سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الطائفية تعيد صياغة سياسات الشرق الأوسط.. فورين بوليسي: دول الخليج استغلتها في التصدي لإيران.. الحكومات الإسلامية قسمت السنة.. التفرقة بين السنة والشيعة سلاح واشنطن لضرب طهران وحزب الله
اعتبرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية في تقرير لها اليوم الجمعة أن الطائفية أصبحت اللغة الجديدة في إعادة صياغة السياسات الإقليمية خاصة فيما يتعلق بالانقسام بين السنة والشيعة. وقالت إن المذابح التي يرتكبها النظام السوري العلوي ضد النساء والأطفال؛ والمقطع المصور الذي أظهر معارضا سوريا وهو يلتهم قلب جندي نظامي، كل هذا ما هو إلا لمحة من ألبوم طائفي مليء بالفظائع؛ مؤكدة أن الكوابيس صعدت المخاوف من انتقال الحرب الأهلية السورية إلى دول أخرى في الشرق الأوسط مثل العراق والبحرين ولبنان. وترى المجلة أن الانتماء لمذهب بعينه ليس بالضرورة أن يؤدي إلى تحقيق الوحدة الداخلية في بعض الدول العربية مثل مصر وليبيا وتونس، فالانتماء إلى المذهب السني لم يستطع توحيد التيارات المختلفة في هذه البلدان. وأوضحت أن صعود التيارات السلفية في دول الربيع العربي التي بطبيعتها ضد التشيع، قدم نوعا جديدا من الطائفية بين أبناء المذهب السني، فالتيارات السلفية وجماعة الإخوان في مصر يطبق كل منها على رقبة الآخر، وفي تونس يسعى حزب النهضة إلى القضاء على نفوذ السلفيين المتنامي. واعتبرت المجلة أن الحكومات الإسلامية في مصر وتونس قسمت العالم السني العربي بشكل أعمق بدلا من أن توحده؛ وساعدت في زرع حالة من الاستعداء بين السعودية والإمارات بدلا من توحيدهما على الهوية السنية. وأدى الصراع السوري إلى فتح جبهة تنافس سياسي على الساحة العربية حيث تنافست دول الخليج في محاولة لتصدر المشهد لنجد منافسة شرسة بين قطر والسعودية والإمارات رغم الهوية السنية المشتركة بينها، وذلك جزئيا بسبب دعم قطر "المزعوم" لجماعة الإخوان، ولكنه في الأساس يرجع إلى المنافسة طويلة الأمد على الريادة العربية بين دول الخليج. ورأت المجلة أن بعض دول الخليج استغلت الصراع الطائفي بين السنة والشيعة للتصدي للنفوذ الإيراني من جهة، وللسيطرة على المجتمعات الشيعية خاصة في السعودية والبحرين عبر تجريد مطالب الشيعة السياسية من الشرعية ومحاولة تصوريهم على أنهم الطابور الخامس للجمهورية الإسلامية في المنطقة العربية. وبحسب المجلة، فإن الاتجاه إلى التفرقة بين السنة والشيعة، ارتاحت إليه واشنطن أيضا ووجدته سبيلا لضرب إيران وحزب الله اللبناني، لذا فإن الصراع السوري تتحكم فيه الصراعات الإقليمية بشكل كبير وساعدت في اتخاذ الصراع السوري هذا المنحى الطائفي الذي حاول الثوار التصدي بأكبر قدر من ضبط النفس لكن هذا لم يستمر. واستنكرت المجلة انعدام ضمير الأنظمة الحاكمة التي تضحي باستقرار المنطقة من أجل أغراض سياسية تعتمد على إشعال نار الطائفية. وقارنت المجلة بين القضية الفلسطينية والأزمة السورية، وقالت إن دول الشرق الأوسط بطبيعة الحال انحازت في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى الطرف الفلسطيني وهذا أدى إلى توحد الموقف العربي بهذا الصدد. لكن فيما يتعلق بالأزمة السورية، فإن الانحياز الطائفي سيفرض نفسه فوق أية اعتبارات إنسانية أو حقوقية، مما يكشف عن صراع شرق أوسطي جديد آخذ في الظهور يشعل المنافسة بين الشيعة والسنة أصحاب الأغلبية في المنطقة.