اعتبر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان أمس أن بلاده تواجه «إحدى أسوأ موجات الإرهاب فى تاريخها»، واعدا بالتحرك ضد المتمردين الأكراد وتنظيم داعش الإرهابى بعد الهجمات الأخيرة التى شهدتها تركيا. وقال إردوغان فى خطاب ألقاه بمدينة إسطنبول «سنضرب هذين التنظيمين الإرهابيين بأشد شكل ممكن»، داعيا الأتراك إلى «توحيد الصفوف» فى مواجهة هذا التهديد. وشكك الرئيس التركى فى «صدق» دول الاتحاد الأوروبى فى مكافحة متمردى حزب العمال الكردستانى، منددا ب»خبثهم»،على حد وصفه، فى هذه القضية. وقال»كيف يمكن التحدث عن صدق حين تتمكن المنظمة الإرهابية (حزب العمال الكردستانى) من نصب خيمة فى بروكسل فى مواجهة مبنى المجلس الأوروبى». وقد استدعت وزارة الخارجية التركية السفير البلجيكى لدى أنقرة مارك ترنتسا لتنقل له احتجاجها على سماح بروكسل لأنصار منظمة حزب العمال الكردستانى نصب خيمة خلف مبنى البرلمان الأوروبى قبل انعقاد القمة الأوربية التركية التى حضرها رئيس الوزراء أوغلو. جاء الاستدعاء بالتزامن مع المكالمة الهاتفية التى أجراها وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو مع نظيره البلجيكى دير بينه رينديرز التى أكد بها أن السماح لنصب خيمة لمنظمة إرهابية ورفع أعلامها عليها لا يندرج ضمن حرية التجمع والتظاهر. جاء ذلك فى الوقت الذى رفعت فيه المديريات الأمنية تدابيرها للحالة القصوى لإلقاء القبض على ثلاثة انتحاريين من تنظيم داعش يحملون هويات مزورة قد ينفذون عمليات إرهابية بالأماكن المزدحمة والمؤسسات الحكومية الحساسة. فى الوقت نفسه، لقى ثلاثة جنود أتراك مصرعهم أمس إثر انفجار قنبلة فى مدرعتهم العسكرية بمدينة نيسايبين بالقرب من الحدود السورية، كما لقى جندى آخر مصرعه فى الاشتباكات التى اندلعت بين قوات الأمن وعناصر المنظمة فى مدينة شيرناق، فى حين لقى شرطى مصرعه من أفراد القوات الخاصة وأصيب سبعة آخرون بجروح مختلفة فى انفجار قنبلة محلية الصنع زرعت على الجانب الطريق أثناء مرور عربة الشرطة المكلفة بمهام رفع الحواجز وملء الخنادق ببلدة نصيبين التابعة لمحافظة ماردين جنوب شرق الأناضول. ونشرت قوات الأمن التركية 200 ألف شرطى فى كافة أنحاد البلاد أمس مع تجمهر الأكراد للاحتفال برأس السنة الكردية الجديدة «عيد النيروز»، حيث رفعت حظرا للتجول فى منطقة تابعة لمدينة ديار بكر. وألقت قوات الأمن القبض على 137 شخصا فى مدينة إسطنبول وحدها بعد أن نظمت جماعات من أنصار منظمة حزب العمال الكردستانى مظاهرات،وألقت عبوات المولوتوف والألعاب النارية ورفعت لافتات غير قانونية موالية للمنظمة الانفصالية وزعيمها السجين عبد الله أوجلان. ومن جانبها، استخدمت قوات الشرطة كميات كثيفة من قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفرقة المتظاهرين، كما تمكنت من ضبط عدد كبير من عبوات المولوتوف ومواد أخرى قابلة للاشتعال وكمية من البنزين. وقد ألغت السلطات التركية أمس الأول مباراة كرة القدم بين فناربخشه وجلطة سراى قبل ساعتين فقط من انطلاقها ، بسبب تهديدات أمنية جدية بعمل إرهابى داخل أو خارج ملعب جلاطة سراى وسط إسطنبول، كما ترددت أنباء عن عدم وصول المنتخب السويدى لكرة القدم إلى مدينة أنطاليا لأداء مبارياته الودية مع المنتخب التركى بسبب الأحداث التى تشهدها البلاد.