بات المصري عنيدا وعنيفا هذه الأيام, أصبح يهوي إطلاق النار علي قدميه.. غادر سلوك التسامح والاعتدال, طلق ثقافة حب الحياة إلي غير رجعة وأصبح يدمن ثقافة الموت والانتقام. المصري باتت لديه نزعة طيلة الوقت نحو التخريب والتحطيم, هدم المعبد علي ساكنيه, وخراب البصرة بات غاية المراد لوطنه حاليا, كسر وإلغاء ارادة هذا الوطن وافلاس الدولة سياسيا ومعنويا شعاره الأثير يطارده في احلامه وكوابيسه, إحساسه طيلة الوقت بالخداع والنصب عليه طيلة 30 عاما من أباطرة الفساد الفاجر في عهد النظام السابق, وثراءهم غير المشهود بشكل موحش جعله يكفر بالدولة لذا يسعي كل يوم إلي زلزلة أوضاعها مهما تكن الخسائر والمصائب علي بلده وشعبه. ما حدث في مواجهات العباسية لغة تؤشر إلي سقوط الدولة في مصر, حلقة جديدة من مسلسل العنف الدامي, وفصل مخطط ومرتب له في سيناريو البلطجة السياسية الطويل. هل يحق من أجل مرشح تم خلعه من سباق الرئاسة أن يجيش انصاره ويذهب للانقضاض علي وزارة الدفاع واعلان الجهاد الأكبر والدعوة والنفير لغزوة العباسية؟ اختلفوا ما شئتم مع المجلس العسكري فقد ارتكب حماقات سياسية لا تعد ولا تحصي, غياب الحس السياسي والإدراك الاستراتيجي لجنرالاته جر علي البلاد خيبات أمل, وادخلنا النفق, الارتباك الذي قاد به المرحلة الانتقالية خلق حرب شوارع وساحات المواجهات وفتن القتل والجرم غير المشهود في مصر حاليا, لكن في المقابل لا تهدموا ولا تحطموا دور ومكانة وزارة الدفاع ومعنويات رجالها, فلا تنالوا من الجيش, الجيش هو خط الدفاع الامامي والخلفي لمصر. أعيب وأتأسف علي الذين يناطحون الصخر ويسعون لشيطانة الثورة عبر تغليب المكايدة السياسية وتصفية الحسابات في الصراع مع المجلس العسكري علي حساب مصلحة الوطن واسقاط الدولة, لمن يسلم المجلس الحكم والقيادة حاليا, هل توقعتم السيناريو المقبل. الآن نطالب كل القوي السياسية اسلامية وثورية المنفلتة من عقالها اهدأوا قليلا وارحموا هذا البلد ولا تسقطوا الدولة, البديل الفوضي الشاملة وحرب الشوارع ومتاريس القتل علي الهوية والاختطاف وحرائق الفتن الطائفية. المزيد من أعمدة أشرف العشري