طالب رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، السعودية اليوم بإعادة النظر في قرارها بوقف المساعدات إلى الجيش والقوى الأمنية اللبنانية. وفي المقابل، أصدر حزب الله اللبناني بيانا يهاجم الرياض، معتبرا أن سبب وقف المساعدات هو الضيقة المالية التي تعاني منها ومواقف حزب الله الرافضة للتدخل السعودي في اليمن. ويشارك حزب الله في الحكومة اللبنانية المؤلفة من ممثلين لأقطاب سياسيين منقسمين في التأييد الإقليمي بين السعودية وإيران. وقال رئيس الحكومة في بيان صدر عن مكتبه "تلقينا بكثير من الأسف قرار المملكة العربية السعودية المفاجئ القاضي بإيقاف المساعدات المخصصة لتسليح وتجهيز الجيش وقوى الأمن الداخلي"، متمنيا "إعادة النظر بالقرار". وكان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، القريب من السعودية اعتبر في بيان أيضا أن خطوة المملكة "غير مسبوقة"، وهي رد على "قرارات متهورة بخروج لبنان على الإجماع العربي وتوظيف السياسة الخارجية للدولة اللبنانية في خدمة محاور إقليمية". ووصف تلك السياسات ب"الرعناء"، متخوفا من "إجراءات وتدابير تهدد في الصميم مصالح مئات آلاف اللبنانيين الذين ينتشرون في مختلف البلدان العربية". وهاجم حزب الله من دون أن يسميه، مشيرا إلى أن من يريد أن يحول لبنان إلى "ولاية إيرانية فهو واهم، بل هو يتلاعب في مصير البلاد ويتخذ قراراً بجر نفسه والآخرين إلى الهاوية". وطالب بدوره السعودية بأن "تنظر إلى ما يعانيه لبنان بعين الأخ الكبير" وعدم التخلي عنه. وأصدر حزب الله بيانا أفاد أن السعودية تعاني من أزمة مالية أدت "إلى إجراءات تقشف غير مسبوقة داخل السعودية وإلى وقف الالتزامات المالية مع كثير من الشركات السعودية والعالمية وإلى إيقاف العديد من العقود والاتفاقات" بينها صفقة تمويل الجيش اللبناني. واعتبر "أن تحميل حزب الله المسؤولية" سببه مواقف الحزب الرافضة للتدخل السعودي في اليمن، مجددا اتهام السعودية ب"تمويل الإرهاب". وأعلنت السعودية، اليوم، وقف مساعداتها للجيش والقوى الأمنية اللبنانية بسبب "المواقف اللبنانية المناهضة" للمملكة في أزمتها مع إيران، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر مسؤول. وأعلن في نهاية العام 2013 عن تقديم هبة سعودية إلى لبنان بقيمة 3 مليارات دولار على أن يتم بها شراء أسلحة من فرنسا. وتسلم لبنان دفعة على الأقل من هذه الهبة، ثم أعلن في وقت لاحق عن هبة أخرى بقيمة مليار دولار إلى قوى الأمن الداخلي. وأدانت كل من جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي في يناير إحراق بعثات دبلوماسية سعودية في إيران خلال احتجاجات ضد الرياض بعد أن قطعت الرياض علاقاتها بطهران، في أزمة بدأت مع إعدام رجل الدين السعودي الشيعي المعارض نمر النمر. وامتنع لبنان عن التصويت على القرارين الصادرين حول هذه المسألة، وأعلنت الإمارات العربية المتحدة تأييدها القرار السعودي.