وضع اللواء حمدى البطران، فى كتابه "من المنصة إلى الميدان" الصادر مؤخرًا عن دار العين للنشر والتوزيع، رصدًا كاملًا وتأريخًا موثقًا لحركة الأمن فى مصر منذ حادث المنصة، واغتيال الرئيس السادات، حتى ثورة ميدان التحرير، ليضع تحت بصر القارئ كل التفاصيل التى تمكنه من رؤية الصورة الأمنية بشكل أوضح وأكثر توثيقًا وشفافية. لم يكن فى نية مؤلف الكتاب فى البداية أن يكون الكتاب على تلك الصورة. فقد بدأ كتابته عن وزراء داخلية الرئيس مبارك فقط، غير أنه اكتشف أن الأمر أكثر أهمية من مجرد سرد لسير وزراء الداخلية وأعمالهم، وأعد صياغة الكتاب من جديد، ليتحدث عن الأمن بمعناه الشامل فى عهد مبارك. ومن ناحية أخرى، وضع البطران، يد القارئ على نقاط الضعف فى جهاز الأمن المصرى العريق، عبر ستة فصول، تبدأ بالوقوف على التفاصيل الأمنية المهمة لحادث المنصة مرورًا بملامح التدهور الأمنى وظهور الجماعات الإسلامية، ويحاول فتح كل الملفات التى تناولتها الداخلية المصرية، والتأسيس لسياسة تكميم الأفواه، ثم محاولات اغتيال مبارك، لتنتهى فى الفصل الأخير منها بالتوثيق لسياسات وزراء داخلية مبارك.