أصدرت مجموعة من المثقفين بيانا يدين حبس أحمد ناجى لمدة عامين لنشره فصلا من روايته فى جريدة أدبية، بتهمة «خدش الحياء العام»، مدافعين عن حق المبدعين وأصحاب الرأى فى التعبير عن آرائهم- أيا كانت، وبأى لغة كانت- دون التعرض للتنكيل. ورغم أننى ضد الحبس فى قضايا النشر والإبداع والإعلام، وكتبت ضد حبس إسلام البحيرى، أو وقف برنامج باسم يوسف، أو إغلاق القنوات الدينية، وضد محاكمة النصوص الأدبية دينيا أو قانونيا، إلا أننى ضد ما تحاول أن تقنعنا به جماعة المثقفين، بأن ما كتبه المؤلف هو أدب، فهناك خيط رفيع بين الأدب (الإبداع) وقلة الأدب (الإسفاف). وأدعى أننى قارئ نهم للأدب العربى والأجنبى، وتناول أدباء كثيرون العلاقة بين الرجل والمرأة، ولكنى لم أقرأ نصا بمثل فجاجة وقبح وابتذال وإسفاف هذا االنص المشكلة«، فاستخدام الألفاظ الجنسية المباشرة والأوصاف المبتذلة ليست أدبا ولا إبداعا، وأتحدى جماعة المثقفين أن يقرأوا النص على أبنائهم أو فى ندوة عامة، وهو ما طلبته المحكمة من رئيس اتحاد الكتاب السابق، عندما دافع عن «النص المشكلة» فطلبت منه قراءته، فتهرب بحجة أن هذا يعد خروجا بالنص عن سياقه، ولم يبرر لنا خروج المؤلف بالنص المشكلة عن سياقه عندما نشره فى الجريدة الأدبية؟ ألم يكن يبحث عن شهرة زائفة؟ وترويج كاذب لروايته؟ وهو ما حققه المؤلف بالفعل بعد أن قرأ الرواية الملايين، ولكن لا الرواية ولا صاحبها حققا قيمة أدبية أو إنسانية. اتفق مع جماعة المثقفين فى المطالبة بمنع الحبس فى قضايا النشر، ولكن أختلف فى خلط الأوراق، فلن تقنعنا بأن منع نص مبتذل هو «اغتيال» للمجال العام للتعبير، وإطلاق يد القوى المتطرفة، أو تخلق من المؤلف شهيدا لحرية الرأى والإبداع. لمزيد من مقالات جمال نافع