لم أجد تعبيرا أكثر تهذيبا في مخاطبة من يصدعون رؤوسنا كل يوم باعتبارهم القوي السياسية الفاعلة المعبرة عن الدولة المدنية والطامحين – وطموحهم مشروع – في اعتلاء سدة الحكم سوي القول: أين أنتم مما يجري في جامعات مصر من مهازل ترتدي زورا وبهتانا ثياب الحق في التظاهر.. أين هي القواعد الجماهيرية لتلك القوي السياسية بين صفوف طلاب الجامعات ولماذا لا تعبر عن نفسها بشكل إيجابي بإقامة الندوات والمهرجانات والمعارض التي تفضح سلوكيات التخريب والفوضي التي تمارسها القواعد الطلابية المنتمية للجماعة وأنصارها؟ إن هذا الصمت المريب من جانب القوي السياسية المدنية التي تسيطر علي شاشات الفضائيات وصفحات الصحف ليس له من تفسير سوي أمرين.. إما أن هذه القوي راضية عما يجري وذلك أمر أشك فيه كثيرا لأنه يتصادم مع توجهاتها ويعرقل طموحاتها أو أن هذه القوي لا تملك قواعد جماهيرية قادرة علي الفعل والتأثير علي الأرض وأن هذه القوي مجرد أصوات زاعقة تتصدر المشهد السياسي والإعلامي لمجرد توافق خطابها الإعلامي والسياسي مع ما يختلج في نفوس الأغلبية الصامتة التي فقدت ثقتها في كافة التيارات السياسية ولا تري في أحلامها سوي الوطنية المصرية الخالصة المتمثلة في شخص الفريق أول عبد الفتاح السيسي ورفاقه العظام من قادة المؤسسة العسكرية. أقول بكل الوضوح:إن سلبية هذه القوي السياسية المدنية كأحزاب وتيارات وجبهات تحمل العديد من المسميات أمر لم يعد مقبولا ولا كافيا في مواجهة هذه الهجمة الشرسة التي تهدد استقرار الوطن من خلال مظاهرات الفوضي والتخريب المحتمية بحصانة الحرم الجامعي والممولة بفوائض خزائن الجماعة وحلفائها! أيها السادة كفي صمتا عما يجري وإلا فإن عليكم أن تصمتوا عن أي حديث حول حقكم في ملء الفراغ وتثبيت دعائم الدولة الديمقراطية المدنية المرتقبة! ***خير الكلام: عنوان الشجاعة في تلازم القول مع العمل! http://[email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله