"الموجز" ينشر الخريطة الكاملة لجرائمهم فى دول الربيع العربى 11 ألف مقاتل أوروبى انضموا إلى القتاليين فى مصر وسورياوالعراق ويستعدون للقيام بعدة اغتيالات "المهاجرون في بريطانيا" و"شريعة في بلجيكا" و"فرسان العزة" في فرنسا، و"ملة إبراهيم" في ألمانيا.. أشهر الجماعات الجهادية فى القارة العجوز عدد المقاتلين القادمين من دول الاتحاد الأوروبي يمثلون 18% من إجمالي الجهاديين الأجانب وتتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا شباب بلجيكا الأكثر تأثرًا بظاهرة المهاجرين.. و"مجاهدو فرنسا" يتوعدون هولاند بالاغتيال القوات المسلحة المصرية تتمكن من القبض على 48 وقتل 32 وإصابة 54 أجنبياً من المتورطين فى العمليات الإرهابية أزمة حادة تعيشها معظم دول أوروبا بعد زيادة عدد المهاجرين من شبابها والإنضمام إلى التنظيمات الجهادية فى مختلف البلدان العربية , وهو الأمر الذى قامت معه هذه الدول بعقد عدة اجتماعات تنسيقية للحد من هذه الظاهرة واتخاذ إجراءات تنسيقية لحماية مواطنيها من خطر هؤلاء الشبان عند عودتهم لبلدانهم مجددا.. "الموجز" فى هذا التقرير تلقى الضوء على أهم الجماعات الجهادية الأوروبية التى انضمت إلى القتال فى مصر وسورياوالعراق وغيرها , كما تنشر خريطة تفصيلية لكيفية التحاق هذه الجماعات بهذه الدول والطرق التى تتبعها لضمان الوصول إلى ساحات القتال. فى هذا الصدد رصد المركز الاقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة ظاهرة قدوم وإنخراط المجاهدين الأجانب والأوروبيين تحديدا في تلك الحروب الأهلية الدائرة في العراقوسوريا، وهي الظاهرة التى تثير الرعب في قلوب القائمين على الأمن في الدول الأوروبية، وذلك خوفا من عودة هؤلاء المقاتلين مرة أخرى الى أوطانهم الأصلية، حاملين معهم ماتم حشو عقولهم به من أفكار متطرفة وأساليب قتالية والشهوة للقتل والدماء التي إكتسبوها خلال فترة قتالهم في سورياوالعراق وغيرها من النقاط الساخنة. وتشير بعض التقديرات الى أن عدد المجاهدين الأجانب في سوريا يصل إلى 11 ألف مقاتل،.ويفسر الخبراء إنضمام هؤلاء المقاتلين الى الجماعات المتطرفة سريعا دون غيرها الى أن تلك الجماعات هى الأكثر تدريبًا وتنظيمًا، ولديها القدرة على إستيعاب المقاتلين الأجانب الذين لا يتحدثون اللغة العربية وليس لديهم أى خبرات قتالية أو عسكرية سابقة. والمدهش أنه وبالمقارنة بين هذا العدد وعدد المجاهدين الأجانب الذين ذهبوا للقتال في أفغانستان طيلة فترة الاحتلال السوفيتي وحكم طالبان، سنجد أن عددهم لم يتجاوز 10 آلاف مقاتل، والمرعب أيضا في الأمر أن هؤلاء المقاتلين من الأفغان العرب كان لهم أثر سلبي شديد عند العودة الى بلادهم وبدأوا في نشر أفكارهم المتشددة وتكوين خلايا إرهابية صغيرة سرعان ما بدأت في النمو وقتال أجهزة الأمن والجيش في بلادهم تحت دعاوي تكفيرية وأفكار تحريضية إستمرت لنحو عشرة سنوات ولنا في فترة التسعينيات في مصر أسوأ مثال على ذلك الأثر السلبي لعودة هؤلاء المتطرفين الجدد لبلادهم. ويقدر المركز الدولي لدراسة التطرف بلندن عدد المقاتلين القادمين من دول الاتحاد الأوروبي الى سوريا بأنهم يمثلون 18% من إجمالي المقاتلين الأجانب هناك، وتتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا، وتشير البيانات إلى أن بلجيكا هى الدولة الأوروبية الأكثر تأثرًا بظاهرة المهاجرين الأوروبيين لسوريا بالنسبة لإجمالي عدد السكان. وتشير البيانات إلى أن الأوروبيين ينضمون غالبا إلى تنظيمات متطرفة هي "أحرار الشام" و"جبهة النصرة" و"داعش". فمثلا بالنسبة للأسبان، انضم 25 مقاتل إلى الجيش السوري الحر، بينما انضم 20 منهم للجماعات الأخرى، كما انضم نحو40% من المقاتلين الأجانب إلى "داعش"، وإنضم نحو60 إلى70% من أعضاء "جبهة النصرة" إلى داعش، وتحول بين 30 إلى40% من أحرار الشام ايضا إلى داعش!. وتوضح المعلومات أن عدد كبير من الذين تم تجنيدهم من أوروبا كان عبر مواقع الإنترنت والتواصل الإجتماعي، ومن أبرز الشبكات والمواقع الناشطة في تجنيد أولئك المقاتلين جماعة "المهاجرون في بريطانيا"، وجماعة "شريعة في بلجيكا"، و"فرسان العزة" في فرنسا، و"ملة إبراهيم" في ألمانيا، كما تنتشر حسابات على تويتر وفيسبوك تقوم بنشر المعلومات والفيديوهات والأخبار عن المعارك في سوريا، وكذلك التصريحات الرسمية لقيادات تلك الجماعات المسلحة وعدد القتلى الذين إستطاعوا حصد أرواحهم من الجيش النظامي أو الجماعات الأخرى، ورغم أن هذه الحسابات لا تخص المقاتلين الأجانب إلا أنهم يعتمدون عليها للحصول على معلوماتهم. ويعود إنتشار هذه الحسابات بالنسبة للأوروبيين إلى سهولة الترجمة من العربية إلى الإنجليزية، كما أنها تقدم بيانات تشمل جميع أرجاء سوريا وتوصيات لكل من يتبنون الفكر ذاته ويرغبون في الجهاد في سوريا. والغريب أن هناك عدة تقارير تشير إلى أن عددًا كبيرًا من المجاهدين الأجانب ليس لديه نية في العودة إلى أوطانهم أو مغادرة سوريا، بل إن عددًا منهم قام بإحراق جوازات سفرهم كتعبير عن رفضهم لهوية بلادهم، كما أن بعضهم تزوج من نساء سوريات لكن ما يثير مخاوف الدول الأوروبية من عودة المجاهدين هو بعض التطورات التي وقعت مؤخرًا، ومنها مثلا اعتراف شابين بالتحضير لتنفيذ أعمال إرهابية في بريطانيا عقب عودتهما من سوريا، ودعوة بعض المجاهدين للمسلمين في بريطانيا للانتقام من مقتل الطالبة السعودية ناهد المانع في يونيو 2014. ويعتبر اعتماد التنظيمات المتطرفة علي شبكات التواصل الاجتماعي في استقطاب مقاتلين جدد والترويج لأفكارهم طفرة وتحول غير مسبوق لم يشهده أي صراع سابق علي كافة المستويات. كما ظهرت مشكلة غير متوقعة لدى هذه الدول، فبعض المجاهدين الموجودين في سوريا ذهبوا إليها لتقديم المساعدات الإنسانية للسوريين، والمفاجئ أنهم انضموا إلى الجماعات المقاتلة رغم أنهم معتدلين فكريا، وقد يتحولوا للتطرف بعد عودتهم لأوطانهم خاصة إذا كانت سياسات دولهم لا تساعدهم على الاندماج مجددًا في المجتمع؛ كما تخشى تلك الدول من أن تأثير المجاهدين الأوروبيين العائدين سيمتد إلى مجتمعات المسلمين في هذه الدول، فيصبح بعضهم أكثر تطرفًا. وقد أكدت دراسة المركز الدولي لدراسة التطرف ، تصاعد اعتماد تلك التنظيمات في سوريا علي مواقع التواصل الاجتماعي لتجنيد متطوعين، حيث استقطبت تلك التنظيمات نحو 11 ألف مقاتل أجنبي , وأوضحت أن الصراع الدائر في سوريا يعد الأول من نوعه في استقطاب المقاتلين عبر الإنترنت. وتوصلت الدراسة إلي أن 61% من المتطوعين الجدد يتبعون الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، وحوالي 17% يتبع جبهة النصرة بينما نصيب الجيش السوري الحر ولواء التوحيد وأحرار الشام مجتمعين حوالي 2% من الحسابات الالكترونية. وعلى جانب آخر، رصدت الأبحاث تحولاً في الخطاب الذي توجهه التيارات الجهادية للمتطوعين الجدد، وذلك بإعطاء صورة جذابة عن الجهاد والتركيز علي بعض المزايا مثل غنائم الحرب وتيسيرات الزواج والطعام وإمتلاك السيارات الخاصة. والخطير في الأمر أن إستقطاب وقدوم هؤلاء المقاتلين الجدد لم يتوقف عند الأماكن التي تشتعل فيها الحروب الأهلية والصراعات العرقية فقط، بل إمتدت لتصل الى البلاد المستقرة – نوعا- والتي لا تتصارع فيها الطوائف الدينية والفكرية، ومن تلك البلاد مصر، حيث لا يزيد الصراع - المعلن- فيها عن ما هو معروف من صراع مع جماعة وتنظيم الإخوان المسلمين ومن يدور في فلكه من جماعات متشددة ومتطرفة، ويتسم ذلك الصراع في مجمله بأنه صراع سياسي وفكري في المدن الكبرى مثل العاصمة، بينما يحتد ذلك الصراع ويتسم بالعنف في الأماكن الحدودية والبعيدة عن مركز الحكم والكثافات السكانية مثل شمال سيناء والحدود الغربية مع ليبيا، حيث تتجمع معظم التنظيمات المتشددة والمتطرفة وتحمل السلاح الموجه الى صدور الجيش والشرطة، والمواطنين أيضا إذا لزم الأمر. ومؤخرا أعد المركز الإقليمي للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة دراسة عن أسباب وآثار ظاهرة قدومالمقاتلين الأجانب فى مصر. وتشير الدراسة الى أن وجود المقاتلين الأجانب في مصر، يعتبر تمدداً لتدفق الجهاديين من دول مختلفة على بؤر الصراع في الشرق الأوسط لاعتبارات عقائدية ودينية، وهو إمتداد لسلسلة تطوع المقاتلين الأجانب في أفغانستان أثناء الإحتلال السوفيتي ثم إستقرارهم مع تنظيم القاعدة وحركة طالبان اللذان أصبحا مركز جذب وتجميع للإرهابيين والمتطرفين والمقاتلين من جميع أنحاء العالم، وبعدها بسنوات إستعاد أولئك المقاتلين نشاطهم مع الإحتلال الأمريكي لأفغانستان بعد أحداث سبتمبر 2001، بينما يعد العراق بعد الإحتلال الأمريكي في 2003 نموذجاً آخر لتصاعد دور المقاتلين الأجانب فى بؤر الصراعات المسلحة، حيث أصبح الوجود الأمريكي فى العراق جاذبا لعناصر تنظيم "القاعدة" والحركات الجهادية خاصة من الدول العربية، كما ساهم التدخل الإيرانى في العراق فى انتشار هذه الظاهرة بعد أن قام بتأجيج الحرب الطائفية بين الشيعة والسنة بين عامى 2005 و2007، وهو الأمر الذي تكرر فى اليمن بدعم إيران للحوثيين. وفي الفترة القصيرة التي حكم فيها الرئيس المعزول محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين مصر، تسرب اليها عدد كبير من المقاتلين الأجانب وأقاموا فيها بصفة دائمة حتى فض اعتصامي "رابعة والنهضة"، وساهمت تلك العناصر الأجنبية في الاشتباكات الدامية التي تمت مع قوات الجيش والشرطة أثناء الإعتصام وبعده، وحتى بغرض الإنتقام من الشعب والشرطة والجيش بسبب الإطاحة بحلفائهم من الإخوان، فقامت تلك العناصر بعدد من التفجيرات والعمليات الإرهابية في المدن المصرية المختلفة، خاصة من جانب بعض الفلسطينيين والسوريين أو بعض الوافدين لمصر قبيل 30 يونيو لمساندة الإخوان في أزمتهم قبل الإطاحة بهم. وتمكنت قوات الأمن المصرية من القبض على 20 من الفلسطينيين والأمريكيين المتهمين بإطلاق الرصاص على الشرطة، وحيازة الأسلحة الآلية ومدافع جرينوف وغيرها؛ كما ألقت القبض على 3 أيرلنديين وتركي وسوري وأفغاني وباكستاني وأحد القناصة السودانيين ، وضبطت قوات الشرطة 6 من الأفغان والسوريين التابعين لتنظيم "القاعدة" أثناء مهاجمتهم قسم شرطة الأزبكية، مما يعنى أن "القاعدة" تمكنت من اختراق الأمن والوصول لقلب العاصمة. أما فى المناطق الحدودية، شهدت سيناء تصاعداً لنشاط المقاتلين الأجانب، ويدل على ذلك إعلان القوات المسلحة القبض على 48 أجنبياً من المتورطين فى العمليات الإرهابية ضد الجيش والشرطة، فضلاً عن قتل 32 من الجهاديين الأجانب وإصابة 54 آخرين؛ وألقت القبض على أحد الأردنيين المتورط فى أعمال إرهابية وبحوزته جواز سفر إسرائيلي خلال محاولته التسلل لبورسعيد؛ وفي تغير نوعي لنشاط أولئك الأجانب على الأرض المصرية، ألقت قوات الجيش بالإسكندرية القبض على فرنسي متورط فى رصد تحركات ومناطق تمركز قوات الجيش والشرطة بالإسكندرية، كما ضبطت الشرطة بريطاني متورط فى أحداث "رابعة العدوية"، وهو ما يكشف التنوع فى جنسيات المقاتلين الأجانب الذين يعبثون فى الشأن المصري. وقد أشار رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكى "إف بي آي" روبرت مولر، إلى أن تدفقات الجهاديين الأجانب تراجعت فى أفغانستانوباكستان، وبدأت تتجه إلى سوريا وليبيا ومصر واليمن، وهو تطور خطير يعود لعدة أسباب تتمثل فى استغاثة وإستعانة جماعة الإخوان المسلمين بهؤلاء المقاتلين الأجانب لإعادة الرئيس المخلوع مرسي للسلطة، خصوصا أثناء اعتصامي رابعة والنهضة، ودعوة الشعوب الإسلامية لإنقاذ المعتصمين، وصورت الصراع السياسي على أنه اضطهاد للإسلام فى مصر!. وكانت مصادر أمنية كشفت عن انتقال 19 من قيادات الإخوان إلى غزة، وإشرافهم على معسكرات تدريب لكتائب إخوانية كنواة ل"الجيش المصري الحر"، ولاستهداف الجيش والشرطة المصريين. وقد حاولت جماعة الإخوان تحويل مصر إلى قبلة جديدة للجهاديين من خلال إعلان الجهاد ضد القوات المسلحة والشرطة، وهى الدعوة التى أطلقها الشيخ يوسف القرضاوي ثم عاد لإنكارها لاحقا، وكذلك تحريض أيمن الظواهري زعيم "القاعدة" على إعلان الحاكمية لله، ورفض الديمقراطية وتكفير متبعيها!. أما في الدول الأوروبية فقد إتبعت تلك الدول عدداً من الإجراءات والسياسات التي تهدف للحد من تفاقم ظاهرة الجهاديين الأوروبيين، مثل الترحيل وإسقاط الجنسية، حيث أقرت الحكومة الهولندية مشروع قانون بإسقاط الجنسية عن كل شخص يشارك في معسكرات تدريب المقاتلين تمهيداً لسفره لسوريا، كما قامت بعض الدول بسحب جوازات السفر من المواطنين لمنعهم من الالتحاق بالقتال في سوريا أو العودة لبلادهم. كما اهتمت بعض الدول مثل فرنسا، بتطوير سياسات استباقية تعيق انتقال الجهاديين لسوريا ورحلت فرنسا مواطناً جزائرياً للاشتباه في تورطه في تجنيد شباب فرنسيين للانخراط في القتال الدائر بسوريا. كما شددت بعض الدول المراقبة على الأجهزة الإلكترونية، ففي بلجيكا تم تشديد المراقبة على أجهزة الكمبيوتر والموبايل وغيرها، وتبنى مجلس الوزراء الفرنسي خطة متكاملة لمواجهة المخاطر المترتبة على ازدياد الملتحقين من الفرنسيين بالجهاد عن طريق تشديد الرقابة وسحب وثائق السفر وتوفير الإمكانيات لأجهزة الأمن وطرد الأجانب الضالعين في هذه الخلايا، مع مساعدة العائلات التي تجد نفسها عاجزة عن مواجهة انحراف أبنائها بتشكيل مكتب وطني للاستماع والإرشاد. وبالمثل حظرت ألمانيا ثلاث منظمات سلفية لتوفيرها شبكات التجنيد للجماعات المقاتلة في سوريا، وأزالت المملكة المتحدة المواد المخصصة للتجنيد على الإنترنت. وفي تقرير ل "واشنطن بوست"، أشارت فيه إلى أن سوريا أصبحت اكبر منطقة جذب للمقاتلين الأجانب الذين يتدفقون عبر حدودها، سواء بسبب الحماسة الدينية باعتبار ما يحدث هناك هو صراع سنى شيعي (علوي)، أو بدافع من تمويلات خارجية، وترى أجهزة المخابرات الغربية أن غالبية المقاتلين يأتون من ليبيا وتونس والسعودية، بينما يأتى المقاتلون الأكثر خبرة من العراق، وهم الذين تدربوا هناك منذ الغزو الأمريكي على حرب العصابات والتصفيات الجسدية بما فيها قطع الرؤوس، أما المقاتلين الغربيين فيأتون من بلجيكاوبريطانياوفرنسا وهولندا وألمانيا، ومعظمهم من الجيل الثانى أو الثالث من المهاجرين المسلمين، وهناك أيضا من يأتون من الولاياتالمتحدة وكندا. ويشير التقرير إلى الوصول إلى مستوى من العنف غير مسبوق على أيدى هؤلاء المقاتلين فى سوريا، مثل إزدياد ظاهرة "قطع الرؤوس" التى تعتبر مصدر بهجة للمقاتلين من أوروبا وخاصة بلجيكا، وهم الباحثين عن أقصى درجات الإثارة!. وقد نشرت المجلة الرسمية للشرطة الايطالية "بوليتسيا موديرنا" أن ظاهرة انتشار المقاتلين الأجانب أو ما أطلقت عليه الإرهاب الجهادي، أصبحت تقلق الاتحاد الأوروبى خاصة مع تزايد المخاوف من عودة هؤلاء المقاتلين إلى بلدانهم ومعهم أفكار التطرف وخبرات تنظيمية اكتسبوها على أيدى المنظمات التى عملوا معها مثل داعش وجبهة النصرة وغيرها. وأشارت المجلة لوجود نحو ألفى ايطالى فى سوريا يقاتلون مع تلك المنظمات، بالإضافة لأعداد أخرى من الأجانب يشاركون المنظمات الإرهابية الأعمال العدائية فى أفريقيا امتدادا من المغرب حتى جنوب الصحراء الكبرى. ومشكلة تسفير الشباب للقتال في سوريا أصبحت موضوعا أساسيا في الأجندة الأوروبية، وتقول فوزية طلحاوي عضو مجلس الشيوخ البلجيكي ببروكسل، إن الاجتماعات الأخيرة بين بلجيكاوفرنسا تمت للتنسيق والعمل المشترك كجزء من تحرك أوروبي مع دول أخرى تعاني من مسألة تسفير شبان من المسلمين الأوروبيين إلى سوريا للمشاركة في العمليات القتالية في سوريا. ومن الحوادث التي أثارت الرأي العام الأوروبي ولفتت الأنظار بشدة الى هؤلاء المقاتلين وما يحدث في سوريا وعلاقتهم به، ما حدث من مقتل سبعة أشخاص عام 2012 بأيدي مواطن فرنسي يدعى "محمد مراح"، وهو يتبع فكر تنظيم القاعدة. وقد خلصت تقديرات استخباراتية سرية جديدة، اعتمدت على معلومات جرى الحصول عليها عبر التنصت الإلكتروني والعملاء والمشاركات في وسائل الإعلام الاجتماعية، إلى أن القيادة العليا لتنظيم القاعدة في باكستان؛ وعلى رأسهم أيمن الظواهري، وضعوا خطة أكثر منهجية طويلة المدى عما اشتهر عنها في السابق من تكوين خلايا محدودة في سوريا من شأنها تجنيد وتدريب هؤلاء الغربيين. وتحركت بالفعل عدة دول أوروبية في هذا الاتجاه ومنها بلجيكا على سبيل المثال، وقالت وزيرة الداخلية البلجيكية إن السلطات في بلادها قد بدأت بالفعل في اتخاذ إجراءات وخطوات ترمي إلى منع سفر الشبان الراغبين في الذهاب للقتال في سوريا، وأن مزيدا من إجراءات التفتيش والتدقيق على سفر الشبان صغار السن إلى دول جوار سوريا قد بدأت بالفعل، وسيكون هناك شروط أكثر صرامة وأيضا سيتم إعادة النظر في الأمر لفرض عقوبة على السفر إلى دول الجوار بغرض القتال في سوريا. ورغم أن عدد كبير من العائلات السورية تفر من القتال الدائر هناك الى دول الجوار بحثا عن الأمان والحياة الطبيعية المستقرة، نجد أن هناك ظاهرة جديدة نشأت في سوريا تسمى "جهاد العائلات"،وهو ما كشفت عنه تقارير إعلامية حديثة عن وجود وإنتشار حالات من المقاتلين الأجانب الذين يسافرون إلى سوريا مع عائلاتهم بهدف "الجهاد". ويقول "مازن زكي"، مدير قسم الإعلام الجديد في مركز ابن الوليد للدراسات والأبحاث في مصر، إن "جهاد العائلات" سبق وظهر في الشيشان وأفغانستان، وهي طريقة يلجأ إليها المقاتلون المتطرفون أمثال القاعدة لاستقطاب المزيد من الشباب الذين قد يتوانون عن الجهاد بسبب الروابط العائلية والاجتماعية، وهو يفسر انتقال مجموعات كبيرة من العائلات من كازاخستان حيث انتشرت مقاطع فيديو لعائلة من 150 فردا انتقلت من كازاخستان إلى سوريا للجهاد. وربما كانت سوريا هي أكثر المناطق على مدى التاريخ القريب جذبا للمقاتلين الأجانب، حيث نشر معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى دراسة أفادت بأن عدد المقاتلين الذين دخلوا سوريا منذ بداية الحرب الأهلية يفوق بكثير أولئك الذين اتجهوا إلى العراق أو أفغانستان، وأن شبكات تجنيد المقاتلين في سوريا تستفيد من خبراتهم في العراق وافغانستان، واشار التقرير أنه دخل سوريا منذ أواخر عام 2011، أكثر من 9 آلاف مقاتل من 80 دولة، وبالمقارنة مع أبرز عمليتين لتجنيد مقاتلين أجانب حصلتا في التاريخ الحديث، نجد أن المقاتلين الذين اتجهوا إلى أفغانستان خلال 13 عاما، أي بين عامي 79 و92، لم يتجاوز 5000 شخص، وإلى العراق بلغ 4000 شخص، بينما عدد المقاتلين الذين اتجهوا إلى سوريا تخطى تلك المستويات إلى حد كبير وخلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز عامين. ومن القصص المتداولة في أوروبا عن تحول الشباب الى الفكر الجهادي والمتطرف قبل قيامهم بالذهاب الى سوريا للقتال في صفوف المتطرفين هناك، قصة المرأة "دومينيك بونز" التي لاحظت أن ابنها الخجول توقف عن التدخين في جوف الليل، وبدأ يصلي بانتظام في منزل الأسرة بمدينة تولوز في جنوبفرنسا، فما كان من الأم إلا أن أبلغت السلطات لشكها في إنضمام إبنها الى الجماعات المتشددة!. لكن بالطبع وفي رد فعل طبيعي ومنطقي، لم تتحرك السلطات لأن سلوك الابن "نيكولا" لم يكن يثير أي شبهات من قبل وكان طبيعيا أن يقوم بالصلاة واللجوء للدين. وفي يوم ما اختفى الإبن ثم تلقت الأم رسالة جاء بها أن ابنها البالغ من العمر 30 عاما "استشهد" في وهو يقود شاحنة ملغومة في مدينة حمص بسوريا. وقد شكلت بونز، وهي سكرتيرة عسكرية متقاعدة، مجموعة لدعم الآباء الذين تطرف أبناؤهم؛ ولا تعرف بونز من الذي أقنع ابنيها بالذهاب إلى سوريا والقتال لكنها تشتبه في شخص التقاه نيكولا في ضاحية لزيزارد التي قضى فيها معظم سنوات طفولته والتي تعيش فيها غالبية من المهاجرين في أجواء تختلف كثيرا عما كان عليه الحال في المكان الذي نشأت فيه. وكانت بونز لاتزال على اتصال به عبر الهاتف وسكايب عندما ظهر وهو يمسك بمصحف وبندقية كلاشنيكوف في تسجيل فيديو نشره موقع يوتيوب ودعا فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند لاعتناق الإسلام وحث الآخرين على الانضمام للقتال؛ وبعد بث التسجيل أصبح نيكولا يمثل وجه الفكر الجهادي في فرنسا. وتصدرت صورته وصورة أخيه الصفحة الأولى في عدة صحف. وقالت أمه إن ابنها بدا مختلفا في الفيديو "كما لو كان مسلوب الإرادة"!. وخلال العام الحالي احتجز ثلاثة شبان أعمارهم بين 21 و26 عاما في شرق فرنسا لتنفيذ أحكام بالسجن بين عامين وستة أعوام بتهمة التخطيط لارتكاب أعمال إرهابية. ويمثل المسلمون ما يصل إلى 70 في المائة من نزلاء السجون الفرنسية، وعدد الأئمة المعتدلون الذين تكلفهم الدولة بمهام الدعوة قليل ويسد الفجوة أئمة غير مدربين يروجون للفكر المتشدد وكراهية الغرب. وذكر راديو فرانس إنترناسيونال أن متطوعين فرنسيين شكلوا كتيبة مقاتلة داخل جبهة النصرة تتألف من أكثر من مئة مقاتل تجمع بينهم إمكانية التواصل باللغة الفرنسية ، ويعتقد أن ما بين 600 و700 من المواطنين الفرنسيين أو المقيمين في فرنسا تطوعوا للقتال أو يشاركون في تجنيد آخرين للقتال في سوريا، وقالت فرنسا إنها ستخصص خطا ساخنا للأسر التي ترصد علامات على تحول أبنائها إلى التطرف. وقد أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ان اكثر من ثلاثين مواطنا فرنسيا غادروا للقتال في سوريا قتلوا هناك، وقال هولاند انه في مواجهة ظاهرة المقاتلين الاجانب في سوريا : "علينا ان نتعاون بشكل اكبر" وخصوصا على صعيد "الاستخبارات". واضاف "قررنا التعاون من اجل منع ومعاقبة هذا النوع من التحرك الذي يمكن ان يؤثر على امننا الخاص، مشيرا الى المجزرة التي وقعت في 24 مايو في المتحف اليهودي في بروكسل والتي اعتقل بنتيجتها فرنسي جهادي كان تلقى تدريبات في سوريا.