- أكثر من 11 ألف داعشي في سوريا يهددون أوروبا - تقرير الاتحاد الأوروبي لسنة 2013 يثبت أن فرنسا «أرض الإرهاب».. و413إرهابيًا انفصاليًا ومسيحيًا قاموا بعمليات - القارة الأوروبية قدمت 18% من مقاتلي العالم المرتزقة.. وفرنسا في المركز الأول ب412 إرهابيًا - بلجيكا في المركز الأول عالميًا ب27 إرهابيًا لكل مليون مواطن.. ومركز «سجمان» الأمريكي يرفض ربط الإرهاب بالمنهج الإسلامي - 80.6% من العمليات التي تعرضت لها العواصم الأوروبية ارتكبها الانفصاليون.. و18.7% من الإرهابيين إسلاميون
في الوقت الذي اشتعلت فيه العاصمة الفرنسية باريس مؤخرًا بأكثر العمليات الإرهابية دموية في وسط أوروبا، كشفت العديد من الدراسات الغربية أن المرتزقة الأوروبيين -العائدون من سوريا- يهددون المجتمعات الغربية بالمزيد من العمليات الإرهابية، مبينين أن العواصم الأوروبية قدمت للحرب السورية ما يقرب من 11 ألف مرتزق تم رصدهم أثناء خروجهم من أوروبا. يأتي ذلك في الوقت الذي طالب فيه الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، أمام البرلمان "المكون من الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ"، نظراءه الأوروبيين بتطبيق معاهدة الدفاع المشترك، ومراقبة جميع الحدود الأوروبية حتى لا يتسلل الإرهابيون الأجانب إلى الحضارة الأوروبية، مشيرًا إلى أن هجمات باريس تم التخطيط لها في سوريا والتجهيز لها في بلجيكا.
وقد أكد الدولي لدراسة التطرف في العاصمة البريطانية لندن وتحديدًا بجامعة "كينجز كوليدج" فى أحدث تقاريره العلمية أن أكثر من 80% من المقاتلين الأجانب ينتمون لجنسيات عربية وأوروبية، مشيرًا إلى أنه تم تحديد هويتهم والتأكد من جنسياتهم الأوروبية والأمريكية والأسترالية والآسيوية والأفريقية، وأن ما يقرب من 30% من "المرتزقة الأجانب" عادوا إلى أوروبا، وأغلب الدراسات الأمنية أكدت تعرضهم لعملية "غسيل دماغ"، وأنهم تعلموا كيف يستخدمون بنادق الكلاشنيكوف والقنابل.
وأوضح التقرير أن أوروبا قدمت ما يقرب من 18% من المقاتلين المرتزقة، حيث يأتي معظم المجندين من فرنسا التي قدمت 412 مقاتلاً، وبريطانيا التي قدمت 366 مقاتلاً، وألمانيا 240 مقاتلاً، وبلجيكا 296 مقاتلاً، وهولندا 152 مقاتلاً، مشيرًا إلى أنه وفقًا لحجم السكان احتلت بلجيكا المركز الأول بما يصل إلى 27 إرهابيًا لكل مليون، ثم الدنمارك 15 إرهابيًا، وهولندا 9 والسويد 9 والنرويج 8 والنمسا 7 إرهابيين.
وكشفت الدراسة عن أن 20% من "المرتزقة الأجانب" ينتمون لمجموعات بعينها، والغالبية العظمى انضموا ل"جبهة النصرة" وتنظيم "داعش" الإرهابي، واثنتان من جماعات المعارضة المسلحة التي هي الأقرب إلى تنظيم القاعدة، بالإضافة إلى أن بعض المقاتلين هم أعضاء فى "جيش المهاجرين والأنصار"، و"حركة أحرار الشام الإسلامية"، و"كتيبة صقور العز"، و"لواء الأمة"، و"حركة شام الإسلام"، وبعض الجماعات التكفيرية مجهولة المصدر.
الغريبة أن الكتاب العرب كانوا قد حذروا من "المرتزقة الأجانب" الذين يأتون إلى الشرق الأوسط لممارسة الإرهاب، فطبقًا للكاتب عبد الباري عطوان في أحد مؤلفاته بعنوان "الدولة الإسلامية: الجذور.. التوحش.. المستقبل"، أشار إلى أن المقاتلين الأجانب في تنظيم "داعش" يبلغون مائة ألف مقاتل، وأن ثلثهم أجانب "ليسوا عراقيين ولا سوريين"، جاءوا من أكثر من ثمانين دولة، مشيرًا إلى أن 25% من العدد الإجمالي للأجانب، قدموا من الغرب، 6% من فرنسا، و4.5% من بريطانيا. الحرب على الإرهاب: ووفقًا للتقرير السنوي للاتحاد الأوروبي والذي جاء بعنوان "جهود الحرب على الإرهاب" لسنة 2013 والذي تناول إستراتيجية الحرب على الإرهاب، فأكد أن الجماعات الإرهابية نجحت في ضرب العمق الأوروبي خلال العام 294 مرة، كان للجماعات الإسلامية فيها عملية واحدة فقط في إيطاليا، موضحا أن الانفصاليين الأوروبيين هددوا المجتمع الأوروبي في 237 عملية إرهابية أي ما يعادل 80.6% من مجمل العمليات الإرهابية، وفرنسا حظيت ب89 عملية إرهابية ولم يسمع صوتها على الإطلاق، في حين جاءت إسبانيا في المرتبة الثانية ب148 عملية إرهابية، كما نجح اليساريون في 40 عملية إرهابية، وكان لليمين المتطرف أربع عمليات إرهابية في المجر، والعمليات الفردية مرتين في النمساوفرنسا، في حين تقاسمت العمليات المجهولة 10 مرات بين النمساوفرنسا أيضًا.
أما عن عدد الإرهابيين الذين تم القبض عليهم عام 2013 في أوروبا، فقد وصل إلى 587 إرهابيًا، كان للمنتمين للتيارات الانفصالية والدينية المسيحية نصيب الأسد بحوالي 81.3% برصيد 477 إرهابيًا، بينما حظيت الجماعات الإسلامية بنسبة 18.7% فقط، وللمرة الثانية تحتل فرنسا المركز الثاني برصيد 43 إرهابيًا، تلتها إسبانيا برصيد 40 إرهابيًا ثم إيطاليا 20 إرهابيًا في المركز الثالث. تقرير الاتحاد الأوربي أوضح أن الجماعات الانفصالية شكلت 70.4% من التنظيمات الإرهابية التي تم إلقاء القبض عليها، حيث شكل عددهم 413 إرهابيًا، وللمرة الثالثة تحتل فرنسا صدارة الترتيب بواقع 255 إرهابيًا، ما يجعلها بكل تأكيد أرضًا خصبة للإرهاب، مبينًا أن إسبانيا جاءت في المرتبة الثانية برصيد 127 إرهابيًا، ثم أيرلندا الشمالية برصيد 31 إرهابيًا. الغرب ينصف الإسلام: "معظمهم لا يعرف شيئًا عن القرآن".. مقولة منصفة ل"مارك سجمان" الأخصائي النفسي الذي تابع مسار المتطوعين للجهاد، والعميل السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومؤلف كتاب "الوجه الحقيقي للإرهابيين"، مضيفًا أنهم يشعرون بالانتماء إلى جماعة سياسية، فهنا هم مجاهدون، والدين بالنسبة لهم مجرد قشور، إنها جماعة إسلامية ولكن كان يمكن أن تكون أي شيء آخر، جماعة فوضوية أو مناهضة للفاشية، إنه مجتمع وهمي وهم يتخيلون أنهم يشكلون جزءًا منه حتى وإن كانوا لا يمتون إليه بصلة، إنهم يشعرون بأنهم جنود للدفاع عن هذا المجتمع الذي يقال لهم إنه يتعرض للعدوان.
صحيفة "الجارديان" قامت بتحليل دراسة "جون هورجان" التي تحاول فهم خلفيات إقبال الشباب على الانخراط في الشبكات الجهادية للقتال في صفوف تنظيم "داعش" المتطرف، وقالت إنهم يسعون وراء حلم وغالبًا لا تكون لديهم أي فكرة عن الإسلام، ويصبحون سجناء لهذا الوهم، كما ينغمس البعض في عالم ألعاب الفيديو، ويغريهم الكلام المشبع بالاستعارات والتشبيهات التي ليس لها صلة بالإسلام الحقيقي.
وقد أكد اللواء أركان حرب زكريا حسين الرئيس السابق لأكاديمية ناصر العسكرية، أن ما حدث في فرنسا من عمليات إرهابية أمر بديهي وليس بجديد، مبينًا أن أوروبا وأمريكا ساهما كثيرًا في تكوين وبناء المنظمات الإرهابية في الشرق الأوسط، ومن الطبيعي أن ينقلب عليهما صنيعهما، موضحًا أن هذا ليس بجديد، وإنما تكرار لما حدث في حرب أفغانستان، فبمجرد أن انتهي الدعم الغربي الكامل لتنظيم القاعدة انقضت على أمريكا في أحداث 11 سبتمبر وتفجير برجي التجارة العالمي.
وأوضح حسين أن العالم الغربي صنع الكيانات الإرهابية في الشرق الأوسط خاصة تنظيم "داعش" ومدها بكل وسائل الإمداد لصالح مخطط تفتيت الشرق الأوسط وتحويله إلى دويلات صغيرة، إلا أن الإمداد الضخم للتنظيم جعله يتضخم، حتى وصلت المساحة التي تسيطر عليها كيانات تنظيم داعش في العراقوسوريا إلى 250 ألف كيلومتر مربع، هذا غير الخلايا النائمة المتواجدة في كثير من الدول، الأمر الذي جعل التنظيم لا يهدد الشرق الأوسط وحده وإنما انعكس عليهم وأصبح يهدد العالم كله.
وأكد حسين أن العملية الإرهابية في فرنسا ستكون بداية لسلسلة من الأعمال الإرهابية، وإن لم يتحد العالم للقضاء على الوباء الإرهابي، فسينتشر عالميًا في الفترة المقبلة، ووقتها لن يمكن السيطرة عليه، وسيشهد العالم سلسلة من الأعمال الإرهابية بما يسمى بالحرب العالمية الثالثة.
في حين قال اللواء فؤاد علام، وكيل جهاز مباحث أمن الدولة، ومدير أمن بورسعيد الأسبق، إن قبل الحرب العالمية الثانية كان الصراع السياسي يحسم بالحروب التقليدية، ولكن بعد الحرب العالمية الثانية والتهديد النووي، تأكدت أوروبا أن استخدام الحروب التقليدية أمر شبه مستحيل، لذلك اختفت من أوروبا الحروب التقليدية، وظهرت أول كيانات إرهابية بهدف تحقيق الصراع السياسي دون الدخول في حروب معلنة، ولذا تكونت أول منظمتين إرهابيتين الأولى في ألمانيا وكانت تسمى منظمة بادر ماينهوف، والثانية في إيطاليا المعروفة بالألوية الحمراء، والجماعتان سبقتا جماعات القاعدة وغيرها.
وأضاف علام أن الولايات المتحدةالأمريكية استحدثت فكرة استقدام التنظيمات الإرهابية في بعض الحروب ضد الاتحاد السوفيتي، وفى حربها ضد أفغانستان والعراق، الأمر الذي يؤكد أن أوروبا وأمريكا المسئول الأول والأخير فى وضع بذرة المنظمات الإرهابية في العالم، مشيرًا إلى أن أمريكا حتى الآن ليست جادة في محاربة الإرهاب كما تدعى، بل وأن العالم الغربي كله لا يتخذ موقفًا جادًا، متسائلاً كيف ل44 دولة في حرب معلنة ضد سوريا لا يمكنها أن تحاصر الدولة وتمنع دخول السلاح إليها، فهذا الأمر يؤكد أنه لا توجد رغبة جادة في محاربة الإرهاب، وإنما الرغبة الحقيقية هى استنزاف قدرات المنطقة ماديًا وعسكريًا.
وطالب علام بإنشاء مجلس قومي لمكافحة الإرهاب، تتوفر له الأدوات النافذة ليتمكن من التصدي للإرهاب، بحيث يكون نواة لمجلس قومي عربي لمكافحة الإرهاب، يتشكل من الدول العربية التي تواجه الإرهاب وعلى رأسها مصر والسعودية واليمن.