لاشك فى أن تنامى إحساس الجماعة بالفشل والعجز عن وقف طوفان التأييد الشعبى الداعم لاستمرار مسيرة استكمال خارطة المستقبل والذهاب إلى المحطة الثانية والرئيسية بعد أسابيع قليلة لانتخاب رئيس جديد للبلاد هو الدافع الأساسى وراء سلسلة العمليات الإرهابية الطائشة فى الأيام الأخيرة لأن حسابات الجماعة وحلفائها ترتكز إلى ثقافة جهولة يعتقدون من خلالها أن خيار التراجع قد فات أوانه ومن ثم لم يعد أمامهم سوى خيار واحد لحفظ ماء الوجه وهو خيار الإزعاج! نحن أمام جماعة تلقت فى الأسابيع الأخيرة صدمات متتالية فى الساحة الدولية التى كانت تراهن عليها فإذا بها أمام تحولات ليست على هواها فى الموقفين الأوروبى والأمريكى قبل أن تحل عليها صاعقة الرفض لمطلب إحالة الملف المصرى إلى المحكمة الجنائية الدولية وقد انعكس هذا الفشل فى الساحة الدولية تلقائيا على وضع الجماعة فى الداخل حيث خفت صوتها وازدادت عزلتها وانكشف عمق الالتباس عند المستوى القيادى لها لينحدر الخطاب السياسى من سقف المطالبة بعودة الشرعية ومحاكمة من تورطوا فى صنع ثورة 30 يونيو وقرارات 3 يوليو إلى سفح المناداة بالتعامل مع ضرورات الأمر الواقع فقط! وأغلب الظن أن تزايد حجم الانفاق للإكثار من حجم ونوعية عمليات الإزعاج فى الفترة المقبلة وحتى موعد انتخابات الرئاسة لا يدل فقط على وجود مصادر تمويل جديدة بعضها لم يكن معروفا من قبل وإنما يعكس وجود تيارات متعارضة داخل الجماعة دخلت فى اختبارات قوة مع بعضها البعض ويرجح أن سلاح المال الذى تراهن عليه دويلة عربية مدعوما بآلات التحريض الإعلامية يريد أن يكسب معركة خيار الإزعاج!. وأزمة هؤلاء الحمقى تراها بوضوح على شاشات الجزيرة المتعددة مستخدمين فى ذلك بعض المرضى النفسيين من مطاريد السياسة والإعلام فى مصر الذين يروجون لخيار الإزعاج بالزعم بأن الشارع السياسى المصرى يغلى وأن المظاهرات لا تنقطع وأن العنف يتزايد وأن الانفجارات الإرهابية من صنع الأجهزة الأمنية!!. خير الكلام: عندما يستيقظ العقل تتضاءل الأزمة وتنشط الهمة وتنزاح الغمة!. لمزيد من مقالات مرسى عطا الله