كلنا تقشعر أبداننا ويهزنا الحزن حين نسمع عن حادثه أرهابيه أو أنفجار ما ويزيد الألم لدينا وجود شهداء يتركون خلفهم ناس في شدة الحزن عليهم من الفراق,سواء زوجات يترملن أو أبناء وبنات أيتام ومنهم من لم يولد بعد ويكتب عليه اليتم قبل أن يرى نور الدنيا وأمهات ثكالى,وما أصعب هذا الأحساس حين يتخيله أحد و الواقع أشد ألما وحسره. شاء لي القدر أن يكون ضمن صديقاتي زوجة لشهيد, حين أستشهد زوجها ورغم قسوة و مرارة الفراق أحسست أنها تقبلت الوضع لانه قضاء الله و قدره و كانت دموعها ممزوجة بألم الفراق و فرحة و فخر الشهاده,وكانت تعلم أن الله أكرمه بالشهاده التي طالما تمناها وهو أقصى ما يمكن أن يتمنى المرء لنفسه في هذه الحياة,فما ارفعه من وسام وما أشرفها من درجه. الحقيقه تألمنا لها جميعا,فهي شابه وجميله وصغيرة ولديها بنتين صغيرتين, كيف ستواجه غول الحياه وحدها,تخاف علي نفسها أم على بناتها؟ و حاولت مرارا و تكرارا أن أستعير مشاعرها وكم وجدت صعوبة من تخيل الأحساس وكل هذا كان يزيدني دعاءا لها أن يلهمها الله الصبر والقوه على مواجهة الحياه ويعطيها من الجزاء على قدر ما أخذ منها,فزوجها الشهيد لم يكن لها زوجا وحبيبا فقط بل كان سندا وراعيا لها ولبناته ولبيته بكل تفاصيله,كان أمنها وآمانها, فأصبحت بعد كل هذا تصارع الحياه وحدها. وجاءت أحتفالات عيد الشرطه الأخيره و فيها تكريم الرئيس السيسي لأسر الشهداء و طلب الرئيس من صديقتي ريهام فوزي حرم الشهيد المقدم محمد سويلم إلقاء كلمه, والحقيقة ألقت كلمة قصيرة ولكنها قوية وعميقه (الوسام ده غالي على رؤسنا بس هم مش هيقدروا علينا هم فاكرين ان هم خدوا رجالتنا بس ميعرفوش ان احنا ممكن نقضي عليهم وناكلهم عشان ولادنا) كلمه تدل على قوه واصرارا لمواجهة الحياه,تدل على المسئوليه الملقاه على عاتقها بعد فقدها من تستند عليه,كلمه تدل على أحساسها بالفخر بزوجها الراحل, نشرت جميع وسائل الأعلام والتواصل الأجتماعي الكلمه تحت عنوان (ست بميت راجل). مر الوقت وعاشت وتعايشت مع الواقع فالحياه لا تتوقف على وجود شخص وتسير في كل أحوالها ولكنها تصبح باهته بلا طعم ونعيشها بقلب مشتعل شيبا مهما كنا صغارا,ولكن حين آراها ألمح حزن عميق تخفيه خلف أبتسامتها,وخوف من المجهول الذي ينتظرها هي وطفلتيها تخفيه خلف أنطلاقها,ريهام مثلها كثيرات و لكنني اتحدث عن أحساس واقعي لامسته عن قرب. تحية لريهام فوزي زميلتي الصحفية بالأهرام وزوجات الشهداء جميعا اللاتي فرضت عليهن ظروف الحياة قيادة السفينة بمفردهن,وتحية إجلال وتعظيم لأنهن أصبحن العمود الفقري للأسرة وشاء القدر ألا تنعم بحياه زوجيه سعيدة,أعانكم الله و صبركم وأعطاكم من الجزاء علي قدر ما حرمكم منه. و سؤالي لمن تسول له نفسه هذه الأفعال, ماذا استفدت من جعل الأطفال أيتام و النساء أرامل والأمهات ثكالى؟ هل تحقق لك ما تريد؟ هل أحسست بالتغيير الذي تنشده على حساب أرواح بريئه؟ه ل حل مشاكلك من وجهة نظرك مبني على الغدر؟ [email protected] لمزيد من مقالات شروق عياد