الأنصاري يهنئ أبناء محافظة الفيوم بحلول العام الهجري الجديد    إيهاب وهبة: 30 يونيو إرادة شعبية صنعت التاريخ وأعادت للوطن هويته    البرلس للغاز تعلن وضع بئر «سيينا دي إي» على خريطة الإنتاج    فتح: ما يجري بالضفة وغزة "حرب شاملة".. والمستوطنون أصبحوا جزءًا من جيش الاحتلال    هل تنضم السعودية إلى الاتفاقية الابراهيمية؟| مبعوث أمريكا بالشرق الأوسط يؤكد مواصلة بلاده في ضم دول جديدة للاتفاق.. وتصريحات إسرائيلية عن مباحثات جارية مع سوريا ولبنان.    أكثر من 56 ألف شهيد منذ بدء الحرب على غزة    المرشد الإيراني يلوح بإمكانية استهداف القواعد الأمريكية مرة أخرى    مواعيد مباريات كأس العالم للأندية والقنوات الناقلة    ألونسو ردًا على لابورتا: نشعر في ريال مدريد بالحرية    ماهر همام ل «الفجر الرياضي»: كرة القدم المصرية تدار بعشوائية.. الأهلي حقق مكاسب متعددة من المونديال.. انظروا إلى قطاعات الناشئين    حلم الثراء السريع.. سقوط عصابة التنقيب عن الآثار بالقاهرة    حالة الطقس الأيام المقبلة.. أكثر حرارة وأعلى رطوبة    مازن الغرباوي يمثل المسرح العربي في جلسة برومانيا: مهرجان شرم الشيخ نموذج للوحدة والمرونة الفنية    ذاكرة منفى وحكاية بيت.. توقيع كتاب كان ياما كان في القدس بالمركز القومي للترجمة الأحد المقبل    نساء الهجرة.. بطولات في الظل دعمت مشروعًا غيّر وجه التاريخ    «الرعاية الصحية» تقود التعاون الأفريقي من خلال شراكات استراتيجية وتبادل الخبرات    الكشف على 2888 حالة وتحويل مئات المرضى ضمن قوافل طبية بقرى دشنا وقوص    أولياء الأمور فى الجيزة ينتظرون أبناءهم أمام لجان الثانوية العامة بالورود.. صور    محافظ أسوان يشهد الاحتفال بالعام الهجري الجديد بمسجد النصر    وزير الري يتابع إجراءات رقمنة أعمال قطاع المياه الجوفية وتسهيل إجراءات إصدار التراخيص    وزير الشباب والرياضة يهنئ أبطال مصر بعد حصد 6 ميداليات في اليوم الأول لبطولة أفريقيا للسلاح بنيجيريا    وزارة الاتصالات تشارك في المنتدى العالمي لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي التابع لليونسكو في بانكوك    مبدأ قضائي: مجالس التأديب بالمحاكم هي المختصة بمحاكمة الكُتاب والمحضرين وأمناء السر    في موجات الحر الشديدة.. كيف تحافظ على برودة جسمك وتجنب ضربات الشمس؟    القبض على كوافيرة بتهمة ممارسة الرذيلة مع راغبي المتعة في الشيخ زايد    وفاة أحد مصابي حريق مطعم المحلة الشهير في الغربية    أندية البرازيل مفاجأة مونديال 2025    جوارديولا يكشف تفاصيل إصابة لاعب مانشستر سيتي قبل مواجهة يوفنتوس في مونديال الأندية    هيئة تنشيط السياحة بالشرقية تنظم رحلة للطلاب لزيارة تل بسطا وورش الفخار    هيفاء وبوسي يتصدران تريند اليوتيوب بعد أغنية فيلم "أحمد وأحمد"    وفاة والدة الدكتور محمد القرش المتحدث الرسمي لوزارة الزراعة وتشييع الجنازة في كفر الشيخ    عصمت يبحث إنشاء مصنع لبطاريات تخزين الطاقة والأنظمة الكهربائية في مصر    رئيسة حكومة إيطاليا تحتفل ب"وحدة الناتو" وتسخر من إسبانيا    انتصار السيسي تهنئ الشعب المصرى والأمة الإسلامية بالعام الهجري الجديد    اليوم، أولى جلسات محاكمة 19 متهما بالانضمام إلى تنظيم داعش الإرهابي وتمويله    الجلسة الافتتاحية لمؤتمر "التخدير والرعاية المركزة الخضراء": منصة علمية ورسالة مجتمعية    طريقة عمل خلية النحل، وجبة خفيفة لأطفالك وسريعة التحضير    محافظ مطروح: العلمين الجديدة تحولت لمقصد سياحي متميز على ساحل البحر المتوسط    وزارة العمل تسلم عقود جديدة لعدد من ذوي الهمم بالقاهرة    «مستقبل وطن»: ندعم خطط الدولة ونولى ملف الاستثمار أولوية كبيرة    رسميًا.. موعد صرف المعاشات بالزيادة الجديدة 2025 بعد قرار السيسي    نور عمرو دياب لوالدها بعد جدل العرض الخاص ل"فى عز الضهر": بحبك    الجوزاء يفتعل الجدل للتسلية.. 4 أبراج تُحب إثارة المشاكل    مجلس الوزراء: تراجع واردات السكر الخام 54.5% خلال الربع الأول من 2025    تهنئة السنة الهجرية 1447.. أجمل العبارات للأهل والأصدقاء والزملاء (ارسلها الآن)    وزير الإسكان يُعلن تسليم مركز شباب نموذجي بمنطقة النوادى بمدينة بدر    الناطق باسم الأمن الفلسطيني: جرائم الاحتلال لن تثنينا عن أداء دورنا الوطني    جهات التحقيق تستعلم عن الحالة الصحية لعامل وزوجة عمه فى بولاق    بعد رحيله عن الزمالك.. حمزة المثلوثي يحسم وجهته المقبلة    بنتايج خارج القائمة الأولى للزمالك بسبب العقود الجديدة    مواعيد مباريات دور ال16 فى كأس العالم للأندية.. الإنتر يواجه فلومينينسى    تشديدات أمنية مكثفة بلجان الدقي لمنع الغش وتأمين سير امتحاني الفيزياء والتاريخ للثانوية العامة    مشروعات تخرج قسم الصحافة بجامعة المنوفية: إبداع طلابي يواكب تحديات الإعلام الرقمي    هل الزواج العرفي حلال.. أمين الفتوى يوضح    لمنع تأمين مساعدات غزة.. نتنياهو يصدر أمرًا بالتدخل العسكري    بمناسبة العام الهجري الجديد.. دروس وعبر من الهجرة النبوية    إليسا تهنئ نادر عبدالله بعد تكريمه من «ساسيم»: «مبروك من نص قلبي»    دار الإفتاء تعلن اليوم الخميس هو أول أيام شهر المحرّم وبداية العام الهجري الجديد 1447    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
الأنشطة رحلت وأمراض العصر وصلت والقباحة وقلة الأدب وضحت
نشر في الأهرام اليومي يوم 11 - 05 - 2012

الأنشطة رحلت وأمراض العصر وصلت والقباحة وقلة الأدب وضحت ‏ يقيني أننا نعيش مرحلة غير مسبوقة في تاريخ مصر المحروسة التي لم تشهد من قبل مثل هذا الإجماع علي الخلافات‏..‏ ومثل هذا التوافق علي الفوضي‏..‏ ومثل هذا التوحد علي العنف‏..‏ ومثل هذا الإصرار علي الكراهية والحقد والغل‏. لم يحدث من قبل في تاريخ مصر مثل هذا الحال من وقف الحال في كل شيء وأي شيء ولا مثل هذا الكم اللانهائي الذي اجتاح المصريين من التربص والترصد وعدم الاحترام وانعدام الحياء..
هذا التغير الرهيب في سلوكيات وثقافة شعب مسألة عابرة أم أزمة مستحكمة ولأجل أن نقترب من الإجابة يكون السؤال: هل كل هذا الانفلات وتلك الفوضي تنفيس طبيعي ومنطقي بعد سقوط نظام عمره60 عاما وسوف يختفي مع تولي النظام الجديد أم أن كل هذه السلوكيات المعيبة المعيوبة الجديدة علينا مخططة ومدروسة ويتم تطبيقها بصورة منهجية علمية؟.
يقيني أن الذي نعيشه من انفلات أخلاقي وفوضوي وسلوكي هو أمر غير مسبوق وهو منهج موضوع يتم تطبيقه بكل دقة وأنه غريب ومقصود أن يكون غريبا عن عاداتنا وتقاليدنا وأخلاقنا ومنذ متي رأت عيوننا أو سمعت آذاننا الألفاظ البذيئة القبيحة التي يستحيل أن ينطق بها شاب وما بالنا والتي تفعل فتاة من أبناء أهالينا البسطاء في أحيائنا الشعبية التي يعرف الناس بعضهم بعضا فيها وهذه المعرفة وتلك الصلة تفرض أنماطا سلوكية تميز أحياءنا الشعبية عن غيرها.. أنماط فيها الاحترام للكبير والخجل للصغير وصورة للفتاة المصرية بنت البلد يستحيل الخروج عن إطارها.. صورة كل ملامحها الحياء والأدب والاحترام في الكلام وفي التعامل وفي الذهاب وفي العودة وفي كل مكان...
عندما تختفي الصورة كلها بإطارها وملامحها.. نجد أنفسنا أمام بنات لا أظنهن منا ولا نحن منهن.. بنات بمنتهي الجرأة وكل الوقاحة يرددن ألفاظا قبيحة منتقاة ويستخدمن أيديهن وأجسامهن في إشارات وضيعة دون خشي ودون حياء ومع من هذا وضد من ذلك.. مع ضباط وجنود مصريين.. حدث هذا مع الشرطة ويحدث ذلك مع الجيش...
هذه البنت.. تفعل هذه البذاءة من دماغها باعتبار أن هذا الانحطاط جزء منا ونحن منه وأنها تعبر عن نفسها أو أنها تشكو من شيء أو تحتج علي شيء.. طيب إن كان الأمر كذلك فما علاقة قلة الأدب المتناهية والألفاظ القبيحة الرهيبة والإشارات والإيماءات السافلة.. ما علاقة هذه السفالة بالمطالب وهل القضايا يتم حلها بهتك عرض المجتمع وتمزيق أوصاله وإسقاط أخلاقه أم بالتظاهر القانوني السلمي وعرض المطالب وانتظار الحلول؟.
الأيام ستكشف أن ما حدث لمصر من انهيار وانفلات أخلاقي لم يكن مصادفة ولم يكن تنفيسا ولم يكن تلقائيا.. إنما هو برنامج مدروس موضوع يتم تنفيذه بدقة متناهية لتغيير مسار ثورة شعب خرج بالملايين للشوارع إلي أن سقط النظام.. والشعب الذي ثار وأسقط لم يتم تمكينه من بناء نظام جديد بقدر ما يتم دفعه كل يوم إلي انهيار جديد والخطة موجودة وقائمة علي مراحل وكل مرحلة لها ما يناسبها.. والجيش المصري المرحلة الأهم أو الخطوة الأولي...
السؤال الأهم الذي راحوا يبحثون عن إجابة عنه بعد 11 فبراير 2011 السؤال: لماذا هذا الجيش محترم ومختلف جذريا عن بقية جيوش المنطقة؟ ولماذا هذا الجيش لم يطلق النار علي الشعب؟.
عندما عرفوا الإجابة والتاريخ فيه الإجابة.. هذا الجيش من أقدم جيوش العالم وهذا الجيش لم يقف يوما ضد شعبه وهذا الجيش تحكمه قواعد وقيم ومبادئ راسخة لا قيادات عابرة.. عندما عرفوا ذلك بدأت الحملة الشرسة علي جيش مصر قبل أن ينتهي شهر فبراير وقبل أن يترسخ في وجدان وعقل المصريين.. حقيقة أن الجيش والشعب يد واحدة...
حملة كراهية هائلة ضد كل من ينتمي إلي جيش مصر...
اختلاق أزمات وتدبير سقوط ضحايا وإشاعة الفوضي في الشارع واستكمال الخطة في الإعلام بالانحياز لآراء محددة وإخفاء حقائق بعينها وإعلاء قيمة الفوضي والتخريب والحرق بتمجيد هذه الأعمال واستنكار واستنفار الرأي العام فيما لو حاول الأمن التصدي أو فرض النظام.. والمحصلة!.
تغيير جذري في الثوابت الوطنية بما جعل الرأي العام يقبل في صمت صورة من يحمل علم مصر بيد ويحرق في مصر باليد الأخري...
إصرار الإعلام علي نقل هذا المشهد من كل شارع وكل مكان دون إدانة صريحة دامغة منه.. هذا الإصرار علي فرض صورة من يرفع العلم بيد ويحرق بالأخري علي المصريين.. هذا الإصرار انتهي إلي تعود الشعب علي رؤية الدمار والحرق مرتبطا بالعلم والانتماء وهذا التعود الشعبي تحول إلي قبول الشعب بالأمر واعتبار العلم مرادفا للحرق ومن ثم الانتماء وثيق الصلة بالتدمير والوطنية قوامها الهدم.. وعليه!.
الشباب يحرق وقناعته أن الحرق والتدمير والهدم جزء لا يتجزأ من الانتماء والوطنية والثورية...
والشعب يشاهد الفضائيات وهي تنقل علي الهواء مباشرة مصر وهي تحترق بأيدي أبنائها والإعلام فرحان بهم ويشجعهم ويستضيفهم وينوه عن بطولاتهم...
استمرت حملة الكراهية ضد الجيش والتطاول علي الجيش وازدادت مع إصرار الجيش علي إجراء الانتخابات التشريعية لأجل أول سلطة شرعية.. مجلسي الشعب والشوري.
تصورنا أن انتخاب المجلسين يملأ الفراغ التشريعي ويمثل قاعدة يتراكم عليها الاستقرار ويتدفق منها العطاء ويصدر عنها النظام والالتزام...
للأسف لم يحدث شيء من هذا لأن أحدا لم يعط الاستقرار فرصة لأن يرسو علي أرض...
أي استقرار ننتظر ونحن اتبدلنا وأصبحنا غرباء علي أنفسنا وكأننا شعب آخر أو أننا فقدنا الهوية وافتقدنا الهوي المصري...
ولا أعظم خبراء الدمار النفسي والمعنوي والمادي كان يتوقع مثل هذا الاجتياح وذاك النجاح في هذا الوقت القليل بالقياس للتدمير الكبير...
في اعتقادي أنه إذا كان الجيش أقلقهم في تنفيذ مخططهم فإن الإعلام فاجأهم وأسعدهم في قدراته الهائلة علي التهييج والإثارة بين المصريين وترسيخه للجدال والكراهية والاختلاف مكان الحوار والتفاهم والاتفاق...
حضراتكم شاهدتم وسمعتم سلوكيات الشباب المتصدر لأي فوضي!. ألفاظ في منتهي البذاءة وإشارات في منتهي الوقاحة ضد جنود وضباط جيش قائم علي نظام صارم والتزام هائل...
هذا السلوك في البذاءة وقلة الأدب والتطاول الذي رأينا آخر مشاهده في العباسية.. لا هو مظاهرة لها مطالب ولا هو اعتصام لأجل قضية.. إنما هو تنفيذ دقيق لمخطط مدروس تمثل الشتائم والبذاءة فيه جزءا منه مطلوب تنفيذه بكل دقة ضد جنود وضباط جيش مصر وتركيز الإعلام علي تصويره وإذاعته لأجل ترسيخ وتجسيد هذه الإهانات في ذاكرة الشعب...
الشباب الصغير الذي رأيناه علي الأسلاك الشائكة وكأنه يحارب لأجل قضية.. هذا الشباب ليست له قضية إنما عنده مقرر قباحة لابد أن يقوله بأعلي صوته مستخدما الوسائل المساعدة بيديه...
لاحظت في كلمات الفتاة المحجبة التي كانت تتناول قادة الجيش بأقذع الألفاظ.. لاحظت استخدامها لكلمة ليست شائعة هنا إنما هي متداولة في فلسطين...
عرفت أن القيادات الشابة التي تسافر للخارج لتلقي آخر التدريبات.. عرفت أنها كانت مؤخرا في بروكسل وأن المدرسين الذين يتولون تلقينهم صهاينة يتكلمون العربية...
يبقي توضيح لابد منه خاص بالقانون المصري الذي لا توجد فيه مادة واحدة تسمح بحق التظاهر أو حق الاعتصام.. بل إن الموجود يحظر ويجرم الاعتصام والتظاهر.. والموجود ولم يلغ القانون رقم 10 لسنة 1914 والقانون 14 لسنة 1923 والاثنان يمنحان السلطة التنفيذية سلطة مطلقة في مصادرة حرية الأفراد!.
القانون ليس فيه شيء والدستور في المادة54 نص علي حق المواطنين في التجمع الخاص في هدوء وبدون حمل سلاح دون الحاجة للحصول علي أي موافقة.. وهذه المادة تم النص عليها في التعديلات الدستورية...
مطلوب من مجلس الشعب إلغاء القانونين القديمين ومطلوب تشريع فوري لقانون يمنح حق التظاهر دون تعطيل لمصالح الناس أو تدمير للممتلكات وفي إطار زمن معلن وخط سير محدد...
عندما يوضع التظاهر والاعتصام في إطاره القانوني ويتم احترامه تصبح حماية المتظاهر أو المعتصم مسئولية الأمن...
المظاهرات والاعتصامات حاليا لا سند قانوني لها والكارثة أنها خارجة عن كل ما هو معمول به في العالم.. والمصيبة أن الكل يرحب بها ويشجع عليها.. أتعرفون لماذا؟
لأنها الضمانة الوحيدة للفوضي والكراهية ودمار مصر...
يارب.. عفوك عنا ورضاك علينا ورحمتك بنا...
.....................................................
اقرأوا معي هذه الرسالة:
السيد الأستاذ/ إبراهيم حجازي
أبعث إليك بتلك الرسالة لتأمل الماضي ومشاهدة الحاضر وتوقع المستقبل لعلنا نخرج بعبرة تعين علي حسن الاختيار في مقبل الأيام ولا ننساق وراء عواطف وانفعالات فنغرق في مستنقع الأوهام ويحدث ما نراه الآن.
إن هناك علاقة غير عادية تربط بين اسم سليمان والزمان فالنبي سليمان لا يعرف الزمان والتوقيت معه لا زمان في كل تصرفاته وتحركاته ففي البدء طلب ملكا لا ينبغي لأحد بعده وقد كان.
ثم يأتي الزمان فيطلب من يأتي بعرش الملكة بلقيس فيقول أحد الجنود له أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك فيستبعده لأن هناك زمانا فيأتي آخر فيقول له أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فيجده مستقرا مكانه بلا زمن ولا زمان.
ثم يأتي علينا مشهد هذه الأيام مع اللواء سليمان وأقسم بالله لا أكن له إلا كل احترام وتقدير ولكن أتحدث عن علاقة الاسم والزمان فلقد رفض الترشح ثم قبله بلا فارق كبير في الزمان ثم تقدم في آخر الأيام وفي خلال نصف الساعة أنهي الإجراءات وغادر المكان ثم فوجئنا بكم توكيلات يفوق كل خيال جمعت في لا زمان.
وأثناء سيري في شوارع المخطوفة أي المحروسة مصر وجدت تي شيرتات مكتوبا عليها وصورا بالألوان للواء سليمان فتعجبت للاسم والزمان.
وعلي نفس السياق كان رد الفعل يسبق الزمان فاجتمعت اللجان ونوقش القرار وصدر الفرمان في ذات الأوان وأرسل للباب العالي للاعتماد (لإبعاد سليمان).
ولأول مرة يصر أصحاب البرلمان علي تنفيذ قرار علي ما كان وليس علي ما هو آت.
ومن هذا المنطق وحده أقول لأهل النظام وحراس المكان أصحاب أغلبية البرلمان, هل تستطيعون وبنفس اللازمان تعديل هذا الفرمان.
لقد سبق أن صدر قانون إنشاء لجان فض المنازعات في المصالح والهيئات والوزارات لاختصار رحلة زمن التقاضي بين العباد ولكن كان به عوار أفقده اختصار الزمان لأن توصيته لا تلزم أهل المكان وبالتالي انهار من الأركان وإليكم المثال:
في 1/9/2009 صدرت توصية من لجنة فض المنازعات ببنك ناصر بعودة ابني إلي عمله واعتبار عقد عمله متصلا منذ أن كان مؤقتا في 1/6/2006 ولم تنفذ حتي الآن ورفعنا دعوي أمام القضاء بها شق مستعجل ولم يفصل فيها ولا في شقها حتي الآن رغم مرور سنتين. فياللزمان (مرفق صورة للبيان).
وبعد ثورة الشباب وفوز الإخوان وتشكيل البرلمان واللجان وبعد معركة سليمان بكسر حاجز الزمان بعثت إلي كل من:
1 المشير طنطاوي بالمسجل رقم 1487 في 3/4/2012 والدكتور الجنزوري بالمسجل رقم 1488 في اليوم نفسه ووزير العدل بالمسجل رقم 1059 في 28 وفي اليوم نفسه مجلس القضاء الأعلي بالمسجل رقم 1058 واللجنة التشريعية بالمسجل رقم 1151 في 29 مارس وفي اليوم نفسه الاقتراحات والشكاوي بالمسجل رقم 1150 وحقوق الإنسان بالمسجل رقم 1181 في أول أبريل والدفاع والأمن القومي بالمسجل رقم 1180 في 2 أبريل.
كما سلم باليد لكل من:
1 الأستاذ إبراهيم حجازي بالأهرام في 20 مارس ورئيس تحرير الأهرام في 31 مارس وفي اليوم نفسه بريد الأهرام بمكتب استعلامات الأهرام لتعديل قانون لجان فض المنازعات بإضافة كلمة واحدة عليه بجعل التوصية ملزمة لمن صدرت ضده. وأقسم بالله لو عدلت لحفظت آلاف الدعاوي ورفعت من أمام المحاكم المئات وارتاح القضاة والعباد من طول الإجراءات في دولة العدل مع الإخوان. وأقسم بالله رغم كل ما أرسل لم يأت رد واحد من إنسان.. لذلك...
كل ما أريده من الأغلبية البرلمانية الإخوانية السلفية الجماعية الجهادية الليبرالية معاملتنا بنفس سرعة (اللاسليمان).
ويقف عضو في البرلمان ليقول لنا أعدلها قبل أن تقوم من مقامك.
أو يقول له آخر أضيفها قبل أن يرتد إليك طرفك.
ويا لو طبقنا علي كل الذي فات من التوصيات أليس في هذا راحة للعباد؟!
لقد شاهدنا الأداء وحكمنا علي الإخوان وتعلمنا الدرس بإتقان ولن نخدع كزمان.
والسلام علي كل أهل البرلمان.. ورؤساء وأعضاء اللجان.
القاهرة في 18 أبريل 2012
أحمد محمد أحمد عبدالله
مواطن علي المعاش
المطرية القاهرة
انتهت الرسالة التي تلقي الضوء علي قضية عامة يمكن القول إنها أزمة مستحكمة من زمان وحظه عاثر في الدنيا والآخرة كمان من حكمت عليه الظروف أن يدخل إلي ساحة قضاء...
أتكلم عن ملايين البشر وعشرات الآلاف من القضايا المنظورة أمام المحاكم من سنين طويلة.. قضايا رفعها آباء أصبحوا أجدادا ثم حصلوا علي لقب مرحوم بينما القضايا مستمرة في التداول والخلاف حولها انتقلت مسئوليته للأحفاد...
قضايا عمرها عقود ومازالت منظورة في ساحة القضاء ولا أدري أي عدل هذا الذي يتأخر سنوات وسنوات والقضايا المنظورة تسلمها قضاة في شبابهم ووصلوا المعاش وتركوها لغيرهم...
خيرا فعلت الحكومة عندما أنشأت لجان لفض المنازعات التي تنشب اختصارا للوقت الذي تستغرقه القضايا في المحاكم وتوفيرا لجهد قضاة يمكن أن ينجزوا به القضايا الحقيقية في الجنايات والنقض.. لكن الفرحة ما تمت لأن!.
في أغلب الأحوال دائما ما يترك من وضع التشريع ثغرة توقف الحال!.
لجان فض المنازعات التي شكلوها لأجل ألا تذهب هذه المنازعات إلي المحاكم.. جعلوا وجهها مثل قفاها!.
قرارات هذه اللجان توصيات.. يؤخذ بها أو لا يؤخذ بها وكأنك يا أبو زيد ما غزيت!.
علي من نضحك يا حضرات؟
إن كانت اللجنة لا احترام أو تنفيذ لقراراتها فلماذا أصلا شكلتموها ولماذا أحلتم لها منازعات ولماذا خصصتم لها أناسا ولماذا وفرتم لها اعتمادات لأجل انعقادها وربما بدلات ومكافآت ولما أوحيتم لمن ينتظرون فض المنازعات أن الانفراجة آتية والحل قادم لماذا الإصرار علي التلويح بالأمل والصدمة بالقتل المتعمد لهذا الأمل قادمة!.
سيدي رئيس مجلس الشعب والسادة نواب الشعب.. هذه واحدة من مشكلات كثيرة موجودة أغلبها لها حلول وكلها بقيت بلا حلول لأن أحدا لم يهتم بالنظر فيها...
شكرا علي ما سيكون وإنا لمنتظرون...
.....................................................
بذكر القضايا والمشكلات يقيني أن الشباب أحد أهم القضايا إن لم يكن أهمها باعتباره نصف الحاضر وكل المستقبل وباعتبار أن الدول التي تكره مصر تستهدف في المقام الأول شباب مصر ومن هنا شباب مصر القضية الأهم التي لها كل الأسبقية في الرعاية والاهتمام...
في اعتقادي أن الأنشطة التربوية والرياضة أولها وأهمها تعتبر أهم احتياجات الشباب ولابد من توفير فرص ممارستها أمام كل الشباب وأن تكون هذه الممارسة حقا للشباب عند الدولة وليس تفضلا من الحكومة علي الشباب.. حق لابد من النص عليه في الدستور.. لماذا؟
لأن الله لا يخلق البشر عبثا ولأن كل إنسان أعطاه الله موهبة ما في مجال ما.. يولد الطفل وموهبته داخله والمشكلة أنه لا يعرف بأمر موهبته ولا نحن نعرف ولن نعرف ما لم تتوفر أمام هذا الطفل فرصة ممارسة النشاط الموهوب فيه.. وقتها سيعرف ونعرف أنه موهوب.. والمواهب هي فرس الرهان في سباقات تقدم الدول...
أيضا الممارسة لأجل الممارسة.. ممارسة أي نشاط.. احتياج لا غني عنه لكل طفل وشاب.. لأنه الضمانة الوحيدة للوقاية من أمراض العصر.. الإدمان والاكتئاب والتطرف...
وهذه حكاية أخري.
وللحديث بقية ما دام في العمر بقية
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.