عرفت عمرو موسي منذ سنوات طويلة ديناميكيا مرموقا. منذ بداية حياته الدبلوماسية اتسم اداؤه بالاجتهاد والاجادة والحماس والرغبة في التفوق. كانت طموحاته دوما بلا حدود ويعرف الي اين يمكن ان تقوده خطواته نحو المستقبل الذي يريده. كانت البداية لقاء جمعني به في رحلة رئاسية الي فرنسا كان هو ضمن وفد الخارجية المرافق وكنت انا في مهمة للتغطية الصحفية. واثناء جلسة حضرت جانبا منها في احد فنادق باريس الشهيرة حيث اقامة الرئيس. كان من بين ما قاله ولكن بلغة الواثق : انا سأكون وزير الخارجية في السنوات القادمة.. وبعد حوالي عشر سنوات أو أكثر قليلا أصبح عمرو موسي وزيرا للخارجية. كان قد لفت الانظار في أول قمة للدول الاسلامية تم عقدها في الكويت في التسعينيات بعد قرار استعادة مصر لعضويتها التي كان قد تم تجميدها في اعقاب توقيع معاهدة كامب ديفيد.. حدث ذلك عندما كُلف بالرد علي مهاجمة وزير خارجية سوريا لمواقف مصر السياسية.. وفي عام 1002 تم استبعاده من وزارة الخارجية نتيجة مواقفه الحادة في التعامل مع الولاياتالمتحدة واسرائيل والتي ادت الي تصاعد شعبيته. وللتغطية علي اسباب هذا القرار تم ترشيحه امينا عاما للجامعة العربية ليقضي في هذا المنصب دورتين »01سنوات. ولكن يبدو انه كان ينظر الي ابعد مما حققه ولكنه لم يكن قادرا عن الافصاح نظرا لارتباط هذه التطلعات والطموحات بمحذورات منصب الرئاسة في مصر ومخططات التوريث. وجاءت ثورة 52 يناير وما ادت اليه من سقوط لنظام الحكم وخلو منصب الرئيس . بعد هذه التطورات وجد عمرو موسي فرصته لاطلاق العنان لطموحاته التي كانت تستهدف هذا المنصب. وهكذا قرر خوض معركة الترشيح بنفس الحماسة والعزيمة اللتين كان يتمتع بهما وهو في بداية مشواره شابا دبلوماسيا. احداث هذه المسيرة والتي لم تنقطع خلالها علاقتي المهنية بعمرو موسي تتابعت في مخيلتي وانا اسمعه متحدثا في أول لقاء لصالون »رياض النيل« الذي اسسه احمد القطان سفير المملكة العربية السعودية ليكون بديلا لصالون »المجعد« الذي ارتبط باسم هشام الناظر السفير السعودي السابق علي مدي ثلاث سنوات والذي توافد علي حضوره خلالها العديد من نجوم السياسة والاقتصاد والصحافة والاعلام. وقبل تناولي لبعض من الكثير مما قاله عمرو موسي المرشح لمنصب رئيس جمهورية ما بعد الثورة في مصر فقد وجدت من المهم ان اشير الي اختيار السفير القطان لإسم صالونه انما يعكس مدي قوة المشاعر التي تربطه بمصر التي تلقي فيها تعليمه منذ الطفولة وحتي شبابه وانتسابه الي السلك الدبلوماسي لبلده المملكة السعودية الشقيقة. لقد أراد بهذا الاسم التعبير عن عمق الروابط الاخوية القوية التاريخية بين البلدين بالجمع بين النيل العظيم والرياض.. العاصمة السعودية المرتبطة بتاريخ توحيد هذا البلد العربي حيث المقدسات الاسلامية. بعد هذه المقدمة التي أراها ضرورية من وجهة نظري أعود الي حديث وحوار ضيف صالون »رياض النيل« عمرو موسي أحد المرشحين لرئاسة الجمهورية والذي ألخصه في النقاط التالية: المجتمع المصري كان يعاني من خلل وانه لم تكن هناك خطة ولا تخطيط للمستقبل وان النهوض بمصر يتطلب ان يتحول المجتمع الي ورشة عمل. اذا صحت أحوال مصر فإن ذلك ينعكس ايجابا علي كل العالم العربي. الدستور المصري اعطي سلطات بلا حدود للرئيس وهو الامر الذي أدي الي الديكتاتورية، والمطلوب دستور جديد يساير القرن ال 12 . التغيير سوف يطول الجميع في الشرق الاوسط ولكن وفقا لمعايير مختلفة. الفن كان يجمع العالم العربي والسياسة تفرقهم وان التفاهم كان قائما بين الشعوب دون الحكام. عودة مصر الي دورها الاقليمي والدولي مرهون بالاصلاح الداخلي وقوتها الاقتصادية. القضية الفلسطينية والنزاع مع اسرائيل وافريقيا والمياه هي الاسس التي تقوم عليها السياسة المصرية. لابد ان ينص الدستور علي ان مصر جزء من الامة العربية ومن الامة الافريقية. لا اقصاء ولا استبعاد لأي اطراف سياسية ما عدا الذين كان لهم دور في إفساد الحياة السياسية بمصر. لابد من التفاؤل.. مع اعطاء الفرصة للخبرات وليس لاهل الثقة. الدولة المدنية لا تتعارض مع الهوية الوطنية. هناك خلافات جذرية مع ايران ولكن لابد ان نعترف بدورها ووجودها في الشرق الاوسط وان نتحاور معها لوقف تدخلها في الشئون العربية الداخلية وايجاد حل لاستيلائها علي جزر الامارات الثلاث. انا مع الدستور أولا وضد مد الفترة الانتقالية. وانتهي صالون »رياض النيل« الذي يستهدف دعم التواصل بين البلدين الشقيقين.. مصر والسعودية. وإلي لقاء جديد بالصالون.