«ترسيخ علاقات دولية أكثر توازنا وتعزيز التعاون الاقتصادي» عنوان السياسة الخارجية لمصر فى السنة الثانية لحكم الرئيس عبد الفتاح السيسى،فقد تعددت زيارات الرئيس خلال الاثنى عشر شهرا الماضية شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، من أجل استعادة مصر مكانتها فى العالم وريادتها فى العالم العربى والغربى والقارة الإفريقية، فضلا عن عرض فرص الاستثمار بالبلاد وتوقيع اتفاقيات تعاون مثلت دفعة قوية للاقتصاد المصري، كل ذلك جنبا إلى جنب مع الحفاظ على العلاقات الإستراتيجية القائمة مع العديد من دول العالم لا سيما الولايات المتحدةالأمريكية. وقد شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى بقمة مكافحة التغير المناخى بالعاصمة الفرنسية، حيث تركزت أهداف مصر خلال المشاركة على استعراض الأهداف الأساسية للمبادرة الإفريقية الرامية إلى تعزيز استخدامات الطاقة المتجددة فى إفريقيا. وركز الرئيس على أن تتضمن المبادرة النهائية لمكافحة التغير المناخى الآليات اللازمة للنهوض الفعلى بالقدرات التصنيعية والتكنولوجية فى مجال الطاقة المتجددة فى إفريقيا. وقد استهل الرئيس السيسى عام 2015 بزيارته لإثيوبيا للمشاركة فى القمة الإفريقية لتتكرر الزيارة عقب توقيع اتفاق المبادئ حول سد النهضة فى السودان، وتوجت زيارته أديس أبابا بإلقاء خطابه التاريخى أمام البرلمان الإثيوبى بمجلسيه، ولا تزال المفاوضات جارية حول الجوانب الفنية لسد النهضة بالتعاون بين الدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا. وجاءت زيارة الرئيس الأخيرة لليونان لتتوج عدد القمم الثلاثية المشتركة بين مصر وقبرص واليونان بإعلان أثينا الذى يمثل حقبة جديدة من العلاقات الإستراتيجية التى تقودها مصر مع دول حوض شرق المتوسط. وقد جاءت أهمية إعلان أثينا فى تحويل كل مبادرات التعاون المطروحة بين الدول الثلاث إلى خطوات ملموسة على أرض الواقع. وقد شهد مجلس الأعمال المصرى اليوناني، على هامش زيارة الرئيس، توقيع اتفاقية تعاون فى مجال النقل الجوى ومذكرتى تفاهم الاولى بين ميناء كوالا اليونانى وميناء الاسكندرية، والثانية بين ميناء الكسيندولوبولى وميناء دمياط. ويعد تعزيز التعاون وتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية، فى مجالات مختلفة، أبرز نتائج زيارة الرئيس السيسى إلى إسبانيا. وقد تم التوقيع خلال الزيارة على عدد من الاتفاقيات الثنائية تضمنت اتفاقا للتعاون فى مجال الأمن ومكافحة الجريمة، ومذكرة تفاهم للتعاون فى مجال السياحة، ومذكرة تفاهم بشأن حماية واستعادة الممتلكات الثقافية المسروقة، ومذكرة تفاهم فى مجال البنية التحتية والنقل. بينما كان تعزيز التعاون مع برلين وتوضيح آخر التطورات فى مصر، أبرز الملفات على أجندة الرئيس خلال زيارته لألمانيا. وقد أتاحت الزيارة الفرصة لتعزيز التعاون مع ألمانيا على الصعيد الاقتصادى والتعاون العسكرى والأمني. كما التقى الرئيس رئيس مجلس إدارة شركة سيمنز، لتأكيد التزام شركته بالمواعيد الزمنية المقترحة لتنفيذ إنشاء ثلاث محطات لتوليد الكهرباء بالطاقة الحرارية لإنتاج 14400 ميجاوات خلال عام ونصف العام. وعقب زيارته المانيا جاءت زيارة الرئيس إلى المجر، التى التقى خلالها عدداً كبيراً من المسئولين، بالإضافة إلى المشاركة فى منتدى الأعمال المصرى المجري. وقد شهد الرئيس ورئيس الوزراء المجرى مراسم توقيع عدد من مذكرات التفاهم للتعاون فى مجال التعاون الأمني، بالإضافة إلى قطاعات الصحة وإدارة الموارد المائية وتقنيات إدارة المدن. و قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارة تاريخية للعاصمة البريطانية لندن، استمرت ثلاثة أيام، توجت بفتح صفحة جديدة من الشراكة والتعاون والتفاهم المتبادل بين البلدين، لتكمل خطوات التقارب مع القارة الأوروبية. واستطاعت الزيارة إعادة العلاقات القديمة والوثيقة مع دولة بحجم بريطانيا لها قيمة كبيرة فى السياسة والاقتصاد. وخلال لقاء السيسى برئيس البنك الاوروبى لاعادة الاعمار والتنمية، تم الاتفاق على ضخ 800 مليون يورو استثمارات جديدة فى مصر والمساهمة فى مشروعى مترو القاهرة ومحطة كهرباء دمنهور. وشارك الرئيس السيسى بداية العام فى المنتدى الاقتصادى العالمى بدافوس بسويسرا، من أجل عرض الإصلاحات الاقتصادية والفرص الاستثمارية فى ظل إطلاق عدد كبير من المشروعات القومية، أبرزها محور تنمية قناة السويس، بالإضافة إلى البرنامج الشامل للتنمية حتى عام 2030، حيث نالت الإصلاحات إعجاب وتأييد كل الدول المشاركة فى المنتدى. ويعتبر ملف «التنمية الاقتصادية» عنوان الجولة الخارجية الآسيوية للرئيس التى تضمنت 40 ساعة طيران تمثلت المرحلة الأولى منها فى زيارته لروسيا، وكانت أبرز الملفات على أجندة الرئيس فى القمة التى عقدها مع الرئيس الروسى هى تعزيز التعاون فى مختلف المجالات الاقتصادية، حيث تم بحث التعاون مع رئيس شركة روزأتوم لإنشاء محطة لإنتاج الطاقة النووية السلمية والتى توجت فى القاهرة مؤخرا بالاتفاق على إنشاء محطة الضبعة النووية. كما تم توقيع بروتوكول تعاون بين شركة «روزنافت» ووزارة البترول المصرية للتدريب فى قطاع البترول. ومن روسيا إلى سنغافورة، حيث تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين هيئة قناة السويس وشركة «هاى فلوكس»، الرائدة فى مجال تحلية المياه ومعالجة مياه الصرف الصحي، تقوم بموجبها الشركة بإعداد الدراسات الفنية والمالية والاقتصادية لإنشاء محطة متكاملة لإنتاج المياه والكهرباء بمنطقة العين السخنة. وعلى الرغم من أن زيارة الرئيس إلى الصين كانت أقرب إلى الزيارات البروتوكولية لحضور احتفال ذكرى انتهاء الحرب العالمية الثانية، فقد شهدت الزيارة التوقيع على اتفاقيةٍ إطارية للتعاون فى مجال الطاقة الإنتاجية، واتفاقية بين بنك التنمية الصينى والبنك الأهلى المصرى يتم بموجبها تقديم قرض بقيمة 100 مليون دولار لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة. وخلال زيارة الرئيس التاريخية إلى إندونيسيا بعد 32 عاما من انقطاع الزيارات الرئاسية عقد مع نظيره الإندونيسى جوكو ويدودو قمة ركزت على ضرورة التنسيق المشترك من خلال المحافل الدولية لمكافحة الإرهاب ودحره. وجاءت مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة الثالثة لمنتدى الهند إفريقيا 2015 لتعزيز الدور الريادى لمصر على المستويين الإفريقى والدولي، وتأكيد اهتمامها بالقضايا الإفريقية، فضلاً عن حرصها على تنمية وتطوير علاقات القارة الإفريقية بالدول ذات الاقتصادات البازغة مثل الهند. و شهدت زيارة الرئيس إلى نيويورك للمشاركة فى الدورة السبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة ، نشاطا مكثفا على هامش المشاركة، أجرى خلالها 40 لقاء متعددا، استطاع الرئيس من خلالها أن يعيد مصر إلى موقعها الريادى بالمنطقة، فضلا عن رؤيتها إزاء الملفات الإقليمية المعقدة. وتعددت زيارات الرئيس للعواصم العربية، وعلى رأسها السعودية والأردن والإمارات والكويت والبحرين لتنسيق المواقف المشتركة وبحث سبل تعزيز التعاون.