لقد حبس المؤلف نفسه في سجن اللغة قاطعا صلاته بالعالم من حوله حتي فقد قدرته علي التمتع بملذات الحياة البسيطة. ثم ها هو ذا في لحظة معينة لا يستطيع أن ينهي كتابة رواية. إنه ينقح, ويبحث, ويشطب, لكن بلا جدوي. وأمام رعب بياض الأوراق, يستسلم للتفكير في اللحظة الراهنة, غارقا في تأملاته الليلية وذكرياته بعبارات بسيطة التركيب, وخالية من الزخرفة. وبشفافية البوح الصادق, يستعيد العزلة والعذاب ومصارعة الموت, متسائلا عن ماهية الكتابة وجدواها لديه( كإنسان) ولدي آخره( ككاتب), شارحا بعض الاستراتيجيات في صراعه مع هذا الآخر; قرينه الذي يمتلك في الوقت ذاته هوية خاصة غير قابلة للتحول. يندرج الكتاب ضمن تقليد أدبي راسخ في الثقافة الغربية يجعل من استحالة الكتابة موضوعا للتأمل, غير أن تجربة المؤلف الاستثنائية, وذكاء التحليل, وروعة الأسلوب, وخصوصية اللغة تمنح الكتاب طابعه الفريد, وقدرته الفائقة علي التأثير تأليف: كارلوس ليسكانو- ترجمة: نهي أبوعرقوب- صدر عن مشروع كلمة للترجمة