منذ أربع سنوات تقريبا أنشئت دار الكتب خان كي تنشر الإبداعات الجديدة, وقد طرح مؤسسوها علي أنفسهم سؤالا: كيف نحصل علي الكتب الجيدة, خاصة بعد أن انتشرت الكتب الرديئة؟ فكان الرد إنشاء ورشة إبداع كحل عملي لهذه القضية, من خلال احتضان المبدعين الجدد, والأخذ بأيديهم في خطواتهم الأولي بعالم الأدب. ذهبت الأهرام لمعاينة هذه التجربة الفريدة التي تجري فعالياتها في هدوء ورقي يفتقدهما الكثير من منتدياتنا ومحافلنا الأدبية, والتقينا مع السيدة كرم يوسف مديرة الورشة الإبداعية لنتعرف منها علي آليات العمل ونستطلع آراء أعضاء الورشة ومدي إفادتهم منها. تقول السيدة كرم مؤسسة الدار: في مساء كل أربعاء يجتمع عدد من الشبان والشابات علي مائدة واحدة ليناقشوا النصوص التي طرحوا أفكارها في البداية وعلي كتابتها مع المبدع ياسر عبداللطيف المشرف علي ورشة الرواية, أو د. أحمد الخميسي المشرف علي ورشة القصة, وقد ساعدت الورشة الكثيرين علي طرح أفكار جديدة مبتكرة وتحسين أسلوبهم في الكتابة عن طريق قراءة ما يكتبون علي المشرف وبقية أعضاء الورشة الذين يقومون بدورهم في المناقشة واقتراح الحذف أو الإضافة, وتطوير تكنيك الكتابة, وقد انتجت الورشة حتي الآن مجموعة قصصية مختارة من كتابات الأعضاء تمت تصفيتها من بين35 نصا وهي بعنوان السابعة والنصف مساء الأربعاء, وثلاث روايات, الأولي بعنوان كوكب عنبر لمحمد ربيع, والثانية بعنوان باقي من الزمن90 يوما لمني محب, والثالثة بعنوان حبا وكرامة لصالح حامد, وذلك من جملة خمس روايات كانت قد طرحت للمناقشة في الورشة. واستطردت السيدة كرم قائلة: تستعين الورشة بعدد من المراجع ونماذج مختارة من الإبداعات العالمية كمرشد للأعضاء, وهناك ورشة أخري متخصصة في كتابة القصة القصيرة باللغة الإنجليزية بإشراف السيدة مارشا, كما أن كل الكوادر الفنية بالورشة متطوعة بوقتها وجهدها وخبرتها دون أي مقابل, وسنقوم بطباعة ونشر إبداعات الشباب بدون مقابل, ولدينا موقع علي الإنترنت وصفحة علي الفيس بوك للتواصل مع الشباب وتزويدهم بتجارب الورشة أولا بأول, وقد وجدنا صدي طيبا تمثل في7 آلاف متعامل يرغبون في معرفة أجندتنا ومتابعة أخبارنا. وتساءلت عن وجود سبل للتعاون مع المؤسسات الثقافية؟ نحن نرحب بالتعاون مع أي مؤسسة ثقافية لتدعيم الورشة مع الحفاظ علي استقلالنا وخصوصيتنا, ونسعي للحصول علي منحة المجلس القومي للترجمة بعد أن حصلنا علي حقوق طبع ترجمة كتاب الخماسية الإسلامية. أما أميرة نعيم أبو طالب( عضوة في الورشة) فتقول: فكرة الكتابة كانت تراودني, لكن مسألة الالتزام كانت تنقصني, ووجدتها في ورشة الإبداع بالكتب خان, قابلني تشجيع ودفعة للامام من خلال كتابة تجاربنا, أنا وزملائي بحي المعادي, ثم يتم تحويل الكتابة عن المكان إلي البوح بالمشاعر الخاصة ولحظات السكينة والهدوء ووجدنا أنفسنا نكتب قصصا قصيرة دون أن ندري, وفوجئنا بأنها ستنشر, وكانت مفاجأة سارة. وأضافت أميرة: الورشة ساعدتنا علي إعادة ترتيب الفقرات مما جعل القصص إنسانية وأكثر رشاقة, ولاشك أنه لولا الورشة ما كنت كتبت وفكرت في العمل الأدبي. ومحمد ربيع( مهندس) يقول: كنت دائما أرغب في كتابة رواية ولدي مدونات, وبعد أن ساعدتني الورشة علي كتابة روايتي الأولي التي ستنشر قريبا في جو من الصداقة والود, أعتقد أنني أصبحت قادرا علي كتابة رواية جديدة بعيدا عن الورشة والاكتفاء فقط بعرضها علي الأصدقاء المقربين لي, وسألتحق بورشة أخري بداخل الكتب خان لإتقان الكتابة التاريخية.