رغم كل ما يبدو على السطح من مغازلات أو مماحكات تصدر عن مختلف الأجنحة المتصارعة داخل الجماعة وحلفائها فإن الحلم الأكبر لديهم أن تنفتح أمامهم نافذة للعودة مجددا إلى المشهد المصرى بأى شكل ممكن حتى دون استعادة اعتراف الدولة بهم والذى انتزعوه بعد 25 يناير 2011 بما يعنى قبولهم العودة كما كان عليه الحال قبل 25 يناير فى الحصول على شرعية غير مباشرة فى تقديم الخدمات الاجتماعية وممارسة الدعوة فقط ووفق حسابات الدولة المصرية. والذى يدفعنى إلى القول بذلك هو التصعيد فى الخطاب الإعلامى المليء بكل مفردات التطاول والوقاحة والبذاءة ضد الرئيس السيسى تحديدا تحت وهم الاعتقاد بأنه ربما يشكل عناصر ضاغطة على النظام المصرى لإجراء مقايضة بين السماح بعودتهم للمشهد المصرى وبين وقف البذاءات والسفالات التى تصدر عنهم... وهذه فى الحقيقة ليست مجرد أوهام مريضة وإنما هى انعكاس لاستمرار سيطرة الغباء السياسى على من يديرون دفة أمور الجماعة وحلفائها. إن أكثر ما يغيب عن هؤلاء الحمقى أن الأمر لم يعد رهنا بقبول أو رفض الرئيس السيسى ونظامه للمصالحة وإنما هناك إرادة شعب تقول بعد كل الذى جرى من إرهاب وعنف إنه قد يكون مفهوما ومقبولا أن يتجنب الشعب المصرى فكرة الاجتثاث والإقصاء الكامل لمن يعتنقون فكر الجماعة داخل صدورهم وعقولهم ولكن الذى يصعب فهمه أو قبوله هو الذهاب إلى أى نوع من التصالح مع الجماعة ككيان إرهابى محظور أو حتى مع أى فرد ينتمى للجماعة أو يتعاطف معها وسبق له التورط فى سفك دماء المصريين وتدمير ممتلكاتهم الخاصة ومؤسساتهم العامة. ويعزز من صحة ما أقول به أنه لا شيء تبدّل عمليا فى سلوك الجماعة وحلفائها منذ 30 يونيو 2013.. لاشيء تبدّل سوى مزيد من الجرائم الإرهابية بالتوازى مع نشاط محموم فى الخارج ليس فقط من أجل تشويه الدولة المصرية وإنما من أجل مزيد من التحريض ضدها بكل أدوات الكذب والافتراء... وليست حملتهم الإعلامية الشعواء والمجنونة حول مقتل أحد الشباب الإيطاليين فى مصر سوى عنوان يجسد كراهيتهم لهذا الوطن من خلال خطاب إعلامى يتضمن أكاذيب حول الإفلاس المالى والجوع المائى وكل ما فى قاموس التشكيك حول قدرة مصر وإمكاناتها ومكانتها... ولكن بئس ما يفعلون! خير الكلام: لكى تعيش فى نعيم احذر من مصادقة اللئيم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله