تتعرض بحيرة ادكو لهجمة شرسة من التعديات بتجفيف وردم أطرافها والاستيلاء علي مساحات كبيرة من مسطحها المائي الحر وتحويلها الي مزارع سمكية في وضح النهار وبقوة السلاح . فضلا عن انتشار الحشائش والبوص في 60 % من البحيرة وغياب أعمال التطهير مما تسبب في تدهور إنتاجها السمكي الي أقل من7 آلاف طن سنويا. ويبدو أن بحيرة ادكو التي تعد من أقل البحيرات الشمالية من حيث المساحة قد سقطت من حسابات مسئولي الهيئة العامة للثروة السمكية, حيث تقلصت مساحتها الي17 الف فدان بعد أن كانت تزيد علي37 ألف فدان وذلك بفعل أعمال التجفيف والردم الواسعة والتعدي علي مساحات كبيرة منها وتحويلها الي مزارع سمكية. ويوضح الدكتور محمد علي منسق ائتلاف شباب إدكو أن التعديات علي بحيرة إدكو لم تتوقف يوما, بل زادت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة التي تراجع فيها دور الأمن, وعلي الرغم من عقدنا أكثر من اجتماع بحضور الدكتور محمد فتحي عثمان مدير هيئة الثروة السمكية, ومدير أمن البحيرة, وصدور57 قرارا بإزالة التعديات علي مساحة تقدر بنحو ألفي فدان ظلت القرارات حبرا علي ورق ولم تجد طريقها للتنفيذ. ويطالب بتطهير بحيرة إدكو أسوة ببحيرة البرلس, الي جانب تطهير ميناء الصيد بالمعدية الذي يعاني الإطماء الشديد وتراكم الرمال التي تجلبها التيارات المائية في قاعه. أما أحمد السد مسئول جمعيات الصيادين بإدكو فيقول: في الوقت الذي اعتمدت فيه الهيئة العامة للثروة السمكية مبلغ42 مليون جنيه لتطهير بحيرة مريوط ومبالغ أخري لبحيرة البرلس لم تحصل بحيرة إدكو علي الفتات من الاعتمادات مما جعل الحشائش والبوص تغطي60% من مساحتها وأصبح من الصعوبة بمكان علي الصيادين الدخول بمراكبهم الصغيرة في هذه الأحراش حيث يصعب السير فيها تماما مما يدفعهم الي الالتفاف حولها وتدهور إنتاجها السمكي بشكل ملحوظ. ويشير الي وجود57 حالة تعد صارخة علي مساحة تزيد علي ألفي فدان صدرت لها قرارات إزالة منذ عام, وتتركز في مناطق كوم بلاج و حسن و الطرفاية, و كوم غطاس التابعة لمركز أبوحمص وباب الكريم, ووجه الخليج لكن لم تنفذ تحت ذريعة الدراسات الأمنية, ويشير الي عشرات التعديات الأخري التي إستولي أصحابها علي مساحة تزيد علي5 آلاف فدان. ويؤكد أنه توجد الآن خمسة حفارات محمولة علي صنادل, قامت بالنزول الي بحيرة ادكو في غفلة من شرطة المسطحات المائية, وتقوم بعمل جسور خاصة في ظل انخفاظ غاطس البحيرة الذي لا يزيد علي130 سم, تمهيدا لجلب ماكينات الري, وشفط المياه وتحويلها فيما بعد الي مزارع بالمخالفة للقانون, ويتابع قائلا: للأسف لا يمكن لأحد الاقتراب منها حيث يقوم اصحابها بحراستها ليل نهار ويطلقون النار علي كل من يحاول الاقتراب منهم. ويؤكد أن هناك أكثر من15 ألف صياد يعتمدون كليا علي بحيرة إدكو في الصيد وتعد مصدر رزقهم الوحيد, ومع إهمال البحيرة وانتشار الحشائش والبوص بها أصبحوا مهددين بالتشرد والضياع بعدما تقلصت المساحات المتاحة للصيد الحر. ويقترح السيد تطهير البحيرة من البوص والحشائش وورد النيل عن طريق عمل مناقصة بين الشركات وأصحاب مصانع الطوب لتعميق البحيرة واستغلال نواتج الحفر الطينية في صناعة الطوب, موضحا أن ثمن الحمولة الواحد يصل الي100 جنيه, ومن الممكن أن تحصل المحافظة علي10 جنيهات منها, وعليه يتم تعميق قاع البحيرة ليصل الي أكثر من مترين ونصف المتر بما يسمح بتنمية إنتاجها السمكي ومضاعفته. وكشف أن بحيرة إدكو لم يعد فيها سوي أسماك البلطي والقراميط, بعد أن اختفت تماما أسماك البوري والقاروص, والبياض, والحنشان, بسبب عدم التطهير وإلقاء الصرف الصحي في البحيرة. وعن مشكلة أبراج الكهرباء يقول السيد: رفعنا قضية علي شركة كهرباء أبوقير التي ضربت عرض الحائط بقانون حماية البيئة وأنشأت32 برجا لحمل أسلاك الضغط العالي, وقامت بعمل سدود وامتدادات بأطوال تترواح بين300 و400 متر في عرض البحيرة لكل برج, حيث حصلنا علي حكم المحكمة بقبول الدعوي وإلزام الشركة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بنا خاصة أن الشركة استخدمت الحجر الجيري في أعمال الردم مما أدي الي نفوق أطنان من الأسماك من كوم بلاج السميكة حتي منطقة كوم الطرفاية بالمعدية. أما أيمن زيتون أحد صيادي إدكو فيشير الي سابقة إصدار الهيئة العامة للثروة السمكية للقرار رقم600 لسنة2009 الذي ينص علي إنشاء حد فاصل بين المزارع السمكية والمسطح المائي الحر للبحيرة, بما يمنع أصحاب المزارع من الاستيلاء علي مساحات إضافية من البحيرة, ويوضح أن القرار كان كفيلا بالحد من التعديات, لكن للأسف لم يجد طريقة للتنفيذ.