهرجانات يكسبها شهرة وتعارفا. وأعربت عن سعادتها بالتعاون مع إلهام شاهين وكاملة أبوذكرى في فيلم «يوم للستات»، وأيضا مع شريف البنداري في الفيلم القصير «صيف جاف حار»، وتنتظر بلهفة دوران الكاميرا عن حلم حياتها وهو فيلم كتبه والدها الكاتب الصحفي والسيناريست الراحل مدحت السباعي، بعنوان «اللعبة الأمريكاني» الذى تعود من خلاله والدتها المنتجة ناهد فريد شوقي إلى السينما