«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد قرار إلغاء الحافز الرياضى للبطولات «المحلية»
«التعليم» يصيب «الرياضة» فى مقتل
نشر في الأهرام اليومي يوم 10 - 01 - 2016

صدمة وذهول أصابا أولياء الأمور بعد صدور إعلان وزير التعليم العالى لقرار المجلس الأعلى للجامعات بأن يقتصر منح درجات الحافز الرياضى لطلاب الثانوية العامة قبل دخولهم الجامعات على المشاركين فى البطولات الدولية والعربية فقط،
وليس البطولات المحلية كما كان متبعا ، وأن تتمثل امتيازات الطلاب المشاركين فى البطولات المحلية بعد قبولهم بالجامعات، مثل تخفيض رسوم المدن الجامعية، ودرجات فى كلية التربية الرياضية فقط، وامتيازات أخرى تتعلق بالمشاركة فى البطولات خلال فترة دراستهم بالجامعات.
وكان قد سبق أن اعترض البعض على الدرجات التى تمنح لهؤلاء المتفوقين رياضيا على اعتبار أنها «الباب الخلفي» للحصول على درجات، دون أن يدركوا أن مثل هؤلاء الطلاب ينافسون على الصعيدين الدراسى والرياضى ليستقطع كل منهم نصف يومه وساعات نومه وأكثر من نصف الميزانية المادية الشهرية لأسرته لكى يمارس الرياضة ، ولا يعنى ذلك أنه لا يذاكر ، بل على العكس فإن الرياضة تفرض عليه تنظيم وقته بجدية وصرامة، فيكون وقت المذاكرة فى جدول لا مجال للتأجيل فيه ، ولأن العقل السليم فى الجسم السليم فإن قدرته على التحصيل والاستيعاب أعلى بكثير ممن لا يمارس الرياضة، ولا شك أنه لو وفر كل هذا الجهد ومنح تلك الساعات المستقطعة للمذاكرة لما قل عن ذلك المجموع الذى قد يحصل عليه بعد إضافة درجات الحافز الرياضى .
البعض الآخر يرى أن هذا القرار محبط لكثير من أولياء الأمور والطلاب حيث، يشعرون بأنه لا تقدير للجهد الذى يقومون به من تدريبات فى الفجر والبرد وصقيع الشتاء أو لهيب الحرارة فى الصيف ، فى حين أن أقرانهم ممن لا يمارسون الرياضة يستمتعون بدفء بيوتهم أو تكييفات الصيف والنوم ساعات طويلة وتوفير كثير من النفقات.
هذه القضية استلزمت طرح وجهات النظر المختلفة لعل هؤلاء الطلاب يجدون إنصافا لموقفهم، خاصة لمن يحقق إنجازا محليا ولا يتمكن من تحقيقه دوليا لصعوبة التنافس على مستوى العالم حتى الآن لأسباب كلنا نعلمها جيدا.
وكانت اللجنة الأوليمبية واتحادات بعض الألعاب قد اعترضت على هذا القرار باعتباره يقتل روح ممارسة الرياضة والمنافسة عند الشباب والفتيات لإخراج طاقتهم فى الرياضة، كما أن هذا القرار يخالف المادة 84 من الدستور التى تنص «على ممارسة الرياضة حق للجميع وعلى مؤسسات الدولة والمجتمع اكتشاف الموهوبين رياضيا ورعايتهم واتخاذ ما يلزم من تدابير لتشجيع الرياضة»، واذا كان هناك خلل فى تنفيذ الحافز الرياضى فكان يجب معالجته وليس إلغاؤه.
التقنين وليس الإلغاء
المهندس ياسر إدريس رئيس اتحاد السباحة يرى أنه يمكن تقنين منح درجات الحافز الرياضى دون إلغائها، لأن الأبطال الرياضيين يبذلون كثيرا من الجهد والوقت لسنوات طويلة، ويتدربون فجرا وليلا، ولابد من تشجيعهم على الاستمرار فى ذلك ، ولهذا من الممكن أن تمنح درجات التفوق الرياضى على البطولات التى تنظمها الاتحادات الرياضية، فهى الجهة المسئولة عنها وهى بطولات الجمهورية، لأنها أكثر تنظيما وأكثر إحكاما، ويشترك اللاعب فى السباقات التى حددها له المدرب .. ولا يؤخذ الحافز على بطولتين مثل بطولة المدارس والجمهورية ، فالأصح هو الاكتفاء ببطولة الجمهورية ، وهذا سيقلل عدد المستفيدين من الحافز.
ويضيف، أن الدول المتقدمة تكافئ الرياضيين، فعلى سبيل المثال نجد أبطال السباحة مثل أحمد أكرم وفريدة عثمان والقماش ومحمد خالد وغيرهم يتعلمون فى الخارج فى كبرى الجامعات فى أمريكا بالمجان فى كليات الهندسة وإدارة الأعمال وغيرها من كليات القمة لأن هناك منحا دراسية Scholarship.
فمن الممكن أن نستفيد من التجارب الناجحة فى الدول الأخرى حتى يمكن أن نلمس تطويرا فى هذا المجال.
تراجع المتدربين
د.أحمد حسنين مدرب جودو يشكو من أن كثيرا من طلاب الثانوية العامة توقفوا عن حضور التمارين لاستثمار الوقت فى المذاكرة ، والبعض فقد حماسه لأن هدف الحصول على درجات التفوق كان يشعل تنافس اللاعبين، ولو استمر هذا الوضع فسوف تنتهى ممارسة الشباب للرياضة عند هذه المرحلة ، فعلى سبيل المثال لدى شاب ( 17 سنة) مؤهل للعب فى الاوليمبياد سوف يترك الرياضة حتى يتفرغ للمذاكرة وتحصيل الدرجات، على الرغم من أن بطولات هذه المرحلة هى أقوى بطولات موجودة فى مصر وأعلى تنافس ممكن أن نراه، وهو ما سنفقده بعد هذه القرار.
ويتساءل : كيف يقتصر منح الدرجات على اللاعب الحاصل على ميدالية على مستوى العالم، وهناك مواسم كثيرة لا نلتحق فيها بالبطولات الدولية ؟ كما أن أول الجمهورية ينضم للفريق المنتخب، وهذا الفريق إذا لم يدخل البطولات الدولية فى سنة الثانوية العامة التى وصل إليها هذا اللاعب ، أو لم تقم بطولة دولية فى هذا التوقيت ، فهذا يعنى حرمانه من الدرجات لأننا لم ندخل البطولة رغم أنه متفوق رياضيا، فما هو ذنبه فى هذه الحالة؟ كما أن من يحصل على مركز على مستوى العالم فى الصف الثانى الثانوى ولم يتمكن من تحقيقه فى الصف الثالث الثانوى لا يحصل على الدرجات !
ويقترح البعض أن يتوقف الطالب عن التدريبات سنة الثانوية العامة ثم يعود إليها مرة أخرى بعد التحاقه بالجامعة، فهنا يحذر د.أحمد حسنين من أن توقف الرياضى سنة كاملة يجعل مستواه يتراجع بدرجة كبيرة لا تمكنه بعد ذلك من العودة لمستواه كبطل رياضى ، وبالتالى سيخجل من تقهقره ويفضل أن ينضم لأصدقائه الذين يقضون أوقات فراغهم على المقاهى والكافيهات، وهو ما يحاول مجتمعنا محاربته وليس التشجيع عليه.
ويضيف : لعلنا نتذكر المستوى الخاص أو الرفيع الذى كان يضيف بعض الدرجات لمجموع الثانوية العامة وكان اختياريا لمن يريده ، فلعل درجات التفوق الرياضى تعتبر مثل هذا الاختبار، حيث يحصل أول الجمهورية على 16درجة وأول إفريقيا على 32درجة، وأول الاوليمبياد على 64درجة رغم أن كثيرا منهم متفوق دراسيا أيضا.
ويوضح أن الطالب الذى يمارس رياضة الجودو يتوجه للتدريب خمس مرات فى الأسبوع وتصل مدة التمرين إلى ساعتين، بالإضافة إلى ساعتين أخريين ذهابا للنادى وعودة للمنزل ، كل هذا الوقت يجلس طالب غيره ليستذكر دروسه أو يرتاح فى بيته ، والرياضى عليه أن يقوم باستذكار نفس الدروس وأداء نفس الواجبات الدراسية ، فعليه عبء مضاعف وينافس على الصعيدين الرياضى والدراسى ، وفى كثير من الأحيان يكون متفوقا عمن لا يمارس الرياضة.
ويشير إلى أن هناك كثيرا من العاملين فى هذا المجال، والذين يقيمون بطولات الثانوية العامة والاعدادية ماذا سيفعلون بعد أن يعزف الكثيرون عن حضور البطولات التى تخلو من الحافز، خاصة أن الأبطال لا يسعدهم الحصول على الميداليات كل مرة لأنهم شبعوا منها، ولكنهم يطمحون فى مزيد من التكريم والتقدير والتشجيع؟
حياتهم شاقة
سماح إبراهيم مهندسة ومدربة أيكيدو وولى أمر لشباب سباحين تقول ان السباحين يؤدون تمريناتهم قبل الفجر صيفا و شتاء، ثم يتوجهون إلى المدرسة بعد التمرين وعندما يعودون للمنزل عليهم أن ينهوا مذاكرتهم وواجباتهم المدرسية سريعا ليذهبوا مرة ثانية للتمرين مساء، كماينامون فى وقت متأخر من الليل ليقوموا فجرا للتمرين ، وهكذا حياتهم شاقة جداً ولسنوات طويلة .. فهل يتساوى مثل هؤلاء مع الطلاب الذين لا يتحركون من المنزل ويأخذون الدروس الخصوصية ؟! .. إن مثل هذا القرار سيدفع أولياء الأمور بأن يجبروا أبناءهم على البقاء فى المنزل بعد الانتهاء من السنة الثانية ثانوى خوفا من أن تؤثر التمارين على مجموعهم فى الثانوية العامة، بعد أن كانوا مطمئنين بأن هناك قليلا من الدرجات تنصفهم، وهذا لا يعنى أن أولادهم متأخرون دراسيا، بل على العكس متفوقون لكن هذه الدرجات تمنحهم بعض الأمان... إن مثل هذا القرار يصلح مع نظام آخر غير نظام الثانوية العامة المصرية، لو كانت الكليات لا تسمح بالالتحاق بها المجموع فقط بل تمنح فرصة بالمواد الترجيحية أو التأهيلية أو القدرات مثلما يحدث فى دولة مثل أمريكا، بحيث لو نجح الطالب فى هذه المواد يلتحق بالكلية بغض النظر عن المجموع.
وتشير إلى أن هذا يعنى أنه لن تكون هناك فرق رياضية فى الجامعات لأن الفرق التى تنافس داخل الجامعة قوامها هم الرياضيون الذين بدأوا الرياضة فى الصغر ،فلا يمكن أن يبدأ أحد رياضة تنافسية أوليمبية فى سن كبيرة ، وإذا كان بعض الرياضيين يتوقفون عن الرياضة فى الثانوية العامة رغم الحافز الرياضى فما بالنا عندما يتم الغاؤه؟
معالجة الخلل
وتقترح م. سماح ابراهيم أنه يمكن معالجة أى خلل فى تطبيق الحافز الرياضى دون الغائه تماما ومواجهة أى فساد فى تطبيق المعايير، فإذا كان هناك من يستغل الوضع تتم مراقبته وإحكام الأمور ووضع شروط دقيقة ، فيمكن على سبيل المثال ألا يمنح الحافز للكل، بل لأول ثلاثة على الجمهورية فقط ، وألا يمنح لكل الفرقة فى الألعاب الجماعية بل لمن حقق تفوقا فى 4 أو 5 بطولات مثلا، ولا تمنح على بطولات المحافظات، لكن الإلغاء التام نتيجته الحتمية هى توجه كل هؤلاء الشباب إلى المقاهى والكافتيريات ، وهذا يعتبر ظلما لجيل بأكمله ، وإذا كنا نحن فى لعبة الأيكيدو التى تحصل على تميز فى كليات الشرطة والعسكرية فيكون للاعب أولوية للالتحاق بها، لأنه يمارس جزءا من المنهج الخاص بها لكن ليس لها حافز فى الكليات الأخرى لأنها ليست لعبة نزالية أو اوليمبية رغم أن لها اتحادا.
وتختتم كلامها قائلة إن هناك من يمارسون الرياضة بهدف الحصول على درجات الثانوية العامة فهى فى حد ذاتها حافز لتفريغ المقاهى من الشباب والاستفادة من اوقات فراغهم فيما يفيد.
ظلم لأولادنا
وترى سلافة فاروق والدة إحدى بطلات السباحة أن هناك ظلما يقع على الطالب الرياضى حين يحرم من الدرجات التى تعوضه عن الاستقطاع من وقت مذاكرته، قائلة لو كانت ابنتى بقيت فى البيت تستذكر دروسها دون ممارسة الرياضة كانت حصلت على أضعاف هذه الدرجات التى حرمت منها، والامتيازات المطروحة قد لا تحتاجها، فهى لن تلتحق بكلية التربية الرياضية ولن تقيم فى المدن الجامعية، أما التخفيض على رسوم الجامعة فهو لا يعوض أقل القليل مما تم إنفاقه لسنوات طويلة فى التدريبات الشاقة سواء، فى السباحة أو اللياقة البدنية أو علاج الإصابات أو البرامج التى نسير عليها أكثر من 14 سنة، فالتقدير الوحيد الذى يليق بأبطال الرياضة هو منحهم تلك الدرجات.
تجربة صعبة
الوصول للعالمية ليس بالشيء اليسير وإن حدث فيكون لعدد قليل جدا من أبطال الرياضة، هكذا يقول محمد عبد المجيد والد لاعب تايكوندو متسائلا : لماذا التقليل من قدر البطل المحلي؟ فهو لم يصل لهذا المركز إلا بعد شقاء وعناء وجهد لا يقدره إلا من خاض التجربة بنفسه، فهى تجربة صعبة وطويلة تحتاج لجهد ومثابرة من الرياضى وأهله،
وتتساءل شيرين الشعراوى أم لابنتين تمارسان رياضة السباحة هل تم استشارة الخبراء فى هذا المجال قبل اتخاذ القرار؟ لا يمكن أن نرجع للوراء .. فكل دول العالم تتقدم وتشجع الرياضيين وتكافئهم بكل الطرق، وتوفر لهم كل السبل المادية والمعنوية وكل المساعدات العلمية والأدبية وغيرها ليظل الرياضى مستمرا فى هذا الطريق ، أما نحن فندفعه إلى الإحباط وترك الرياضة ، وبدلا من التوجه للنادى يتوجه للمقاهى ويسلك طريق الانحراف، ونجعل من يمارس الرياضة يتركها .
الاستثناء لا يكون مطلقا
وهنا كان لابد من طرح وجهة النظر المجتمعية، فتقول استاذ علم الاجتماع د.إقبال السمالوطى عميد معهد الخدمة الاجتماعية سابقا إن مبدأ الاستثناء إذا كان واردا إلا أنه يجب ألا يكون مطلقا، فيجب أن يكون على عدد محدود من الأبطال ، والنشاط لا يؤثر على المذاكرة بل على العكس يجعل الطالب لديه القدرة على تنظيم وقته ويستفيد منه، بدلا من مضيعته أمام النت والكمبيوتر، ويمكن منح درجات للحالات المتميزة جدا التى تسببت الرياضة والبطولات بالفعل فى تأثير سلبى أو تعطيل عن الدراسة.
وتطالب بضرورة التنسيق بين الجهات المختلفة سواء كانت وزارة التعليم أواتحادات الرياضة بحيث لا تؤثر البطولات على انتظام الطلبة فى مدارسهم، فيمكن إقامة البطولات فى الصيف مثلا وتقليل عدد البطولات التى تقام فى وقت الدراسة وقبل امتحانات نهاية العام.
فقدان الانتماء
د.هانى فاروق مدرب سباحة يقول كل ما أخشاه أن نفقد انتماء الرياضيين لبلدهم ولا يمثلون مصر بعد ذلك، ليصبح انتماؤهم للبلد الذى استضافهم ووفر لهم مجانية التعليم والتدريب على أعلى مستوي، وأحيانا يعطيهم منحا مادية أو راتبا بصفة دورية ومكافآت، وهناك يثبت اللاعب وجوده، والسؤال الذى نطرحه هل بعد كل هذه الفرص والاهتمام سيعود اللاعب ليلعب باسم مصر التى بخلت عليه بدرجات التفوق الرياضي؟ بلا شك سيأتى اليوم الذى يلعب فيه باسم الدولة التى قدمت له الرعاية العلمية والرياضية وربما المادية، وقد حصل ذلك بالفعل من قبل، لذا نتمنى أن يجد الأبطال تشجيعا فعليا وملموسا من حكومتهم حتى لا تفقد بلدنا أبطالها الرياضيين.
آخر المستفيدين
تجدر الاشارة إلى أن هذا القرار سيتم تطبيقه من العام المقبل، أما طلاب الثانوية العامة هذا العام فهم آخر المستفيدين من درجات التفوق الرياضى وفقاً لقرار المجلس الأعلى للجامعات وتصريح السيد وزير التعليم العالي.
وأخيرا فإن من يمارس الرياضة ويبدؤها من سن الرابعة ويستمر فيها ما لا يقل عن عشر سنوات من حقه أن يضع نصب عينيه هدف الحصول على درجات الحافز الرياضى للثانوية العامة، فضلا عن أنها الطريق الأوحد ليبتعد الشباب عن طرق الانحراف وتهذيب سلوكياتهم وتحسين صحتهم وتعليمهم الروح الرياضية التى افتقدناها فى مجتمعنا أخيرا.. فهل بعد توضيح كل هذا الجهد والعناء والأهداف النبيلة يجدون التشجيع من الدولة ويراجع المجلس الأعلى للجامعات قراره مرة أخري؟!
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.