كيميا الزعماء! أعجبني اسم الملتقي الذي اختاره السفير السعودي بالقاهرة أحمد قطان للقاء الشهري الذي ينوي تنظيمه تحت عنوان رياض النيل.. فهو يحمل كما شرح السفير تزاوجا ودودا وعميقا بين عاصمة السعودية ونيل مصر الخالدة. وهو يعكس أيضا طبيعة ونوعية القضايا التي سيناقشها هذا المنتدي في جلسته المقبلة. وأعجبني أيضا أن يستهل السفير قطان أولي الجلسات بالسيد عمرو موسي, الذي ينهي بعد أيام فترة رئاسته لأمانة جامعة الدول العربية بعد عشر سنوات ثقيلة, كان مسئولا فيها عن منظومة العمل العربي المشترك وعشر سنوات سبقتها في رئاسة الخارجية المصرية.. وفترة مقبلة لحملة انتخابية لرئاسة مصر. ويبدو أن السيد موسي بدأ يتحرر تدريجيا من قيود منصبه بالجامعة العربية.. فقد فجر خلال كلمته التي ألقاها في حضور نخبة متميزة من السياسيين والإعلاميين أكثر من مفاجأة, لا أظن أنه كان حرا تماما في إعلانها لو أنه سيظل أسيرا لموقعه لسنوات مقبلة!! ولعل أبرز ما استوقفني في هذا المجال تلك المفارقة التي لمسها من موقعه شديد الحساسية من أن العلاقة بين بعض الأقطار العربية كانت تخضع لما أطلق عليه الكيميا بين القادة والزعماء والرؤساء.. وطبقا لما فهمته من هذا التعبير المثير.. فإن علاقات الدول كانت تخضع للمزاج الشخصي أو الهوي النفسي للقادة بعضهم ببعض وليس للعلاقات الاستراتيجية والسياسية والاقتصادية للدول والشعوب.. وهو أمر جد خطير.. ربما لا نلمسه إلا في العلاقات العربية العربية وليس العلاقات الدولية إلا بالقدر الضئيل!! وربما كان إعلان موسي خلال كلمته أنه لا يري سببا موضوعيا للخلاف المصري السوري الذي كان سائدا في الفترة الماضية هو واحد من ظواهر هذه الكيميا بين الزعماء.. ولكن بلاشك هناك مواقف وظواهر أخري لهذه الكيميا غير السوية.. ربما لا نعرف نحن تفاصيلها وأسبابها.. ولكننا بالقطع نلمس آثارها واضحة علي أوضاعنا العربية.. وثقلنا الحقيقي في المعادلة الدولية!! [email protected]