كل ساعة تمر والأزمة الناشبة بين مصر والسعودية لا تزال' محلك سر' تزيد الأمور تعقيدا.. وتتيح للمزايدين والأفاقين والمتآمرين أن يصطادوا في الماء العكر!! والأزمة في تقديري- لن تحل بالاعتذارات والإدانات والبيانات الصادرة من المجلس العسكري أو مجلس الوزراء أو مجلس الشعب.. فكل هذه الجهات الرسمية لم تكن طرفا أساسا في الأزمة التي نجمت عن حماس شعبي وتحرك عشوائي بني علي معلومات خاطئة لتعرض مواطن مصري لظلم علي يد السلطات السعودية!! وما بني علي خطأ لا بد أن ينجم عنه أخطاء وخطايا تمثلت في سوء التعبير والتنظيم والمبالغة في إظهار الغضب.. ربما يكون ذلك بدافع مطالب ثورية للتأكيد علي كرامة المواطن المصري التي أهدرت في عقود ماضية وأن مصر المقبلة لن تكون مثل عصر مصر مبارك.. وربما يكون بدافع إفساد العلاقات المصرية السعودية الوطيدة لصالح قوي شيطانية متربصة تسعي لسرقة ثورة يناير لمصالحها وتوظيفها لأغراضها ومآربها!! وأيا ما يكون السبب أو الهدف فإن من حق السعودية أن تغضب وأن تثأر لهذا الأسلوب الهمجي الذي عبر به البعض عن ثورتهم واستيائهم.. وبقدر الغضب الشعبي المصري جاء الرد السعودي الرسمي بسحب السفير وإغلاق القنصليات..ليبعث برسالة شديدة اللهجة لشعب مصر بأن الرياض لن تقبل بالتجاوز والإهانة والتطاول.. حتي ولو كان الثمن هو مستقبل العلاقات بين البلدين!! إذن مطلوب من الثوار المصريين أن يراعوا مشاعر ومواقف الدول الشقيقة ويفرقوا بينها وبين مواقف أخري خبيثة.. ومطلوب من السلطات السعودية وعلي رأسها خادم الحرمين الشريفين قدرا كبيرا من التفهم والتسامح يتناسب مع أرض الكعبة الشريفة وقبر المبعوث رحمة للعالميين ومع قدر وقيمة مصر العروبة والبطولة والفداء في ظل هذا المنعطف التاريخي الذي نمر به. وإني علي ثقة من أن الأزمة في طريقها إلي زوال..فجميع أعضاء بعثة السفارة السعودية لا يزالون في مواقعهم بالقاهرة وفي انتظار عودة سريعة للسفير عبد العزيز قطان الذي يعتبره المصريون سفيرا لهم في المملكة فضلا عن كونه سفيرا للرياض بالقاهرة!! [email protected] المزيد من أعمدة مسعود الحناوي