كثيرا ما يردد الشباب ان المرأة في هذه الأيام لم تعد رومانسية مثل الأجيال السابقة وانها أصبحت تهتم أكثر بالماديات, فهي كما يقولون لا تحفل بالمشاعر عندما يتقدم أحدهم لخطبتها وانما ما تبحث عنه هي امكانات العريس المادية التي ستضمن لها حياة سعيدة. ويبدو أن هذا الاتهام ظالما الي حد كبير, فالمرأة في أي مجتمع سواء كان شرقيا أو غربيا تهتم كثيرا بمشاعر الزوج وتبحث في معظم الأحيان عن القصص العاطفية الرومانسية وتتمني ان تعيشها. وفي رحلة البحث عن الحياة الرومانسية تصطدم المرأة بواقع مختلف خاصة بعد الزواج حيث أن مشاكل الحياة اليومية وانشغال الزوج والروتين يصيب المشاعر الرومانسية بالسكتة! فلم يعد الزوجان يتبادلان كلمات الحب ولم يعد الزوج الذي غالبا, يكون اكثر عملا منها, يستمع اليها ولا يهتم بتفاصيلها الصغيرة مثلما كان يفعل وقت الخطوبة. وربما ترجع هذه المشكلة الي عدم فهم كاف من كل منهما لطبيعة الآخر. فالمرأة تحتاج دائما الي كلمات الحب حتي لو كانت تعرف ان زوجها يحبها وعلي الرغم من ترديده بانها تعرف مشاعره نحوها وانه يفعل الكثير من أجلها ومن أجل أطفالهما, انه يفعل نعم ولكنه لا يقول وهي في حاجة مستمرة لأن تسمع كلمات الحب والاطراء والمديح ربما لتشعر أكثر بالاطمئنان بأنه مازال يحبها. ولكن قد ترتبط المرأة أحيانا بصورة معينة للعلاقة الزوجية تشاهدها في الأفلام والاعمال الدرامية أو تقرأها في القصص الرومانسية, والمشكلة تبدأ عندما تقارن ما تشاهده وتقرأ عنه بحياتها مع زوجها الذي من الصعب أن يقوم بدور البطل الرومانسي في احدي القصص العاطفية! والغريب أن هذه الازمة ليست مرتبطة فقط بالمرأة الشرقية المعروفة بعاطفيتها, بل تعاني منها أيضا المرأة في الغرب, مما دفع طبيبة نفسية بريطانية شهيرة تدعي سوزان كويليام الي دعوة النساء بالكف عن قراءة القصص العاطفية ومشاهدة الأفلام الرومانسية التي كثيرا ما تؤدي الي فشل الحياة الزوجية! وتقول سوزان في أحدث كتبها, أن هذه القصص تعطي صورة مثالية غير واقعية عن العلاقات بين الرجل والمرأة, والمشكلة تتفجر عندما تحاول أن تطبق ما يحدث فيها في حياتها الواقعية فينكسر قلبها عند الفشل وتفقد الثقة في نفسها وقد تصل الي الانفصال عن زوجها. صحيح ان التعبير عن المشاعر مطلوب دائما بين الزوجين مع مزيد من الاهتمام من كل منهما للاخر ولكن لابد أن تكون نظرتنا أكثر واقعية لهذه العلاقة التي تحمل في طياتها الكثير من الأعباء والمسئوليات والتي من الصعب أن تتحول الي فيلم رومانسي.