أصبح الشك والريبة هاجسا يؤرق المواطنين تجاه ممارساتها أجنبية كانت أو محلية وخاصة بعد أن تجاوز عددها في المحافظة الواحدة الألف جمعية دون إنجازات حقيقية علي أرض الواقع علي الرغم من تلقيها أموالا هائلة بالعملات الأجنبية من جهات وعواصم عديدة حسبما تشير الأوراق الرسمية لكل جمعية علي حدة. كما أن أوجه الإنفاق بالأوراق الرسمية لا تتطابق مع أرض الواقع أيضا مما يشير إلي غياب المتابعة الميدانية التي اقتصرت دائما علي مراجعة الأوراق والفواتير مما جعل أصابع الاتهام تشير إلي إهدار الأموال في هذه أو التربح في تلك. فعلي الرغم من أن هدف الاشهار منذ البداية لأي جمعية أو منظمة كان ساميا أو ينبغي أن يكون كذلك فإنه قد خرج في معظم الأحوال عن مساره الاجتماعي إلي أهداف سياسية لدي البعض وخاصة الأجنبي منها وأخري عبثية لدي البعض الآخر مما جعل المواطن لم يشعر يوما ما بأن هناك نشاطا علي أي مستوي أو في أي مجال وبالتالي كان الرقم الخاص بعدد هذه الجمعيات والمنظمات في أي محافظة صادما وهو ما يحتم إعادة النظر في طريقة إشهار هذه الجمعيات وفي طريقة الرقابة علي أدائها في الوقت نفسه. (مراسلو الأهرام) في المحافظات رصدوا هذه القضية الخطيرة من واقع أرقام وحجم التمويل وطرق الانفاق. كما سجلوا رأي رجل الشارع أيضا في محاولة لتدارك الأمر قبل أن يخرج عن السيطرة وإن كان يبدو أنه قد خرج بالفعل. زواج شباب الأقصر من عجائز أوروبا... بداية المأساة الاقصر رانيا عبدالعاطي: بالطبع كان لمحافظة الأقصر نصيبها من القاهرة التمويل الأجنبي, للمنظمات الأهلية سواء في اقامة مؤتمرات أو ورش عمل في مجال التعريف بالدايمقراطية وبتوعية المرأة والتوعية بالانتخابات, التي غالبا ما كانت تتكرر بها الوجوه ويكون في كثير من الأحيان الحافز المادي الذي يحصل عليه المتدرب هو احد الاسباب الرئيسية لحضور تلك الدورات. فالاقصر سواء قبل الثورة أو بعدها لايمر عليها شهر واحد دون أن نسمع عن قيام جمعية ما بعمل ورشة عمل أو دورة تدريبية في أي مجال وكان اخرها ورشة يمتد دائما اقامتها إحدي المنظمات الأجنبية كانت تتحدث عن البيئة الا أن الحاضرين للورشة افصحوا عن أن الحديث بها لم يكن قاصرا علي البيئة فقط بل كان يتطرق إلي أوضاع السياسية التي تعيشها مصر ولكن الناشط الاكبر دائما كان المنظمات الحقوقية فقبل عام واحد من اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير سافر عدد من شباب الاقصر للتدريب مع إحدي المنظمات ويقول, عبد المعاطي علي أحمد عضو الاتحاد الاقليمي للجمعيات أن هناك عددا ضئيلا من الجمعيات التي تقوم بتقديم خدمات للمجتمع المحلي إلا أن عددها قليل مقارنة بالرقم المسجل بالفعل لجمعيات الاقصر والتي يصل عددها الي497 جمعية و11 مؤسسة كما ان هذا الرقم لا يعكس تنمية حقيقية علي أرض الواقع مدينة إسنا علي سبيل المثال صاحبة نصيب الاسد في عدد الجمعيات الاهلية بها حيث يوجد بها154 جمعية ورغم ذلك فقراها من القري الاكثر فقرا علي مستوي الجمهورية وهناك علامة استفهام دائرة دائما حول الجمعيات والمنظمات التي تعمل في مجال العمل السياسي بشكل مباشر فعلي الرغم من وجود مواد في القانون تمنع قيام الجمعيات بممارسة أي عمل سياسي إلا أننا وجدنا أن العديد منهما كان يقوم بعمل دورات تدريبية وورش عمل للتوعية السياسية والتمويلات كانت تنقل بصورة غير مباشرة. ولكن للاسف لم يكن هناك رقابة فالاتحاد الاقليمي للجمعيات الأهلية لايملك القيام بدور المراقبة أو المتابعة ويقتصر دوره علي تسجيل العقبات والمشكلات التي تواجهها الجمعيات ومعظمها تكون مشاكل روتينية في تعاملاتها مع مديريات التضامن والاجهزة الحكومية. علي جانب آخر يقول منير العماري وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بالأقصر: لدينا عدد من المؤسسات الأهلية ولطبيعة محافظة الأقصر ومدينة الاقصر بشكل خاص قام بإنشائها أجانب مقيمين بالأقصر بالتعاون مع مصريين ولذلك فهي تتلقي تمويلات من الخارج وهناك رقابة علي التمويل الذي ياتي لها فلا يمكن اضافة أي مبالغ تأتي اليهم من الخارج في الحساب الخاص بهم في البنك الا بعد موافقة التضامن الاجتماعي. علي جانب آخر رصدت الأهرام ظاهرة تنتشر بالأقصر وهي زواج عجائز أوروبا من شباب الاقصر والظاهرة معروفة في قري معينة خاصة في البر الغربي, ومنذ حين لآخر نسمع في الاقصر عن سيدة اجنبية مسنة يصل عمرها الي السبعين متزوجة من شاب لا يزيد عمره علي25 سنة وتقوم هذه السيدة بممارسة نشاطها في القري الصغيرة عن طريق مؤسسات أو جمعيات يتم اشهارها في التضامن الاجتماعي تعمل جمعيها بشكل قانوني لنجد أن معظم تلك الجمعيات والمؤسسات تقوم بانشاء موقع خاص لها علي شبكة الانترنت ودائما ما تكون باللغة الانجليزية فقط يتم من خلاله نشر صور لمنازل فقيرة بالأقصر والفتيات وصبيان في حالة شديدة من الفقر لتصاحب هذه الصورة عدة سطور تتحدث عن مدي الفقر الذي تعاني منه تلك الأسر في دعوة من أصحاب المؤسسة ليقوم زائر الموقع بالتبرع لأبناء الاقصر وهذا بالطبع مع وجود ارقام حساب يتم التبرع من خلالها لتنهال التبرعات علي تلك المؤسسات التي تواجه اتهامات من أبناء الاقصر بان تلك التبرعات لا تصل الي اصحاب تلك الحالات علي الرغم من قيام أصحاب المؤسسة أو الجمعية بالتقاط صور تذكارية ونشرها علي الموقع الخاص بها وبالطبع في كل مرة كان يتم فيها تجميع تبرعات كان يصاحب ذلك وجود مظاهر فاحشة للثراء علي الشاب المتزوج من السيدة الأجنبية و علي الرغم من ذلك فإن هناك من دافع عن ذلك وهو احد أبناء الاقصر رفض ذكر اسمه قائلا هولاء يقومون بتقديم مساعدات حقيقة لأبناء الاقصر في الوقت الذي اهملتهم فيه الدولة وما المانع من قيامهم بطلب مساعدات باسم الاقصر ما دام ابناء الاقصر هم المستفيدون في النهاية.