لقى خبر رحيل الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل اهتماما بالغا فى وسائل الإعلام الألمانية وتناقلته أبرز الصحف هنا، مع تعليقات لها سواء فى نسخاتها المطبوعة أو الإليكترونية، وأجمعت على وصف الأستاذ بأنه أحد أهم الكتاب السياسيين فى العالم العربى وأوسعهم شهرة وتأثيرا. ووصف التليفزيون الألمانى الأستاذ هيكل بأنه كان رئيسا لتحرير أعرق صحيفة عربية، وهى الأهرام، وأنه كان وثيق الصلة بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر ولعب دورا مهما فى تأمين انتقال السلطة إلى الرئيس السادات بعد وفاة عبد الناصر، وأشار التعليق إلى أن هيكل اختلف مع السادات فيما بعد. وكتبت صحيفة «فرانكفورتر الجماينة» أن هيكل كان رئيسا لتحرير صحيفة «الأهرام» ما بين 1957 و1974، وهى الصحيفة ذات التأثير فى العالم العربي، وأشارت إلى تقلده منصب وزير الإرشاد القومي، وكذلك منصب وزير الخارجية لمدة أسبوعين فى عهد الرئيس عبد الناصر، غير أنه تعرض لسخط الرئيس السادات فيما بعد حيث دخل السجن. وقالت الصحيفة الألمانية أن هيكل ظل حتى وفاته مراقبا ناقدا لمجريات السياسة فى مصر والمنطقة العربية، وأن كتاباته غزيرة حول التاريخ المصرى والتحولات السياسية ومن أبرزها كتابه "خريف الغضب قصة بداية ونهاية عصر أنور السادات"، كما قدم على قناة الجزيرة برامج حول القضايا السياسية والتاريخية. وأبرزت صحف "دى فيلت" و"هامبورجر ابندبلات" و"مورجنبوست" و"دى تسايت" خبر رحيل الكاتب الكبير الذى وصفته بالصحفى المخضرم وثيق الصلة بدوائر السياسة وصنع القرار فى مصر والمنطقة العربية ورئيس تحرير أقدم صحيفة عربية واعرقها وهى صحيفة الأهرام لفترة طويلة. وتجدر الإشارة إلى أن الوثائق الخاصة بالسياسة الخارجية الألمانية فى الستينيات كشفت عن لجوء المستشار الألمانى الأسبق كورت كيزينجر لهيكل فى إطار جهوده للمصالحة مع القاهرة واحتواء أزمة الدبلوماسية مع ألمانياالغربية بسبب اعترافها بإسرائيل وتصدير الأسلحة لها، وقد طلب كيزينجر من هيكل استخدام علاقته الوثيقة بالرئيس عبد الناصر حتى لا تطور مصر علاقتها مع ألمانياالشرقية. يذكر أن مجلة "دير شبيجل" الألمانية العريقة أجرت عدة حوارات مع الأستاذ هيكل خلال العقود الماضية.