مازالت جماعة الإخوان تصر علي السباحة ضد التيار. وترفض الاعتراف بأخطائها وفشلها في إدارة شئون البلاد أيام رئيسها المعزول. والأدهي من ذلك مازال بعض قيادات وأفراد الجماعة يرتكبون المزيد من الحماقات. بل والجرائم ضد أبناء الشعب المصري. وهو ما يفقدهم الكثير من رصيدهم الذي أوشك علي النفاد في الشارع السياسي. ففي الوقت الذي تابع فيه العالم أجمع عملية تحرير كرداسة من معاقل الإرهاب الأسود. وكيفية تعامل قوات الأمن والجيش خلال العملية بحرفية كبيرة. لدرجة أنه لم يسقط قتيل أو حتي مصاب واحد في العملية من أهالي كرداسة. أو حتي المطلوبين والإرهابيين. بل علي العكسر تماماً كان القتيل الوحيد في العملية هو الشهيد اللواء نبيل فراج. وكذلك المصابون كانوا بين ضباط وجنود الشرطة. ومع ذلك خرج علينا الإخوان وأتباعهم عبر الفيس بوك وقنواتهم الفضائية المغرضة بالعديد من الافتراءات والأكاذيب لدرجة ادعائهم بأن الشهيد البطل نبيل فراج قُتل بواسطة أحد زملائه. بل ذهب خيالهم المريض إلي اتهام أحد مراسلي القنوات الفضائية بالتورط في هذه الجريمة. طبعاً هذه الأكاذيب والافتراءات ليست جديدة علي جماعة تخصصت في الخداع والكذب علي الشعب من اليوم الأول لوصولها للسلطة. بل وقبل ذلك بكثير. ولكن كانت هناك غشاوة علي أعين المصريين ساهمت في نجاح الإخوان في خداعهم باسم الدين. والحمد لله زالت هذه الغشاوة. وانزاحت الغمة بعد ثورة 30 يونيه. وانكشف الإخوان وأتباعهم. وفشلت مخططاتهم لبيع الوطن وتقسيمه. الشيء الغريب أن عملية تحرير كرداسة من الإرهاب لم تشهد سقوط أحد من قيادات الإخوان وأتباعهم. ومع ذلك خرجت مسيراتهم ومظاهراتهم تدين العملية وتصفها بأنها عملية غزو لكرداسة بعد غزو دلجا بالمنيا.. وأنها تمثل استمراراً لما وصفوه بالانقلاب العسكري في 30 يونيه. ومازالوا في أوهامهم وتخيلاتهم المريضة. متناسين الملايين التي نزلت لجميع ميادين وشوارع مصر للمطالبة بإنهاء حكم الفاشية الإخوانية. وعزل رئيسهم الملاكي الذي كشف منذ اليوم الأول من توليه مقاليد الحكم أنه رئيس الإخوان فقط. بل مجرد ممثل لهم في قصر الرئاسة. ولا يملك من الأمر شيئاً. وإذا عدنا إلي عملية كرداسة فنجد أنها ليست فقط السبيل الوحيد لتحرير كرداسة وشعبها من الإرهاب والجرائم. بل الأهم من ذلك أن يتم تحرير عقول أبنائها من الغزو الفكري والثقافي لمثل هذه الجماعات المتطرفة التي لا تؤمن بالدولة أو الوطن. وتستهدف في المقام الأول تضليل النشء والشباب. وملء عقولهم بالأفكار المتطرفة التي تدعو إلي مناهضة أي قوي أو مؤسسات تقف ضد تنفيذ مخططاتهم وأهدافهم الشيطانية. وللأسف يستخدمون في ذلك الدين. ويدعون كذباً أن من يخالفهم يقف ضد الإسلام والمسلمين. في النهاية.. ألف تحية للشهيد البطل نبيل فراج. وخالص العزاء لأبنائه وأسرته. بل لمصر كلها بوصفه ابناً باراً قدم روحه طواعية من أجل أمنها واستقرارها ونحتسبه عند الله شهيداً. وأن يُحشر مع الصديقين والشهداء والصالحين.. إن شاء الله.