وكيل "تعليم الفيوم" يتفقد المدارس لمتابعة انضباط العملية التعليمية    بمشاركة 135 متدربًا.. انطلاق الأسبوع التدريبي ال12 بمركز سقارة| اليوم    أسعار الذهب اليوم الأحد 26 أكتوبر في بداية التعاملات    أسعار اللحوم الحمراء اليوم الأحد 26 أكتوبر    استقرار سعر الدولار أمام الجنيه بداية اليوم 26 أكتوبر 2025    بعد قفزته 800 جنيه.. كم سجل سعر الحديد والأسمنت اليوم الأحد 26-10-2025 صباحًا؟    المجلس الثوري لفتح: الحركة تقدر دور مصر في تعزيز الوحدة بين الفصائل الفلسطينية    أكسيوس: منشور ترامب رسالة لحماس وليس إنذارًا نهائيًا    ترامب يبدأ جولته الآسيوية بحركات راقصة في مطار ماليزيا    مسيرة إسرائيلية تقصف بصاروخ حفارة في جنوب لبنان    النصر يغرد وحيدًا وحامل اللقب يسقط.. ترتيب الدوري السعودي بعد نهاية الجولة 6    مواعيد مباريات الأحد 26 أكتوبر 2025.. الكلاسيكو والمصري وبيراميدز ومرموش    كلاسيكو الأرض| تاريخ مواجهات ريال مدريد وبرشلونة.. انتصار وحيد    الأرصاد: طقس اليوم خريفي مائل للبرودة.. والعظمى بالقاهرة 30 درجة    مدفوعة الأجر.. موعد إجازة افتتاح المتحف المصري الكبير    موعد بدء شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيام الصيام    نظر محاكمة 50 متهما بقضية الهيكل الإدارى للإخوان اليوم    اليوم.. نظر الطعن على قرار منع إبراهيم سعيد من السفر    بعد منح 1 نوفمبر إجازة رسمية| هل يتم تبكير صرف معاشات هذا الشهر؟    استقرار نسبي في أسعار الأسماك اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    وزير الصحة يتابع التجهيزات النهائية للمؤتمر العالمي للسكان والصحة والتنمية البشرية برعاية الرئيس السيسي    اليوم، أولى جلسات طعن سعد الصغير على حكم حبسه 6 أشهر في قضية المخدرات    نجيب ساويرس ينفي شائعات انضمامه للجنة إعمار غزة.. ويعلق: نفسي قبل ما أموت أشوف دولة فلسطين    الأنبا كيرلس في مؤتمر مجلس الكنائس العالمي: وحدانية الكنيسة راسخة في قداستها وجامعيتها ورسوليتها منذ مجمع نيقية    ما الشهادات المتاحة حاليًا في بنك مصر؟.. أعلى شهادة في البنوك الآن    رسميًا.. مواعيد بدء امتحانات الترم الأول 2025-2026 وإجازة نصف العام لجميع المراحل الدراسية    القبض على المتهم بقتل سائق لخلافات عائلية فى الوراق    صابر الرباعي يحيي ذكرى محمد رحيم بأغنية «وحشني جدًا» في ختام مهرجان الموسيقى العربية    نائب رئيس حزب المؤتمر: احتفالية «مصر وطن السلام» أبرزت وجه مصر الإنساني ورسالتها الحضارية للعالم    محسن صالح: لن نبدأ من الصفر في دعم المنتخبات وهذا الفارق مع المغرب    محمد سلام يشوق جمهوره لمسلسله الجديد «كارثة طبيعية»    مصرع وإصابة 6 أشخاص في حادث تصادم بالمنيرة الغربية    هشام عباس وميريهان حسين وياسر إبراهيم يشاركون أحمد جمال وفرح الموجى فرحتهما    من «كارو» ل«قطار الإسكندرية».. مباحث شبرا الخيمة تعيد «محمد» لأسرته    ضبط صانعة محتوى لنشرها فيديوهات رقص خادشة للحياء    سلوت عن هدف محمد صلاح: لقد كان إنهاء رائعا من مو    وسط غزل متبادل، منة شلبي تنشر أول صورة مع زوجها المنتج أحمد الجنايني    اشتباكات بين الجيش السوري و"قسد" شرق دير الزور    مواقيت الصلوات الخمس في مطروح اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    ندوة بمطروح تناقش التقنيات الحديثة في الحشوات الضوئية للأسنان    الانتخابات.. تحية للأغلبية وكشفٌ لواقع المعارضة    مدرب إيجل نوار: الأهلي كان قويا رغم الطرد    وزير الرياضة: سنساعد الزمالك وفقا للوائح والقوانين.. وقد نمنحه قطعة بديلة لأرض أكتوبر    استعدادات مكثفة لافتتاح «المتحف المصرى الكبير».. والحكومة: السبت المقبل إجازة رسمية    غادة عبد الرحيم تدعو وزارة التعليم لتبني حقيبة "سوبر مامي" لدعم أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه    أكثروا من الألياف.. نصائح فعالة لعلاج شراهة تناول الطعام    السر في فيتامين B12.. أبرز أسباب الإرهاق المستمر والخمول    محمد الغزاوى: أخدم الأهلى فى جميع المناصب ونمتلك أقوى لاعبى اسكواش بأفريقيا    عضو إدارة بتروجت يكشف كواليس انتقال حامد حمدان للزمالك    بداية شهر من الصلابة.. حظ برج الدلو اليوم 26 أكتوبر    ترامب يؤكد استعداده لخفض الرسوم الجمركية على البرازيل فى ظل الظروف المناسبة    رئيس جامعة المنيا يشارك الاحتفالية العالمية «مصر وطن السلام» بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية    عمرو أديب: مُهمة التدخل للبحث عن جثث الرهائن فى غزة تظهر قوة مصر وحكمتها    يوسف زيدان: قصة أبرهة الحبشي غير دقيقة.. واستخدام الفيل لهدم الكعبة تصور غير عملي    خالد الجندي: لو تدبرنا إعجاز القرآن لانشغلنا بالخير عن الخلاف    6 صور ترصد تفاصيل حفل وطن السلام بحضور الرئيس السيسي    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى ورشة عمل بمركز «الأهرام» للدراسات
أسرار الاستدراج والتجنيد فى«داعش» و«النصرة»
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 03 - 2016

كيف ينخدع الشباب والشابات من العالم العربى والغرب فيسقطون فى براثن تنظيمات مسلحة تتخفى وراء الدين شكلا بينما هى تطبق سياسات وأجندات مادية خارجية خالصة هى أبعد مايمكن عن الأديان والقيم السمحة التى تنادى بها؟
وماهى تكتيكات وآليات التجنيد التى يتم بها اصطياد الضحايا من شباب العرب وأوروبا؟ وما هو دور الأطراف الخارجية الفاعلة تجاه تلك التنظيمات التى دمرت كلا من سوريا والعراق وليبيا وتهدد أمن دول أخرى فى المنطقة والعالم؟ هذه وغيرها أسئلة تفرض نفسها على الساحة الآن.
وفى هذا السياق نظم «مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية» بالتعاون مع شبكة اليورومسكو EuroMesco (الشبكة الأورومتوسطية الرئيسية لمراكز الفكر المهتمة بالسياسة والأمن فى المتوسط) ورشة لعرض النتائج النهائية للمشروع البحثى « تهديدات الجماعات الإرهابية فى منطقة الأورومتوسط». وهو المشروع الممول من الاتحاد الاوروبى بالمشاركة مع «المعهد الأوروبى لدراسات المتوسط» و«المفوضية الأوروبية».
وقد استهلت الورشة أعمالها بكلمة للأستاذ ضياء رشوان، مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية»، الذى أشار إلى أننا فى مصر نواجه خطر الإرهاب الحقيقي، فنحن من أوائل الدول التى عانت منه، ومما يسمى بالإرهاب المنتسب إلى الإسلام. وكانت مصر أول دولة فى العالم تشهد تجليات العنف الخاصة به.
وحذر رشوان من أننا الآن، بتنا نشهد عودة لظهور الظاهرة مرة أخرى فى صورة مختلفة فى مصر، وتتركز فى منطقة بذاتها شمال شرق سيناء فلدينا مجموعات أكثر قرباً من «داعش» فى هذه المناطق وكانت قبل ذلك أيضا قريبة من «القاعدة». وبالتالى فنحن نعانى كمصريين منذ أكثر من ثلاثين عاما من ظاهرة الإرهاب التى ربما لم يلتفت إليها الكثير من دول العالم إلا عندما طرق الإرهاب أبوابها ومصالحها.
وقال إن النقطة المحورية فى هذا السياق، تتمثل فى أنه «بالعلم تبدأ المقاومة»، وأننا إن لم نتعرف بدقة على من نواجه فلن نستطيع أن نواجهه. وأكد أن ظاهرة التطرف والإرهاب ليست مرشحة للانتهاء فى وقت قريب لأنها مثل البكتريا ومثل الفيروس، يتغير شكلها، وتغير ملامحها وجوهرها من لحظة إلى أخري. وأوضح أنه لا يظن أن «داعش» هى النسخة الأخيرة وربما سنشهد فى فترة قادمة تغيرا وتحورا آخر فى شكل هذه الجماعات بفعل الضغوط الدولية، خاصة تلك التى تتم ضد «داعش» فى المشرق العربى أو فى ليبيا.
وقدمت الأستاذة أمل مختار الباحثة بالمركز ومديرة المشروع عرضا موجزا للدراسة الرئيسية للمشروع، والتى تناقش بالبحث والتحليل عملية تجنيد المقاتلين من دول عربية وأوروبية للانضمام إلى الحرب الدائرة فى سوريا. وتم تقسيم الدراسة الى أربعة فصول رئيسية هي: «دوافع انضمام العرب والأوروبيين للجماعات الراديكالية»، و«تكتيكات وآليات تجنيد المقاتلين والمهاجرات»، و«الوجه النسائى للجهاد»، وأخيرا «دور الفواعل الدولية والإقليمية تجاه الجماعات الراديكالية».
دوافع الانضمام وطرق التجنيد
وعن دوافع انضمام العرب والأوروبيين للجماعات الراديكالية، قالت الدكتورة باتريشيا ساسنال، من المعهد البولندى للشئون الدولية، إن دراستها انصبت على الأسباب وراء انجذاب المواطنين وخاصة الشباب لمثل هذه الجماعات.
وقد قسمت تلك الأسباب إلي: أسباب أيديولوجية وسياسية، وأسباب اجتماعية ونفسية، وأسباب اقتصادية، وأخيرا أسباب فنية وعلمية وتكنولوجية. مع الاخذ فى الاعتبار انه لا يمكن فصل تلك الأسباب عن بعضها البعض، بل هى قد تتداخل مع بعضها ، وتؤثر فى بعضها البعض. وقالت الباحثة ان «داعش» أو الجماعات المسلحة المتشحة بالعباءة الدينية تتمتع بقدرة على جذب الناس، الأمر الذى قالت به الإحصاءات.
وأشارت فى الأسباب السياسية والايديولوجية إلى عدة نقاط من أبرزها أن الإسلام يتسم بقدر كبير من المرونة، الأمر الذى قد يصبغ على الجماعات الإرهابية قدرا من المشروعية والجذب.
كما نبهت إلى دور انتشار فكرة الثورة على أى نظام، سواء كان اشتراكيا أو رأسماليا أو غير ذلك. بالإضافة إلى القمع والضعف الذى تعانى منه الكثير من الدول العربية. وفيما يتعلق بالأسباب الاجتماعية والنفسية التى تعتمد عليها «داعش» فى الجذب تأتى أزمة الهوية وصعوبة الأوضاع الاقتصادية. وهناك فكرة الرفض الاجتماعى وفكرة تأثير الجديد، والإحباط والضغط الجنسي. أما الأسباب الاقتصادية، فترى ساسنال أن الحديث ليس عن الفقر المدقع بالضرورة، ولكن اقترن به محدودية الموارد بالشعور بالنقص عبر إجراء المقارنات مع الآخرين، ووجود توقعات ترتبط بما يجب عليهم امتلاكه.
ونشير إلى فكرة طبقية المجتمعات والتى تطور العديد من المشاعر السلبية. وبالنسبة للاسباب التقنية ، فالتكنولوجيا تجذب صغار السن، وأشارت إلى محورية تطبيقات الهاتف والإنترنت فى هذا الصدد.
أما الأستاذة أمل مختار، والتى تحدثت عن «تكتيكات واليات التجنيد»، فقدمت تحليلا مبدئيا للفرق بين الجماعات الراديكالية الموجودة فى سوريا الآن وخاصة «داعش» و«جبهة النصرة» وآلياتها المختلفة لتجنيد المزيد من المقاتلين والمهاجرات .
كما قدمت عرضا لاهم الرسائل الموجهة من قبل تلك الجماعات بهدف التأثير على الافراد داخل الحواضن الرئيسية لهم فى سوريا والعراق أو خارجها فى الجوار العربى والاوروبى او الرسائل الموجهة الى مناطق اكثر بعدا فى العالم.
وأكدت الباحثة أن الكثير من مقاتلى الشرق الأوسط والمغرب العربى ينتمون إلى تونس الأمر الذى يثير العديد من التساؤلات لأن تونس من الدول القليلة التى نجحت فى المسار الديمقراطي.
وأكدت أنه بالنسبة لفئات المجندين، فهى تختلف وفقا لعدد من العناصر: وفقا للموطن الأصلى، ووفقا للمهارات والتخصصات والتى قد تكون مهارات عسكرية، أو سياسية، أو مخابراتية. ووفقا للعمر فنجد هناك فارقا فى رسائل الجذب وفى تكتيكات التجنيد. ويعد تجنيد الأطفال خطرا أكبر، فالأطفال ليس لديهم القدرة الفعلية على التحكم فى تصرفاتهم. والأساليب المباشرة للتجنيد تتم فى أماكن منها السجون، والجامعات، ووسائل وقنوات الاتصال المباشر بشكل عام. وكذلك المساجد، والزوايا والمساجد الأصغر التى ليس عليها رقابة فهى الأخطر،
وكذلك الدروس الدينية التى تعطى فى المنازل والمناطق المغلقة. وكذلك ضمن الطرق المباشرة للتجنيد الآن، أن يذهب أحد الأشخاص للحرب فى صفوف تنظيم ما، ويتمكن من التأثير على الأصدقاء، ويقنعهم أو يقنع أحد أفراد الأسرة بالانضمام. وبالنسبة للأساليب غير المباشرة نذكر التليفزيون والراديو، والصحف، والمنافذ الاليكترونية للتواصل الاجتماعي، ومجلة «دابق» الداعشية.
ونبهت الباحثة إلى أن تركيا، كانت ومازالت الممر الأكبر للمقاتلين وانتقالهم. وهناك بعض اللوم لعدد من الدول الأوروبية والعربية، على اعتبار أن هناك عددا من الأفراد دخلوا إلى تلك الأراضى ثم انتقلوا بعد ذلك الى تركيا.
الوجه النسائى للإرهاب
وعن «الوجه النسائى للجهاد» قدمت الدكتورة داليا غانم يزبك الباحثة فى «مركز كارنيجى الشرق الأوسط» ورقة بحثية قامت الدكتورة ايرجيبت روزا من «معهد الشئون الخارجية والتجارة» بالمجر، بعرضها. وقد ناقشت دوافع انضمام النساء بصفة عامة للجماعات المتطرفة، سواء كن غربيات أو ينتمين إلى العالم العربي. وتشير الباحثة إلى أنه وفقاً لما توصلت له، فإن هناك العديد من الدلائل التى تنفى الصحة المطلقة لفكرة أن السيدات دوماً مايكن ضحايا أبرياء، فهناك عدد من الحقائق والمؤشرات التى تدلل على أن تلك التنظيمات تضم فى صفوفها أعدادا من السيدات، ككتيبة الخنساء على سبيل المثال. ومثل هذه التنظيمات أثبتت لنا أن النساء جاهزات لارتكاب العنف والمشاركة فى الحروب.
لأطراف الخارجية
أما دور الأطراف الدولية والإقليمية تجاه الجماعات الراديكالية، فتحدث عنه الدكتور فؤاد عمور، الخبير ب «مركز دراسات وابحاث المتوسط» فى المغرب، حيث ناقش دور الفاعلين الدوليين إزاء تلك الجماعات المتطرفة.
وأشار إلى عدد من المبادئ حول رؤية أمريكا لداعش: فامريكا تود أن تبقى على سيادتها فى المنطقة بأقل خسائر ممكنة. ومستوى انتاجى من البترول يتعين الحفاظ عليه، وهناك رغبة امريكية فى حماية اسرائيل والسعى لدمجها فى المنطقة. أما روسيا فهناك عوامل محددة لموقفها، مثل منع نقل الفكر الارهابى الى المسلمين فى روسيا. والتحالف مع نظام الاسد. والابقاء على قاعدة طرطوس البحرية فى سوريا.
والاتحاد الأوروبى يوازن بين النظرى والتطبيق. فالاتحاد الأوروبى يتبع ماتقوم به الولايات المتحدة، لكن هناك اختلافا بينهما. فاوروبا تحارب داخل حدودها. وهنا يظهر تأثير اللاجئين. أما الفواعل الإقليمية فإيران تسعى لأن تكون أكثر ظهورا فى المنطقة، وتركيا مهتمة بالمعركة مع الكرد، وإسرائيل هى الفائز على المدى القريب.
وترى إسرائيل أن داعش عدو سيزول، وأن إيران هى التهديد الأكبر خاصة فى ظل تقاربها مع الولايات المتحدة. وتخشى إسرائيل من أن يكون بديل «داعش» هو الأسوأ، وتخشى أيضاً من خليفة الأسد.
التوصيات
وفى الختام، طرح المشاركون مجموعة من التوصيات بهدف مواجهة مخاطر الجماعات المتطرفة واستمرار عمليات التجنيد. فأشارت الدكتورة ساسنال إلى عدد من الملاحظات، وهي: عدم ارتباط ظاهرة الإرهاب بالشرق الأوسط أو الإسلام، وأكدت : أننابصدد ظاهرة عالمية تتعلق بالعالم كله». كما أشارت إلى أن «داعش والجماعات المتطرفة، لايمكن القضاء عليها على المدى القصير .
وأن على الدول السنية إظهار دور أكبر فى القضاء على داعش، فهى أقدر على ذلك من أوروبا. أما الباحثة أمل مختار فترى أن الدول العربية والغربية عليها الاعتراف بأخطاء كبرى أدت لما نحن فيه الآن .
فأثناء الحرب الأفغانية انتقل الأفراد تحت سمع وبصر السلطات . ويمكن القول إن دعم أمريكا لهذا الانتقال يعد من أكبر الأخطاء والتى تكررت فى أحداث سوريا. وحذرت من أن هناك دولا وجماعات مولت انتقال الأفراد للقتال ضمن صفوف تلك التنظيمات المتطرفة فى سوريا وطالبت بأن تراجع تلك الدول نفسها
. وبالنسبة لدور العرب فى مواجهة رسائل الجذب والتجنيد، فيجب أولاً أخذ طبيعة رسائل «داعش» وغيره من التنظيمات فى الاعتبار، فمواجهة رسائل «داعش» تتطلب رسائل مواجهة على درجة كبيرة من الوضوح والتحديد، فى مواجهة قضايا بذاتها كالهجرة، وبالنسبة للمواجهة الإعلامية، فهناك حاجة للصورة لتقنع الشباب أن مايتحدثون عنه من «يوتوبيا» (المدينة الفاضلة)غير موجودة على أرض الواقع.
ونصحت الدكتورة ايرجيبت روزا بأن يكون هناك جهد ايديولوجى مضاد. والتركيز على أدوات التواصل الاجتماعى كوسائل للمواجهة. واستعمال المنصات والاحتمالات والإمكانيات المختلفة الممكنة للتصدى للجماعات المتطرفة. وإعطاء العائدين الفرصة للحديث والإفصاح عن تجربتهم لنعرف خبراتهم وتجاربهم. كما نبهت إلى أهمية دمج أهالى المقاتلين والمجندين فى عملية التصدي. ويرى الدكتور عمور ان هناك حاجة لإطار تفاهم مشترك مع الاتحاد الأوروبي، وإلى إيجاد نظام بديل للجماعات المتطرفة. وأدوار أكبر للأطراف من غير الدول، مثل جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي. وضرورة إيجاد بيئة تتولى بتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين. ويرى السفير عزمى خليفة أن من أهم أسباب استفحال الظاهرة هو الغزو الأمريكى للعراق فى عام 2003.
وترى الدكتورة أمانى الطويل (مركز الأهرام) أهمية عدم إغفال طبيعة السياسات الاوروبية تجاه الشرق الأوسط. وتأثيرات الحرب الباردة وانعكاساتها المدمرة على المنطقة. وأكدت الدكتورة هناء عبيد (مركز الأهرام) أنه من غير الدقيق القول إن الأطراف السنية هى التى يقع عليها عبء المواجهة والتصدي، فهذا أمر غير دقيق اذا وضعنا فى الاعتبار وجود مجندين من الدول الاوروبية والتعددية فى العوامل المؤدية للظاهرة.
أما جورج فهمى (معهد كارنيجي) فقد فسر الانضمام الواسع للشباب التونسى للجماعات الراديكالية، على الرغم ما تحقق فى تونس من خطوات، بان الديمقراطية بمعنى الانتخابات لم تكن الهدف لدى الشباب التونسى لأنه لم يحدث تغير هيكلى للوضع فى تونس. وترى رابحة سيف علام (مركز الاهرام) أن جزءا من الحل هو التوجه للشعوب التى تعيش فى المناطق الخاضعة ل»داعش»، فليسوا كلهم بالضرورة مع «داعش». بل إن أغلبهم يرفضون داعش. وترى د.أميرة عبد الحليم (مركز الأهرام) أن كافة الدول تعانى خطر تمدد «داعش» الذى يملك القدرة على تسويق نفسه.

التجربة الدنماركية فى مواجهة التطرف
على هامش ورشة العمل تحدثت برنيللى داهلر كاردل، سفيرة الدنمارك لدى مصر، وأشارت إلى أن : "الإرهاب الدولى خطر يتهددنا جميعا" وأن بلادها أحيت ذكرى مرور عام على تعرض العاصمة كوبنهاجن لهجوم إرهابى أدى إلى حشد المجتمع الدنماركى للمواجهة. وأكدت أن بلادها قد انضمت لجهود مكافحة الإرهاب منذ فترة من الزمن.وأشارت إلى أن أحد الأشياء المشتركة بين مصر والدنمارك هو عضوية مصر غير الدائمة بمجلس الأمن حاليا ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب، وكذلك كان الأمر بالنسبة للدنمارك عندما كانت عضوة بمجلس الأمن عامى 2005و2006 حيث رأست اللجنة نفسها إيمانا من الدنمارك ، مثلما تؤمن مصر أيضا، بأهمية العمل على مكافحة الإرهاب من خلال الأجندة الدولية والمتعددة الأطراف.
وقد تولد تعاون فريد بين المجتمع المحلى وقادة المجتمعات والقادة الاجتماعيين والهيئات الاجتماعية والشرطة والقادة الدينيين والقادة فى المدرسة بهدف رصد تحول أى فرد إلى التطرف أو الانجذاب إلى المتطرفين وذلك قبل فوات الأوان. وذلك النموذج الناجح هو "نموذج آرهوس لمكافحة التطرف".
فقد تأسست المبادرة فى عام 2007 بهدف منع التطرف. ولقد كان نموذجا ناجحا بشكل كبير. وانخفض عدد المقاتلين الأجانب من منطقة "آرهوس" من 33 فردا فى عام 2013 إلى بضعة أفراد فقط عام 2014 و 2015. ويعتمد النموذج على تعاون وثيق بين الشرطة والزعماء الدينيين والمدارس ونوادى الشباب والجامعات وغيرها من الجهات. وتسعى المبادرة إلى تحديد الأشخاص المعرضين لخطر التطرف فى أقرب وقت ممكن وتقديم العون للحصول على أفضل اندماج لهم فى المجتمع. ويتم تقاسم معلومات حول المقاتلين الأجانب المحتملين مع أجهزة المخابرات.
ويعد النموذج مزيجا من الحوار والاحتواء، وقبضة حديدية. والقوة الرئيسية للنموذج هى التعاون الوثيق بين مختلف الوكالات الحكومية، مثل الشرطة والبلدية والوزارات ذات الصلة، وكالة المخابرات والجهات المعنية الأخرى مثل المساجد والجامعات ونوادى الشباب وما إلى ذلك. ويعد التعاون الوثيق بين الشرطة والبلدية والزعماء الدينيين عنصرا أساسيا فى هذا النموذج.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.