الملف القبطى واحد من ثلاثة ملفات مهمة وخطيرة عن الأمن فى عهد مبارك وهى الملفات التى أسندت الحكومات المصرية المتعاقبة, مسئولية إدارتها الى جهاز الشرطة وعلى وجه الخصوص جهاز أمن الدولة وتلك الملفات هي: الملف القبطى وملف سيناء وملف الإخوان المسلمين. وهى الملفات التى شكلت بعد ثورة يناير 2011, أكبر خطر يواجه الدولة المصرية, بعد انهيار أمنها المريع، فقد تبين لنا أن فى تلك الفترة كانت إدارة الشرطة أو أمن الدولة حينئذ, لتلك الملفات, كانت إدارة تتسم بالتخبط. وعن تناول هذا الملف الذى يحمله عنوان الكتاب "أربعة أجزاء" يقول الكاتب: الملف القبطى أكبر بكثير مما كنا نراه كما أن إدارة الأمن له تسببت فى خسارة فادحة. أيضا يلفت البطران النظر إلى أن أوراق هذا الملف, كانت تشكل عنصرا مهما من عناصر الضغط الأمريكية على الرئيس السادات فى نهاية أيامه, رغم أنه هو الذى ألقى بنفسه فى أحضان الولاياتالمتحدةالأمريكية. وفى عصر مبارك, كان الملف يضغط بعنف على أعصاب مبارك وكانت هناك لجنة تتبع الكونجرس الأمريكى اسمها الحريات الدينية, كان أعضاؤها يتوافدون علينا بغزارة, بعد كل حادث طائفى يحدث فى مصر ويتهمون حكومة مبارك بأنها مقصرة فى حماية الأقباط . لقد حاول فى الكتاب, شرح كل مفردات الملف التاريخية والمنعطفات المهمة, فى القسم الأول بعنوان لمحة تاريخية, حاولنا أن نرصد تأثير دخول الإسلام فى مصر على الأقباط ,ثم حالتهم فى العصور التالية, ثم تناولنا علاقة الأقباط بالحملة الفرنسية وظهور الجنرال يعقوب, كأول من فكر فى مشروع للتحرر الوطني, ثم صعود الأقباط فى عصر الوالى محمد علي. وفى القسم الثاني، تناولنا حركة الأقباط فى القرن التاسع عشر ورصدنا محاولات التأثير فى الكنيسة الأرثوذكسية القبطية ومحاولة استمالة الأقباط إلى العقيدة الكاثوليكية من جانب الكنيسة الشرقية الكاثوليكية وبابا روما وموقف بطاركة الأقباط من تلك العمليات وموقف الحكام المصريين منها ورصدنا الصعود القبطى غير المسبوق فى التاريخ ومحاولتهم الاهتمام بالتعليم ومحاولات إنشاء المجلس الملى ثم رصدنا علاقة الأقباط بالبريطانيين وعلى الأخص اللود كرومر وهو أول من لفت النظر إلى ضرورة أن يتولى الوظائف الكبرى مسلمون وهو أول من نبه إلى أن الأقباط ينعمون بكل الوظائف وتناولنا أيضا بالتفصيل، أول مؤتمر قبطى يعقد فى تاريخ مصر وموافقة الحكومة المصرية على عقده وما ترتب عليه. ثم رصد الأحزاب القبطية التى ظهرت فى مصر فى عهد الملكين فؤاد وفاروق وتكلم عن علاقة الأقباط بثورة يوليو 1952 وعلاقة الأقباط بجمال عبد الناصر. كما تحدث الكتاب عن ظهور البابا شنودة الثالث فى توقيت معاصر لظهور الرئيس السادات والتنافس بينهما على قلوب المصريين وكذلك علاقة البابا بالرئيس السادات بالتفصيل ودور أجهزة الأمن فى تأجيج الصراع بين الرجلين والحوادث الطائفية فى عصر السادات وأسبابها وكيفية معالجتها والنهاية المأسوية للسادات ثم تولى مبارك السلطة, مع رصد معظم الحوادث الطائفية فى عصره, وأسبابها بالتفصيل. ثم تناول الكتاب أقباط المهجر ونشأتهم وتنظيماتهم وتأثيرها على الأقباط فى مصر. الكتاب: الملف القبطى المؤلف: حمدى البطران الناشر: دار الثقافة الجديدة 2015