أكد خبراء العلاقات الدولية والعربية، أن توتر العلاقات بين السعودية ولبنان، يصب في مصلحة الأطماع الإيرانية والتواجد الصهيونى بالمنطقة العربية، الذين يهدفون إلى تمزيق الوحدة العربية. واعتبروا أن قرارات السعودية ضد لبنان نابعة من مواقف لبنان السلبية تجاه بعض القضايا والموضوعات، وأن الهدف من قررات الرياض هو تحريك القوى اللبنانية الداخلية للوقوف ضد المد الإيرانى في العالم العربي. وبداية الأزمة بين الدولتين جاءت بعد رفض لبنان وامتناعها عن التصويت على قرار وزراء الخارجية العرب الذي طالب إيران بوقف دعم الميليشيات والأحزاب المسلحة داخل الدول العربية، واعتبار ذلك تهديدا للأمن القومي العربي. وعلى إثر هذا، أعلنت السعودية، الجمعة الماضية وقف مساعداتها لتسليح الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي اللبناني، نظرًا لمواقف بيروت التي لا تنسجم مع العلاقات الأخوية بين البلدين"، معتبرة أن حزب الله اللبناني يصادر إرادة الدولة. وطالبت وزارة الخارجية السعودية، صباح اليوم الأربعاء، جميع مواطنيها عدم السفر إلى لبنان، حرصا على سلامتهم، ودعت رعاياها المقيمين والزائرين للبنان إلى المغادرة وعدم البقاء هناك، إلا للضرورة القصوى، والاتصال بسفارة المملكة في بيروت لتقديم التسهيلات والرعاية اللازمة لهم. وفي المقابل أعلنت الخارجية الإيرانية، أمس الثلاثاء، أن طهران جاهزة للنظر في مسألة تقديم المساعدة الضرورية للبنان، إذا حصلت إيران منه على طلب رسمي. وكانت السعودية أعلنت في نهاية 2013م عن تقديم منحة إلى لبنان بقيمة ثلاثة مليارات دولار على أن يتم بها شراء أسلحة من فرنسا، بالإضافة إلى منحها هبة أخرى بقيمة مليار دولار إلى قوى الأمن الداخلي. واعتبر مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن توتر العلاقات بين المملكة السعودية ولبنان، استمرار للصراع العربي العربي، الذي بات في مرحلة استقطاب حاد، وأن القوى الإقليمية والدولية هى التى تتحكم في مجريات الأمور به. وذكر أن سبب التوتر بين البلدين، أن السعودية قدمت لدولة لبنان الكثير ولم تكن تتوقع منها أن تمتنع عن التصويت على قرار يصب في صالحها بالنهاية، معتبرة ذلك بأنه فيه نوع من نكران الجميل، موضحًا أن المستفيد الأول من هذا التوتر هى إيران. وأضاف غباشي، أن لبنان أصبحت معطلة عربيًا، بسبب تدخل إيران بشكل كبير في السياسة الداخلية في بيروت من خلال علاقتها بحزب الله، مشيرًا إلى أن العالم العربي بهذا الشكل يتفتت ويتحلل. ووصف غباشي إعلان الحكومة الإيرانية استعدادها لتقديم مساعدة مالية للقطاع العسكري اللبناني بعد أن امتنعت السعودية بالكارثة، لأنه سيمكن إيران من الدخول فعليًا في السياسة اللبنانية والتحكم فيها، وبالتالى سيطرتها على مقدرات الشعب اللبنانى . وقال فريد خان، المتخصص في الشأن العربي، إن توتر العلاقات بين العلاقة بين البلدين بسبب رفض لبنان التصويت على قرار السعودية ضد إيران، مفاده أن هناك قوى إقليمية أثرت على القرار السياسي في بيروت، وهى دولة إيران عن طريق حزب الله، الذي استطاع أن يسيطر على مقاليد الأمور. واعتبر أن هذا القرار جاء من قبل السعودية كرد فعل بعد أن تراكمت المواقف السلبية من لبنان، ومنها عدم إدانتها للاعتداء على السفارة والقنصلية السعودية بطهران، بالإضافة لغياب دورها من الموقف العربي المشترك حول العراق وسورية وعاصفة الحزم باليمن. وأوضح خان، أن كل هذا الأمور تعنى أن إيران وحزب الله تحكموا في مقاليد السلطة بلبنان سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مشيرًا أن هدف السعودية من قراراتها مؤخرًا ضد لبنان هدفه تحريك القوى اللبنانية الداخلية للوقوف ضد المد الإيرانى في العالم العربي. وأكد خان أن تشرذم وتفتت الوحدة بين البلدان العربية، يصب في مصلحة الأطماع الإيرانية وحزب الله، وأيضًا التواجد الصهوينى بالمنطقة العربية، الذين يهدفون إلى تمزيق الوحدة العربية، حتى لا يكون هناك قرار واحد. وقال جهاد عودة، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن قرارت السعودية ضد لبنان لن يساهم في ردع التدخل الإيرانى في السياسة اللبنانية، معتبرًا إياه بخطأ استراتيجى، فطهران هى المستفيد الأول مما يحدث، حيث يمكن أن يهدد هذا القرار استقرار لبنان ويجعله في حوذة حزب الله.