لست أقصد فقط بهذا العنوان هذين الشابين اللذين أقدما علي فعل فاضح بنفخ الواقيات الذكرية وتقديمها إلي جنود الشرطة المصرية في عيدهم وإنما أقصد أساسا كل من انبري للدفاع عن هذا السلوك المنحط واعتباره ممازحة من شباب 25 يناير الذين ينبغي - علي حد تبرير المدافعين عنهم - استيعاب تصرفاتهم البذيئة والتي تجددت مرة أخري بهتافات وسلوكيات بالغة الوضاعة وقليلة الحياء باسم ذكري ضحايا مجزرة ستاد بور سعيد! إن هؤلاء الكبار الذين سارعوا لتبرير هذه السفالات هم المتهمون الحقيقيون بزرع هذه الأفكار المجنونة في عقول الصغار منذ لحظة احتضانهم ومباركتهم لكل التجاوزات السمجة التي طالت منذ 25 يناير 2011 كل زعماء ورموز مصر تشويها وتجريحا فلم يسلم من أذاهم أحد بدءا من سعد زغلول ومصطفي النحاس ووصولا إلي جمال عبد الناصر وأنور السادات قبل أن ينكشف الغطاء تماما في ستاد مختار التتش قبل أيام بالهتافات البذيئة ضد مؤسسات الدولة ورموزها الوطنية وعلي رأسهم المشير محمد حسين طنطاوي الذي قاد سفينة النجاة بمصر من أخبث مؤامرة! وعلي عكس ما أراده المدبرون والمنفذون لكل هذه الوقائع الخسيسة فإن الشعب المصري في مجمله رفض هذه السلوكيات الوضيعة وأبدي تعاطفا واسعا لم تكن الدولة المصرية تحلم بمثله لأن الوعي الجمعي للمصريين أدرك بعد المسافة بين ثقافة السخرية التي يجيدها المصريون بالنكتة وبين الهبوط إلي هذا الدرك السحيق من النطاعة وسوء الخلق. إن 25 يناير 2011 كان يوما نبيلا في دوافعه ووقائعه قبل أن يركب لصوص السياسة هذه الموجة الشبابية البريئة ويلوثوا روح النقاء الثوري لشباب الوطن بمطامعهم الدنيئة ويدفعون بهم إلي جب التدني والتطاول لإهانة كل من يختلف معهم أو يسعي لتنبيه الشعب بشأن خطرهم استنادا إلي سابق تاريخهم في المناورة والمزايدة بل وتاريخهم في العنف والتطرف والإرهاب! وياللمفارقة أن ينبري للدفاع عن الوقاحة والسفالة والبذاءة والندالة من يوهمون الناس منذ سنوات بأنهم حماة الفضيلة ويسعون لخطاب ديني حميد وبذلك كشفوا المزيد من المستور وأكدوا مجددا أنهم أعداء للدولة المصرية ككل وأعداء للجيش والشرطة والقضاء في المقام الأول... وبئس ما فعلوا ومازالوا يفعلون إفكا وكذبا وافتراء! خير الكلام : وأذا أصيب القوم فى أخلاقهم.. فأقم عليهم مأتما وعويلا! ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله