خبراء التعليم‏:‏ مراجعة كاملة للمؤسسة التعليمية‏

المؤسسة التعليمية هي أضخم تشكيل في جسم الأمة ويجب ان نضعها في المقام الأول في خطتها للنهوض‏,‏ والتي تكتمل بالانفاق عليها بالحجم اللائق والاهتمام الشديد بها وإذا نظرنا إلي تحضر وازدهار الأمم نجد أنها مهتمة بالعلم والتعليم والعلماء.
وتوضح الدكتورة أسماء الجيوشي أستاذ الاعلام بكليه الآداب جامعه المنصورة ان تطوير التعليم يتطلب عناصر بشريه مبدعة قادرة علي الابتكار والتطوير, وضرورة ان نبدأ بالتركيز علي العنصر البشري والاهتمام به لان الاستثمار في هذا العنصر من أولويات خطط تنميه ونهضة المجتمع وهذا يتطلب بدوره التركيز علي التنشئة الاجتماعية للفرد أولا ثم تنمية مهارات التعلم والابتكار لديه ثانيا وذلك بجميع مراحل التعليم منذ التحاق الطفل بالروضة حتي مابعد الجامعة.وتؤكد أن تحديث المناهج التربوية التعليمية وتطهيرها من القيم الفردية وبث روح الفريق في منظومة العمل مع إتقانه المستمر والاهتمام بالمعلم الإنسان وإعطائه حقوقه المعنوية والمادية ورفع شأنه وقيمته في المجتمع من خلال تغيير ثقافة المجتمع تجاه الوظائف وتهيئته نفسيا وعلميا ليمارس العملية التربوية التعليمية بشكل متكامل متقن هو أساس نهضة الأمة حيث في اليابان يفوز واحد فقط من بين كل خمسة يابانيين يتقدمون لمهنة التدريس بشرف المهنة وامتيازاتها المعيشية, وقد أدي ذلك إلي الحفاظ علي مستوي نوعي متفوق للتعليم.
وتضيف الدكتورة إيمان عبدالعزيز خيري باحثة بالمركز القومي للبحوث أنه يجب علي الدولة وضع خطة حضارية واضحة المعالم والغايات تتفق عليها الصفوة المثقفة والعقول الواعية مع الأجهزة الرسمية في الدولة, لأن مثل هذه الخطة ستكون بغير قيمة إذا انطلقت من غير أحلام الأمة أو انبثقت عن جهة غريبة عنها ولا بد من أن تصبح الخطة التعليمية جزءا عضويا من الخطة الحضارية للأمة, بحيث تتمثل في مفرداتها روح هذه الخطة ويكون محققا لها وموصلا إليها, لذلك لابد من مراجعة شاملة وتصحيح أساسي في المضمون والأسلوب, فأما في المضمون فتجدر مراجعة كل الجزئيات لتعاد صياغتها بما يخدم التوجه الجديد, وأما في الأسلوب فلا بد من نبذ الأساليب التلقينية التي تعطل ملكة التفكير وتشل القدرة علي الإبداع ولا ينبغي ان يكون المطلوب من الطلاب استظهار معلومات لا يلبثون أن ينسوا أكثرها عن قريب, بل تنمية حاسة التعلم, وتطوير القدرة علي البحث, وتعليم التفكير, وتنمية الإبداع والابتكار, أما تركيز التعليم علي تقديم المعلومات بمعزل عن تربية القيم فسوف يقود إلي إجهاض الخطة برمتها وتفريغها من محتواها لتصبح شبحا بغير روح ولعل هذا التأكيد لا يكون غريبا علي المؤسسة التي آثرت أن يكون اسمها وزارة التربية والتعليم ولم يقتصر علي التعليم فقط.