«يعنى إيه كلمة وطن».. يبدو أن البعض ما زال لا يعرف الإجابة الصحيحة لهذا السؤال.. وبالتالى قرر رجال الشرطة والجيش الإجابة عملياً بأرواحهم وليس بالكلام، كما يفعل البعض.. لقد أعطى رجال الدولة درساً جديداً لهواة «المياعة» عندما يصرون على استرداد مؤسسات الدولة وهيبتها ويدفعون دماءهم ثمناً لذلك، بينما البعض ما زال يمارس هوايته فى الانتقادات المدمرة للجيش والشرطة بدلاً من مساندتهم فى معركتهم ضد الإرهاب. لقد سقط أمس اللواء نبيل فراج مساعد مدير أمن الجيزة مع بدء عمليات تحرير كرداسة وهو يطلب الشهادة وسط رجاله، لم يفعل مثل قيادات الإخوان الذين حرضوا شبابهم على المواجهة ثم فروا هاربين، بل وتنكروا بحركات صبيانة، بينما يتقدم ضباط الجيش والشرطة الصفوف فى المواجهة لأنهم يؤمنون بالدفاع عن «وطن» اغتصبه الإرهابيون، وانهاروا حينما استعاده الشعب المصرى فقرروا عقابه بالإرهاب، ويكذبون كعادتهم ويرفعون شعار «السلمية» التى انكشفت فى كل أعمال الإرهاب سواء ضد ضباط قسم كرداسة أو غيرهم على طول البلاد وعرضها، لدرجة أن الإخوان أصبح عليهم ثأر فى كل قرية بمصر، بدليل أن الأهالى يرفضون مشاركتهم فى الجنازات. اللواء الشهيد نبيل فراج ابن محافظة سوهاج الذى تعلم فى الصعيد معنى الشهامة وتعلم فى مؤسسة الشرطة يعنى إيه كلمة «وطن»، بينما بعض الفلاسفة و«المتحذلقين» يمارسون هواية الطعن فى الجيش والشرطة على بعض الشاشات أو ينتقدونهم بدون علم، وكأن مصر أصبح بها 90 مليون خبير أمنى، رغم أن هذا الجهاز أثبت بعد ثورة 30 يونيو كفاءة كبيرة فى مواجهة الأخطار ضد «الوطن» رغم مروره بأزمة «ترهل» قبل 25 يناير وحملة «انهيار» وعدم تدريب قبل 30 يونيو، لكنه أكد رجاله أن مصر لديهم أهم وأغلى من أرواحهم. لقد استشهد «فراج» بعد أن أدى صلاة الفجر مع أولاده ولحق ب«عامر» و«محمد» و«فؤاد» و«جرجس» و«صابر» وغيرهم ممن تجاوزوا كلام النخبة المايعة، وقرروا الدفاع عن الوطن بالدم وليس بالكلام.. لقد ذهب اللواء فراج ساعياً لاستعادة الدولة وطالباً حق زملائه الشهداء.. فاستشهد.. ربنا يرحمه.