في شهر أغسطس الماضي شهدت مدينة دمنهور حادثا مأساويا عندما ألقي شاب بنفسه في ترعة المحمودية بعد رفض أهل حبيبته زواجه منها..وفي كرداسة شنق عامل نفسه بعد عودته من منزل أهل زوجته التي رفضت جميع توسلاته لعودتها إلي منزل الزوجية فلم يتحمل الحياة بعيدا عنها وانتحر.. 35 رجلا مصريا قتلهم الحب في..2015 وفقا لما نشرته تقارير صحفية, قرروا إنهاء حياتهم حزنا علي فراق حبيباتهم.. ورغم تحفظنا علي فعل الانتحار نفسه إلا أن هؤلاء جميعا وربما غيرهم لم تنشر الصحف حكاياتهم قتلهم الحب أيضا وماتوا من فرط الرومانسية.. بالرغم من كل هذا ما زالت المرأة مصرة علي أن الرجال لا يفهمون الحب وأنهن الجنس الأكثر رومانسية بالفطرة. ............................................................. عبد الفتاح كان زوجا ورب أسرة مكونة من خمسة أبناء.. يعيش حياة سعيدة مع زوجته لكن الأقدار شاءت أن تحرمه منها وهو مازال في الخامسة والثلاثين. هو اليوم يبلغ من العمر65 عاما.. ثلاثون عاما عاشها مخلصا وعاشقا.. ربي الأبناء الخمسة وكان أصغرهم طفلا لم يبلغ الثالثة, كل من حوله ضغطوا عليه ليتزوج ليجد من تساعده في تربية أبنائه لكنه رفض بشدة وقال: لن تدخل امرأة أخري حياتي, ولا يمكن أن أتزوج غيرها, هي حب عمري.. لا يمر أسبوع دون أن يزور قبرها ويقرأ لها الفاتحة ويحكي لها عما صار في غيابها.. نعم هناك رجال يعرفون الرومانسية ويقتلهم الحب أحيانا أو يظلون أوفياء للنهاية. معظم شكاوي النساء أن أزواجهن يقلبونها هزار حينما يبدأن الحديث عن العواطف والمشاعر, وبعض النساء تعتقد أن الرجل, يري في الرومانسية ضعفا. في عيد الحب( الفالنتين داي) أغلب الزوجات يشتكين أن الرجال لم يبادروا بمهاداتهن بورود أو شيكولاتة أو حتي دبدوب أو قلب أحمر في حين إن جميعهن لم يفكرن في المبادرة كما لو أن الرجل ملوش نفس. لماذا يجب أن يكون الرجل هو المبادر دائما في اللمسات العاطفية.. أليست المرأة متأكدة أنها الأكثر رومانسية, فلماذا لا تبادر هي وتعبر عنها طالما متأكدة أن الرجل لا يمتلك فهرس العواطف ولا يجيد أبجديات التعبير عنه. الواقع إن النساء يبالغن في توقعاتهن من الرجال وفي خضم هذه التوقعات ربما نسين هن الرومانسيات الحالمات قواعد الحب والرومانسية, وربما كانت عملية النساء نفسها هي السبب في عزوف الرجال عنها. وسط كل ما يوجه للرجال من اتهامات, قلبت دراسات حديثة الترابيزة علي أدمغة النساء التي يتشدقن بان الرومانسية فطرة حريمي, فقالت الدراسات إن الرجال هم الأكثر رومانسية لولا الظروف, وأن40% منهم يهمسون في أذن محبوباتهم بعبارة أحبك مرة واحدة علي الأقل يوميا, بينما لا تردد هذه العبارة سوي32% من النساء وفقا للاستطلاع الذي نشرته مجلة ريدرز ديجيست. فإن الرومانسية تظهر بشكل واضح في المرحلة العمرية بين30 و39 عاما إذ يحرص47% ممن هم في هذه الفئة العمرية علي الأعراب عن مشاعرهم العاطفية لشريك الحياة كل يوم. وهم بالمناسبة غالبا من الرجال, وتقل الرغبة في التعبير عن الحب بالكلمات الرومانسية مع التقدم في العمر25%. واعترفت دراسة أمريكية ان الرجال في حاجة أكثر للرومانسية, علي عكس النساء, رغم أن المعروف عن الرجل عمليته وواقعيته التي تطغي علي الجانب العاطفي لديه.. الدراسة نفسها, قالت انه حديثا بات الرجال علي كوكب الأرض أكثر رومانسية من النساء, مستندة إلي استفتاء ضم10 آلاف شخص من جميع أنحاء العالم أوضحت فيه أنه تبين أن48% من الرجال يقعون في الحب من النظرة الأولي مقابل28% من النساء, وإن المرأة أكثر عملية في الحكم علي الحبيب المنتظر مقارنة بالرجال الذين أحبوا أولا.. ثم فكروا. رغم الاتهامات وسهام النقد يري خبراء أن الرجال في حاجة أكثر إلي الرومانسية من النساء, لكنهم في الوقت نفسه لا يحبون الوقوع في الحب, وان وقعوا فان أغلبهم لا يعرفون كيف يعبرون عنه. هذا لا ينفي أنهم في حاجة أكثر إلي أن يكونوا علي علاقة رومانسية أكثر من النساء, المهم أن تكون العلاقة مريحة, يجد فيها الرجل نفسه ليعبر عن مشاعره التي لا يمكن أن يشاركها مع الآخرين... فالرجل واقعي يعيش الحياة بواقعية أكثر. وعندما يعرف أن المرأة في حاجة إليه وأنه باستطاعته إسعادها, يشعر بالسعادة وبأن هذا الحب جدير بان يبذل كل ما في وسعه لكي يحقق لها ما تريد بالأفعال لا بالأقوال والدباديب. الحقيقة أن الرومانسية ليست لها علاقة بالجنس ولكن في الطب النفسي هناك بعض المدارس التي تشخص مرضا يطلق عليه البرود العاطفي أو نقص الرومانسية التي من أعراضها الشعور بالملل دائما في العلاقة مع الطرف الآخر, ورتابة الحياة الزوجية, وقلة استخدام عبارات الحب والغزل, وفقدان الثقة في النفس والقدرة علي جذب الطرف الآخر, كل هذا يؤدي إلي أن يهمل الشخص نفسه ليصل إلي مرحلة البرود القصوي. ربما وصل كثير من الأزواج والزوجات إلي هذه المرحلة ولكن الأكيد أن السبب ليس طرفا واحدا منهم, فالرومانسية ليست احتكارا نسائيا فأعظم شعراء الحب رجال وإبدع روايات العشق والغرام كتبها رجال, وأجمل لوحات الجمال والرومانسية كان أصحابها رجالا.