جاء قرار دول مجلس التعاون الخليجي، باعتبار حزب الله «منظمة إرهابية» متسقا مع تطور الأحداث التى سبقته منذ إعلان المملكة العربية السعودية تجميد أو وقف مساعداتها المقررة للجيش اللبناني، والمقدرة بنحو 3 مليارات دولار، ثم قرار دول الخليج ترحيل مواطنيها من الأراضى اللبنانية، وتحذير مواطنيها من زيارة لبنان فى الوقت الحالي، على خلفية عدم إصدار حكومة لبنان بيانات إدانة للهجوم على البعثتين السعوديتين فى إيران يناير الماضي. وقد زاد حسن نصر الله، زعيم حزب الله المدعوم من إيران، الطين بلة أمس الأول، عندما هاجم السعودية بشدة، وقال إنها دفعت لبنان إلى مرحلة جديدة من الصراع السياسي، وأنها هى التى تسعى إلى ما زعم أنه إثارة الفتنة بين السنة والشيعة فى الشرق الأوسط. والواقع أن الصراع والتوتر بين دول مجلس التعاون، وحزب الله، قائم منذ سنوات، ولكن كان يتم احتواؤه والسيطرة عليه، ولم يصل إلى مرحلة العلانية، إلا خلال الأيام القليلة الماضية، فهناك اتهامات لحزب الله بإعاقة العملية السياسية فى لبنان وأنه السبب الرئيسى وراء عجز لبنان عن انتخاب رئيس جديد لعدة سنوات، فضلا عن موقفه من الأزمة السورية. وإذا نظرنا بشمولية أكثر إلى وضع المنطقة العربية والشرق أوسطية، فإنه لابد أن نضع التوتر بين ميليشيات حزب الله الذى جعل من نفسه دولة داخل الدولة اللبنانية أو حتى فوق الدولة، فى سياق الصراع الإقليمى فى المنطقة خاصة فى ضوء الأزمة السورية، حيث تدعم إيران وحزب الله بشار الأسد فى حين تعارض السعودية وباقى دول الخليج والمنطقة بقاء الأسد فى السلطة، وتشترط رحيله لتسوية الأزمة، ومن الواضح أن حزب الله تحول إلى «أداة» فى يد إيران لتوسيع نفوذها فى المنطقة العربية، وليكون ذراعها الممتدة للعبث بأمن واستقرار الدول العربية، وأن الهدف من تشكيله من جانب إيران منذ البداية كان استهداف استقرار وأمن الدول العربية، وليس شيئا آخر!!. لمزيد من مقالات رأى الاهرام