حظي الطيران باهتمام الحكومات العربية باعتباره من الأنشطة الاقتصادية المهمة الي جانب كونه وسيلة استراتيجية للتواصل والترابط بين الدول العربية كما ان القواسم المشتركة والخصوصيات التي تجمع هذه الدول تجعل منه أرضية ملائمة لتطوير حركة النقل الجوي الي جانب الاهمية الاستراتيجية للعالم العربي. ويتجلي هذا الاهتمام بصناعة الطيران في التعاون والتنسيق بين سلطات الطيران المدني في الدول العربية وبين شركات الطيران بها, حيث يتكامل التعاون تحت مظلة جهازين مهمين هما الهيئة العربية للطيران المدني الايكاك التي تمثل سلطات الطيران, والاتحاد العربي للنقل الجوي الاكو الذي يمثل شركات الطيران. كما يقول محمد العلج مدير عام الهيئة العربية للطيران المدني حيث يشير الي أن الجهود التي تبذلها الحكومات, العربية ممثلة في سلطات الطيران وتلك التي تبذلها الشركات من خلال الاتحاد العربي للنقل الجوي حققت بعض ثمارها المرجوة ولعل اتفاقية دمشق بشأن تحرير النقل الجوي العربي بين الدول العربية تمثل محطة فاعلة في هذا الاطار كما يقول باعتبارها اللبنة الأولي لانشاء منطقة تجارة حرة عربية كبري, حيث يلعب النقل الجوي دور المحرك الرئيسي للتبادل التجاري وانتقال الأشخاص وتطوير السياحة البينية العربية الي جانب تطور الصناعات المرتبطة بالنقل الجوي واذا كان تحرير الأجواء العربية باعتباره أساسا لإقامة سوق اقتصادية عربية مشتركة قد استحوذ كثيرا علي جهود الهيئة العربية للطيران المدني كما يوضح العلج فإن هناك أنشطة أخري تستدعي التنسيق بين الهيئة العربية للطيران و الاكو من خلال توسيع أفق التعاون مع الاتحادات الاقليمية مثل الاتحاد الأوروبي بهدف تنسيق المواقف العربية الأوروبية في مجال النقل الجوي وفي هذا المجال يشير الي قرارات مجلس وزراء النقل العرب: بتكليف الهيئة العربية بصياغة مشروع اتفاقية موحدة تستعين بها الدول العربية عند تفاوضها مع الاتحاد الأوروبي وعن الملاحة الجوية قال أن الهيئة تولي اهتماما خاصا بها لمواكبة التطورات التكنولوجية المتلاحقة في هذا المجال ونظم الملاحة المستقبلية حيث انجزت الهيئة دراسة لإنشاء مركز عربي موحد لتطوير وتنسيق الملاحة الجوية تحت مسمي عرب كنترول اسوة بمركز يورو كنترول الأوروبي كما قدمت الهيئة عدة مشروعات لانشاء طرق جوية جديدة بالمجال الجوي العربي بهدف تقصير المسافات وتقليل مدة الرحلات بما يفيد شركات الطيران العربية. وفي مجال السلامة الجوية تم وضع دليل عمل لتوحيد مقاييس السلامة وفقا للقواعد الدولية لرفع مستويات السلامة الي جانب وضع أسس لتطبيق الايازا العربية علي كل شركات الطيران في الدول العربية. كما أنشأت الهيئة كما يوضح العلج لجنة خاصة بالبيئة تعكس الموقف العربي تجاه قضايا البيئة خاصة بعد تطبيق البرنامج الاوروبي للحد من الانبعاثات مع بداية العام الحالي والذي يفرض رسوما علي انبعاثات الكربون لشركات الطيران التي تهبط في أوروبا مؤكدا ضرورة وجود نظام عالمي موحد للتعامل مع قضايا البيئة بدلا من الحلول الاقليمية.