خلال الأسابيع القليلة الماضية تصاعدت أزمة نقص الزيت التموينى ، ووصلت نسبة العجز فى بعض المحافظات الى 40% ، ومع تصريحات وزير التموين والمسئولين بالوزارة حول الأزمة وأسبابها وجهود احتوائها نرصد أبعادها فى السطور القادمة. فى البداية قال وليد الشيخ - نقيب بقالى التموين: إن أزمة نقص زيوت «البقالة» ضربت 8 محافظات حتى الآن وهى الفيوم وبنى سويف والمنوفية والغربية والدقهلية والشرقية والقليوبية لافتاً إلى أن تلك المحافظات وصلها 20% فقط من احتياجاتها، وأضاف أن أزمة نقص زيوت البقالة ترجع لنقص المادة الخام التى تأتى من بعض الدول مثل روسياً لافتاً إلى أن المياه الروسية تتجمد لمدة 3 شهور فى العام وهذا يتسبب فى صعوبة نقل البضائع عن طريق البحر. وانتقد نقيب بقالى التموين ما وصفه ب«سوء التوزيع من قبل الشركة القابضة» وأنها تولى القاهرةوالجيزة أهمية أكبر فى توزيع السلع الغذائية ، وعلى رأسها الزيوت بينما تنتقص من حقوق المحافظات الأخرى وهذا أحد أسباب الأزمة. وأشار إلى أن وزارة التموين والمسئولين كان يجب عليهم تجهيز احتياطى من الزيت يلجأون إليه فى مثل تلك الأوقات ، لافتاً إلى أن استهلاك المصريين بجميع محافظات الجمهورية من الزيوت شهرياً يوازى 118 ألف طن . تصريحات مغايرة للواقع ويقول ماجد نادى أمين عام صندوق نقابة البقالين أن أزمة طاحنة ضربت العديد من المحافظات منذ شهر نوفمبر الماضي، بسبب نقص زيت التموين وسط تصريحات مغايرة مع الواقع من جانب وزارة التموين تفيد توفير جميع السلع بمخازن شركات الجملة التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية ، حيث يتسلم البقالون الحصة التموينية على دفعتين متتاليتين خلال النصف الأول من كل شهر، إلا أن وزارة التموين لم تلتزم بصرف حصص البقالين فى ميعادها ، وكان صرف الدفعة الأولى من حصة شهر ديسمبر يوم 17 بواقع زجاجة زيت لكل 6 أفراد ، وبالرغم من تأخر صرف الحصص التموينية ليوم 20 من الشهر، إلا أن المقررات التموينية كانت تصرف منقوصة من بعض السلع المهمة والأساسية بالنسبة للمواطنين من أهمها الزيت ، الذى يوجد صراعا دائما بين المواطن والبقال بسبب عجز الأخير عن تلبية احتياج المواطن من الزيت. نسبة العجز وقال سالم عبدالحميد، المتحدث باسم نقابة البقالين التموينيين إن نسبة العجز فى سلعة الزيت التموينى بلغت 70% على مستوى الجمهورية خلال الفترة الماضية وحتى الآن عجزت وزارة التموين عن توفير الكميات المناسبة بسبب سوء الأحوال الجوية، التى تمنع السفن من تفريغ حمولاتها بالموانئ ، وأضاف أن نقص السلع التموينية أدى لارتفاع أسعار الزيت فى السوق الحرة من 9 إلى 13 جنيهاً. الدفعة الأولي وقال أحمد محسن بقال تموينى إن الشركة القابضة للصناعات الغذائية ما زالت عاجزة عن توفير حصص البقالين التموينية مكتملة، لافتا إلى أن صرف الدفعة الأولى من حصته التموينية كان يوم 17 من الشهر الحالى بواقع زجاجة زيت لكل 6 أفراد. وأضاف أنه رغم عجز وزارة التموين عن توفير السلع للبقالين لصرفها للمواطنين، فقد قرر وزير التموين إلغاء تعاون البقالين مع شركات القطاع الخاص مطالبا البقالين بالتعاون مع الشركة القابضة للصناعات الغذائية فقط ، ومن ثم أصبح صرف التموين للمواطن يقتصر على ما تفرضه الشركة القابضة للصناعات الغذائية، وهو ما يتنافى مع تصريحات الوزير المستمرة حول منظومة الدعم التى وفرت للمواطن حرية اختيار السلع التى يستفيد منها. عجز شديد وأكد وكيل وزارة التموين فى الدقهلية إبراهيم الخياط، «حسب بيان» أن المحافظة تعانى من عجز شديد فى توافر الزيوت المقرر صرفها على البطاقات التموينية، نتيجة صرف الوزارة لكميات قليلة جدًّا للمحافظة، ومن ثم يتم توزيعها على محال البقالة التموينية بنسب أقل من المفترض طرحها ، وأضاف الخياط: أن السبب فى نقص الزيت التمويني، يرجع إلى عدم توافر المادة الخام بمصانع إنتاج الزيوت، والتى تعمل على توريد المنتج منها، لصالح الوزارة، مما تسبب فى أزمة كبيرة. الأزمة انتهت ومن جانبه قال اللواء أيمن سالم رئيس الشركة المصرية لتجارة الجملة أن أزمة الزيت التموينى انتهت بالفعل منذ أكثر من 10 أيام وأن الاعتمادات الموجودة حاليا بالقطاع العام تبلغ 45 ألف طن من الزيت الخام و40 ألف طن فى القطاع الخاص وتكفى لمدة شهرين . وكشف عن أن المخزون الحالى داخل مخازن الشركة يبلغ 6 آلاف طن وأن الشركة تتسلم يومياً 1600 طن من المصانع وتقوم بتوريدها مباشرة إلى المحافظات وفقاً للحصص التموينية الخاصة بكل محافظة وأضاف سالم ان حجم الاستهلاك الشهرى لحصص المحافظات من زيت التموين يبلغ 40 ألف طن . سبب النقص وأوضح أن سبب نقص الزيت التموينى لدى البقالين هو تأخر وصول الشحنات من الخارج، وهذا غالباً يحدث بسبب سوء الأحوال الجوية أو عدم فتح الاعتمادات المالية اللازمة للتوريد، مؤكداً انه فور وصول الزيوت الخام من الخارج بدأت خطوط الإنتاج فى العمل على الفور وخلال أيام قليلة سوف يتم ضخ الزيوت لدى البقالين والمجمعات الاستهلاكية فى مختلف المحافظات ، واشار إلى أن وزارة التموين تستورد الزيت الخام من روسيا وأوكرانيا وأن هذه الأزمة انتهت بالفعل وأن الشركة تراعى حصص المحافظات الأكثر استهلاكاً فيوجد حوالى 10 محافظات تستهلك كميات كبيرة من الزيت التموينى بينها محافظاتالقاهرة ، المنوفية ، الدقهلية والإسكندرية وبنى سويف . جولة تفقدية فيما أكد محمود دياب، المتحدث باسم وزارة التموين أنه يتم حاليا ضخ ألفى طن من زيوت الطعام فى مخازن شركتى الجملة المصرية والعامة فى كافة المحافظات لصرفها للمواطنين من خلال البقالين التموينيين البالغ عددهم حوالى 26 ألف بقال تموينى والمجمعات الاستهلاكية وذلك على البطاقات التموينية وفارق نقاط الخبز ، وأضاف أن الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية قام بجولة تفقدية على مخازن شركتى الجملة المصرية والعامة فى محافظتى القاهرةوالقليوبية شملت مخازن رملة بولاق والزاوية الحمراء والساحل بمحافظة القاهرة ومخازن الزيوت والسكر بإمبابة بمحافظة الجيزة ومخازن الجملة بمحافظة القليوبية. وقال إن وزارة التموين والمباحث تراقب توزيع تلك الحصص على المحافظات لضمان صرف الحصص التموينية لمستحقيها من المواطنين. عيون التموين وأضاف أن هناك فرقا من شباب الوزارة تسمى «عيون التموين» تقوم حاليا يوميا بجولات والمرور على كافة مخازن شركتى الجملة العامة والمصرية فى كافة المحافظات للاطمئنان على توافر كافة السلع المختلفة ومتابعة عمليات توريد السلع الغذائية وغير الغذائية للمخازن من شركات القطاع الخاص والعام وإرسال بيان بحجم الكميات وأنواعها يوميا على الواتس لوزير التموين.